Skip to main content

حول الطاولات


الشخصيات : مجموعة من الشخصيات التاريخية
على المسرح أربعة طاولات تختلف أشكالها
في كل ركن من المسرح تقف مجموعة من شخصين أو ثلاثة أشخاص

مشهد ليلي  : طاولة مربعة على سطحها خارطة بشكل رقعة شطرنج
..رجلان جالسان على كرسيين متقابلاين بيد كل واحد منهما بيدقا ً يسلط الضوء عليهما بشكل عمودي
رجل بشكل مميز بتسريحة شعره وشاربه ولباسه العسكري

١_ (هتلر  ):-  كما قلت لك عزيزي ستالين ؛    إجعل الكذبة الكبيرة بسيطة ، مع الوقت سيصدقونها  .
يرفع بيده إلى شعره يعيد الضغط على شعره المصقول ولا يلبث أن ينزلها على الطاولة يضع بيدقا على إسم مدينة
٢- (ستالين) يقوم بفتل شاربيه وبيده الأخرى ينقل أحد البيادق يقترب من الطاولة ويعيد قراءة ما كتب على قاعدة البيدق 

  • بارباروسا     يضحك بقهقهة عجيبة ويثبته بقوة على مربع أسود
    (هتلر )    : _ انتظر   !   لم يتسن  لي قراءة  إسم بقعة المربع على الأرض
    (ستالين )    ضاحكا باستخفاف ،مشيرا بيده إلى بار المشروبات   :        أدولف الحبيب ما رأيك ؟فودكا أم بيرة ؟ يقهقه  (هتلر ):      بيرة سأشربها نخب انتصاري
    ينهض ستالين عائدا من البار حاملا بيده كأسين أحدهما جعة والثاني    فودكا 
    يرفع كأس الفودكا ويصبه في كأس الجعة الخاص بهتلر .
    ينهض ( هتلر)   دافعا بيده الطاولة بغضب …يضحك (ستالين  )  :إنتبه  قد تتساقط المدن على الأرض   
    إنتبه إلى الملك  لم ننته من الجولة بعد 
    (هتلر ):  وما شأنك أنت بالملوك ألم يسقط قيصركم وماذا بعد
    (ستالين) : 
    البلشفية ياعزيزي لن يكون لعقل نازي مثلك أن يفهمها هو دوري الآن كديكتاتور للشيوعية العالمية أنا الديكتاتور الأول

(هتلر) :-باستخفاف ومن تكون أنت ؟ لم تكن لتكون شيئا دون أسيادك ماركس ولينين ..

(ستالين ) : _ بل أنا من  سيقلب العالم …
سيكون العالم كله جند صناعي لي ٠
سأضخم الإنتاج الزراعي لصالح الحكومة سأحكم بيد من حديد  أنا الأقوى سأنفي أبيد وأعدم بأخرى . ايديولوجيتي حزبية تماما  أتعلم شيئا ؟ 
ربما ظلمك التاريخ يا عزيزي  أو ربما لم ينصفني فأنا من كان ينفي إلى سيبريا أنا السباق إلى التطهير العرقي لكنني أعتب عليك اقتباساتك مني لم لم توضح لهم أيها المتباهي أنك …تقلدني ؟ 
رحلت قسرا إلى سيبيريا اكثر من مليون ونصف إنسان

(هتلر ) ينهض بشكل متمرد ونزق ويصرخ به قائلا : _  أحتج   نعم أنا أحتج …لم تحرق ولم تدمر كما فعلت أنا

( ستالين   )  :     بل  أنا من علمت العالم نظام المخابراتية الأول   وبلا فخر .. أوضحت للأنظمة القادمة في كل الدول  التي تعتبر من رعاياي   خطورة العقول المثقفة    خطورة  التفكير والتوعية بعيدا عن أمر السلطات العليا …أعدمت عشرات الألوف من المثقفين البولنديين   أعدمت السجناء المتنورين منحت العالم وعي الإبادة وقدسية التفرد بالديكتاتورية السوداء أنا الأول بهذا … (  هتلر) الديكتاتورية السوداء ؟

(ستالين  ):    لا عليك  هذا مصطلح أطلقته الكاتبة علي ( هتلر )   :   لماذا أنت تحديدا ؟
(ستالين) يقهقه :   يمسك بيده ساعة رملية  يحركها ويشير بحركة دائرية إلى خارطة للعالم يسلط عليها ضوء الكاشف  يشير إلى الطرف الشرقي من الكرة الأرضية ويعيد الحركة نفسها إلى القسم الغربي منها. ( هتلر ) :      الغرب محجوز لي . 
ستالين : وهل استطعت أن تضمن لنفسك الشرق قبل أن تفكر بالغرب ؟

هتلر : لكل منا بوصلته
ستالين:  البوصلة تشير إلى اتجاه واحد ؛ النصر ..هل أنت قادر على هذا ؟
لا أظنك قادراً على التلاعيب بمغناطيس الهزيمة هههههه ستجرفك إليها .
هتلر : سحقا لك أتينا إلى هنا لننسى همومنا بعيدا عن ثرثرتهن مازالت إيفا تثرثر بشأن هزيمتي أمام حرارة شفتيها .
ستالين : نعم  نعم …هما دافئتان للغاية .
هتلر :  هل ؟
ستالين :_ ناهضاً من على كرسيه دافعا ً ببطنه إلى الأمام بفخر وهو يفتل شاربيه العظيمين غامزا ً بعينيه .
يمسك هتلر بصورة لاشعورية بشاربه المتناه الصغر
ويستمر الآخر ساخرا ًبتمسيد شاربه الضخم .
ستالين : عزيزي هتلر عليك أن تعلم ماتريده النساء
هتلر : _ طلبت مني إيفا  أن اهديها جناحا خاصاً في الكرملين …سأحقق لها رغبتها قريباً
ستالين : هههه يا لهتلر الحالم …
أين النادل أشعر بالجوع .

يبدأ بالتلفت حوله ويصيح بصوت عال : موسيليني …أيها الصبي

يظهر على المسرح موسيليني بوجهه الحليق وجسده الضخم معتمرا ً قبعة طاهي ،يتقدم متمايلا وهو يدندن بأغنية بالإيطالية :

-((بونجورنو إيطاليا  بونجورنو ماريا لاشياتيمي كانتاريه ))
يتقدم بخطوات راقصة ويغني وهو يدور حول نفسه برشاقة
ينهض ستالين مقهقها ويأخذ بالرقص هو أيضا”

_  ادولف   هاهي البيتزا خاصتك قادمة
يقترب موسيليني ويضع على الطاولة صينية البيتزا بعد أن ازاح بطرف يده أحجار الشطرنج وسط نظرات السخط من الرجلين  ويأخذ بتدوير الصينية وبيده الأخرى قطاعة البيتزا المعدنية 

يسمع من بعيد صوت صفير  وتصفيق . يظهر شخص أصلع ناحل الجسد وقد ثبت على عينيه نظارات مستديرة دون زجاج يقترب وهو يحاول تثبيت قطعة القماش  الرقيقة البيضاءالتي تستر جسده وقد ارتدى قلادات ذهبيةكثيرة  وبيده سلسالا طويلا مذهبا يربط به عنزة قد أحاط عنقها أيضا بعقد به احجار ماسية كبيرة .
ياخذ بالجلوس إلى طاولة مجاورة  ياتي من خلفه رجل أشقرالشعر وقد انسدلت غرته بشكل مضحك على جبينه يقترب منه حاملاً بيده معطفاً من الفراء يلقيه على كتفي غاندي  ويشعل له سيجار اً  فاخرا ً  فيأخذ بمضغه بتلذذ واستعلاء وهو يتلفت حوله بهدوء متأملاً  الجميع بنظرات متعالية .
لا يلبث أن يمد بقدمه إلى الرجل الأشقر مشيراً إليه أن يخلعه  حذاءه .

_ خذ الحذاء وقم بتلميعه …انتبه هو ماركة فخمة
( سيلفاتور فيرغمو) 

يهز ترامب برأسه مؤيدا ً :     نعم نعم سيدي هذه ماركة رائعة . يقهقه غاندي : هههه تتكلم بثقة وكأنك تعرفها أو تفهم بشأن الماركات أنت فقير ياهذا …مجرد نكرة ولا تفقه بهذا .

ترامب بانكسار وهو يتطلع إلى السيكار بيد غاندي بحسرة ومن ثم ينحني ليلتقط عقاب سيجارة من  الأرض والتلفت حوله ويضعه بجيبه .

يستطرد  غاندي بحديثه : 
_ كنا معا انا ورونالد ريغن حين قمت بشرائه …كان عنده تصوير فيلم يقوم فيه بدور راقص وأنا كنت ذاهب لموعدي مع اوناسيس وماريا كالاس ..إمرأة ساحرة بالفعل أحب صوتها جدا ً.

ترامب جالسا القرفصاء ومنحنيا أمام قدمي غاندي يقوم بخلعه حذائه .
غاندي محركا ً أصابع  قدميه يتمطى ويشير إليه بغمزة من عينه  بالانصراف .

ترامب بانحناءة شديدة يذهب ويعود بوعاء فيه ماء   وقد ارتدى قفازا بيديه وحمل فيهما بعض الأدوات .
يجلس أمامه ويبدأ  بغسل قدميه وتقليم أظافره .

غاندي :  أرسل أحدا يأخذ مومو إلى الحلاق ، أريده ان يزينها بشكل لائق وليتك تعدل من تسريحتك الشنيعة …
آه  انتظر انتظر  ربما تجعل يصبغ بعضاً من شعيراتها  باللون الأشقر .

  ترامب _ أشقر ؟   لكنها عنزة   مجرد عنزة

يصفع غاندي الطاولة بيده بغضب ويقترب منه بوجهه محملقاً بعينيه :
_ وما أدراك أنت ؟  هل سألتها إن كانت حقا  ً  عنزة ؟
ينظر إليه ترامب مستغرباً :
_ أأسأل عنزة ؟

غاندي : _ نعم تسألها ..أو ربما أنت بحاجة فعلا لتعلم اللغات .

ترامب _ لا   لا  سأسألها .
يقترب من العنزة ويجلس أمامها  :
_ يسألها هل أنت عنزة ؟

يسقط أرضا وهو يصرخ بألم : لقد غضبت وقمت برفسي .

غاندي : _ ااوه ترامب قم بتعديل الكمامة على وجهها هذا زمن الكورونا لا أريد لعزيزتي مومو أن تمرض .

ترامب  :  _ حسناً سيدي .

يقوم بتعديل الكمامة على وجهها ثم يحمل وعاء الماء ويغادر ليعود ويأخذ العنزة معه 

يدخل إلى المسرح رجل نحيل مدبب اللحية

يصيح به ستالين مرحبا ً :  آه العزيز لينكولن

لينكولن يقترب من غاندي وستالين ويسحب كرسيا ً ليجلس

لينكولن  :       
_ أفضل طريقة للقضاء على العدو هي بجعله صديقاً .

يدخل رجل زنجي إلى المسرح مهرولاً يصطدم بلينكولن وهو يحاول الجلوس .

لينكولن : _ مابك يا رجل بهرولتك هذه جعلتني أتعثر بك .

يصيح صوت من بعيد  : انظروا من اتى هذا يوسين بولت العداء الأول بالعالم .

لينكولن _ فلتترو قليلا يا هذا   ، انظر  إلي مثلا ً
أنا أسير ببطء لكنني لا ألتفت إلى الوراء مطلقاً .

يتوقف بولت ويستمر بتحريك قدميه وهو واقف بمكانه .
بولت :  _ عليك اللعنة  قد أفقد لقبي على ذلك .

لينكولن :  _  مازلت لديك الفرصة .  الفرصة الأولى منحتها أنا لك .

بولت هازئا :
                _  أية فرصة  ؟  عن ماذا تتحدث   يا رجل ؟

ينهض لينكولن بغضب يدور
ويقف أمامه بتحدي  :

لينكولن :     _ أيها الزنجي المأفون!   أنا من  منحك حريتك  لم تكن لتقف على قدميك من دوني   ….لم تكن لتنطلق ..  إسأل أيها الجاهل …اوووه ربما اخطأت فقد بدأتم بالإمساك  بالعالم بعد هذا …انظر إلى اوباما وتلك الشمطاء غونزاليزا …ربما هذا خطأي .

بولت : _ اووف ابتعد عن طريقي أنت تعيقني.

يقهقه لينكولن ويخرج من جيبة قطعة من اللبان يأخذ بمضغها …

لينكولن : _ إجلس يا رجل إجلس سأطلب لك قدحاً من الخمر على حسبي
نبيذ بوردو ألا تحبه ؟

بولت : _ لا لم اتذوقه من قبل .

بولت يجلس ويبتسم وهو يمسح عرقه بظهر كفه .
يخرج لينكولن منديلا معطرا من كيس بجيبه ويشير إليه بتجفيف عرقه  :

لينكولن : _ هل تعرف حكاية الأرنب والسلحفاة ؟

بولت يضحك بشكل طفولي : _ لا لا أعرفها  قصها علي .

لينكولن محدثا نفسه بسخرية : _ ههه الرياضيون كالأطفال .
يعود ليحدث بولت :
_ والماراتون ؟

بولت :_  أنا الأسرع    سأصل .

لينكولن :   _ إجلس بقربي أيها الزنجي ….
بولت ضاحكا ً : 
_ هل كنت تريد لهذا أن يحصل فعلا ً ؟
لينكولن : _ بل كان لا بد أن يحصل …بنتيجة الأمر هو دورة زمنية ..حركات نقلية ..
بولت : _  نعم  نعم …ضمن ماراتون الحياة …لا تتوقع شيئا …

لينكولن :_ برأيك ماراتون الحياة أم شطرنج ؟

يقترب منهما رجل وقد علق بأصابعه خيوطا يحرك بها دميتين تتشاجران ……

الرجل : _ إبحث في الحلقات ….يوجد دائما الحلقة الأضعف … هيمنة وخضوع
صراع الأضداد

رجل آخر يقهقه : _ بل نزاع التماثل  ….تنافس

يقترب هتلر منهما وقد بدت عليه علامات الانتشاء :
_   يا لهذا التبغ الكوبي … لا اعلم حتى إن كان تبغاً  أشعر بنفسي منتشياً هي الماريغوانا بلا شك …آه من كاسترو  يحب مداعبتي بلا شك …
المشكلة أنني سألقي خطاباً اليوم ….لا أعلم ماذا أريد أن اقول ربما أحدثهم عن طيور الفلامينغو هههههه هي تجيد العناق بأعناقها هههههه أو   لا   لا ربما قد احدثهم عن البطريق ..وعدت إيفا بأن أجلب  لها زوجا من البطاريق  تربيه في حديقتها …

يتمايل في مشيته ويرفع بيده بتحيته المشهورة يلتفت إلى جمهور المسرح ويصرخ بهم أن يلبوا تحيته …
  
هتلر    : أنا ماض لتأسيس نظام أوروبي جديد نحن  …نحن العرق الأسمى السيادة لنا وليست لغيرنا سنسيطر على أوروبا
سأغزو العالم  وأنشئ حكومة عالمية تحت السيطرة الألمانية …سألغي كل لغات العالم وأجعل الألمانية هي الأساس
يتلفت حوله وهو مازال في ترنحه …لا أحب أن اتحدث لغة أخرى لدي فوبيا من تعلم اللغات .
يحاول التلفظ ببعض الكلمات الفرنسية بشكل مضحك :
  مون شيري كومان فا تو .  .. يقهقه بعدها  : سأجبرهم قريبا على قولها بالالمانية يسمع من خلفه صوت ضحكة نسائية…إمرأة غجرية فاتنة تتمايل بغنج أمامه . يقف أمامها باستعداد عسكري مضحك ويلقي إليها بالتحية …يأخذ يدها يقبلها تضحك باستعلاء وتربت على رأسه بلطف تحاول بعثرة شعره يتنهد : هتلر : اوه ازميرالدا يا لفتنة الغجر …بل هو انتم العرق الأنقى تسير أمامه بدلع وتعود لتواجهه : ازميرالدا : ما بك أدولف
هتلر : عزيزتي أحب ان ادعوك لكأس جعة معي .
تضحك    بصوت عال لا أستطيع عليك ان تدعو معي صديقي كوازيمودو  .
هتلر ناظرا إليها بشغف :
_ لك هذا …اووه يا للسمرة الجميلة مللت من بشرة ايفا الشاحبة ..اعشقك ايتها الغجرية أنتم ايها الغجر أبناء السماء النبلاء.
يقترب الأحدب كوازيمودو  يحييه هتلر بحفاوة :
_ يا للكمال البشري .. مبارك أنت .تفضل  عزيزي .
كم أحب التعساء الذين اقتصت منهم الطبيعة بعضا من  جمالهم … أنتم داعمون للكمال في مملكتي المقبلة 
رائع أنت رائع .

إزميرالدا : عزيزي حدثه الفرنسية يا عزيزي

هتلر : آه طبعا طبعا ساتعلمها من اجلك …أنا اعشق اللغات .

كأسا من الجعة ؟
تتمايل الغجرية بدلال :
_  لا بل نبيذ بوردو

هتلر :  _ اوووه أعشقه   أعشق كل ما هو فرنسي 
بل اعشق فرنسا …يا لعظمة فرنسا !

يخرج من جيبه زجاجة عطر  مارأيك بعطر من (كولن) ؟
هذه المدينة أبدعت العطور  سأغسل بها ساقيك أيتها الفاتنة .

ازميرالدا :
_ ربما عليك قبل هذا أن  تحضر من يشذب لحية كوازيمودو .. لحيته تخدشني ليلا

تنحني عليه غامزة إياها :
_ تفهمني أليس كذلك  ؟

هتلر : _ آه طبعا طبعا ايتها العزيزة سأرسل في طلب حلاق إشبيلية …سيقلم لك أظافرك أيضا.

إزميرالدا : _  آه  لا   لا بل اريد ان تقوم بهذا عزيزتك إيفا براون أريدها ان تفعل ذلك .

يفرك يديه بسرور :
هتلر :    ستكون اكثر من سعيدة هي لا ترفض لي طلبا ً .

تقترب منه هامسة   :
ازميرالدا _إنتبه لا أريد لكوازيمودو أن يسمعك تغازلني …آه لو تدري كم هو دقيق السمع !

هتلر : _ نعم   نعم   أعلم …
إيفا أيتها المأفونة تعالي لتعتني بسيدتك إزميرالدا  .
اااوف يا لهذه الإيفا العاشقة   تعشقني بجنون عاشقتي البلهاء تلك لا تفارقني …هي مؤمنه بي تماما
تقترح علي أن انشر دينا هتلريا مع انها تعلم محبتي لليهودية

أين هي  اين إيفا .
على جانب آخر من المسرح  نجد إيفا براون على السرير مع ستالين وعلى طرف السرير ماوتسي تونغ 

إيفا: _ قلت لك انه لن يقبل

ستالين :   _ عزيزتي  عزيزتي    عليك ببذل جهد أكبر  .
عليه أن يدعم صديقنا ماو تسي تونغ
انظري إليه كم هو رائع  بايديولوحيته الماركسية اللينينية واستراتيجيته العسكرية  إنه الماوية يا عزيزتي …الماوية ..
تضحك إيفا وتمط شفتيها وهي تقول باستفزاز : ماوو

ستالين :
_ إيفا رجاء عزيزتي كوني جادة هذا سيفيدنا كلنا سنغير العالم ياصديقتي    جيش التحرير الصيني يجب أن يرسل إلى أمريكا الشمالية..
عزيزتي …هم متحمسون لأكل الكنتاكي وهبرغر الماكدونالد  
ماو تسي تونغ : _ نعم   نعم مللت من أكل الرز يجب أن اخفف من النشويات السكر مرتفع عندي

ستالين :
_ أسمعت عزيزتي ؟  عزيزنا ماو لديه حمية قاسية جدا عليه أن يبتعد عن النشويات ..الصين تجبره على أكلها .

إيفا :   فليصدروا الأرز إذا نحن مللنا من البطاطا …هي تترسب نشوياتها في الأرداف ولن يعجب هذا أدولف   علي أن اتعلم رقص  البولكا   أنت تعلم علي أن اكون رشيقة لهذا .

يتنهد ستالين وهو يمسد شاربيه :
_أريدك  أن ترقصي لي رقصة الكان كان  كم هي رائعة  حين كنت مع ادولف في المولان روج  سحرت بها .

تنهض إيفا بغضب :
_ يا له من خائن … يذهب إلى الملاهي .

يسكتهما ماوتسي تونغ  بإشارة من يده …توجد اصوات في الخارج .
يلتفت إلى الإثنين ويقول :
_
هذه الملكة ماري انطوانيت  ما الذي اتى بها الآن إلى هنا ؟

نجد على جانب  مواجه من المسرح سيدة شابة مع طفل وخادمة 
ينقبون في حاوية للقمامة ….
يلتفت الخادم :
_ مولاتي ماري انطوانيت  لا يوجد خبز هنا …قلت لك لم يعد هنالك من خبز  فقط بعض الكاتو . تستطيعين إيجاد الخبز فقط في الأعلى على تلك الموائد في الطوابق العلوية .

ماري انطوانيت :
_ لكنني  أكره الكاتو  السكر يزعجني …تخرج من حقيبتها جهازا صغيرا تقيس به السكر

ماري انطوانيت : اووه انخفض السكر من جديد .

يقترب منها الرجل   :
_ مازلت تبحثين ؟ هاك أحضرت لك قليلا من الخبز
استطعت توفير هذا لك

تصيح بفرح  :
_ رائع   رائع …
تبدأ بالتهام قطعة الخبز

ماري انطوانيت  :
_ هنالك  في القصر  يصرخون مطالبين بالخبز ويرمون بالكاتو بعيدا بل هم يتضرعون من أجل هذا
مابهم هؤلاء الفلاحون العفنون لماذا يحجبون الخبز عنا أنا لا أفهم؟
يا للمستأثرون الجشعون !

أنا أصبحت شديدة التأثر بكل شيء والعزيز لويس لا يراعي هذا منهمك دائما  بصنع الأقفال. 

تحدث نفسها وهي متبرمة :
لايفهمون أن الكاتو يكلفنا كثيرا ومع هذا يرفضونه ويسحبون مننا الخبز … الجشعون …
ترفع من وتيرة صوتها وتصرخ :
ماري انطوانيت : 
_ الجشعون  …المستأثرون .
ينظر إليها الخادم بصمت وهو يقلب بيديه بحيرة

ماري انطوانيت
_ تبا للملابس هذه الأحزمة تشد على وسطي كثيرا ً لماذا ترتدي هذه الملابس القطنية ذاتها  يا ألان ؟
أنا مللت من رؤيتك بها دائما .
الخادم ألان :
_ سيدتي من الصعب الحصول على قماش القطن بسهولة .
ماري انطوانيت :
_ لماذا ؟

الخادم :
_ ليس لدينا قطن يا مولاتي فرنسا لاتزرع القطن

ماري انطوانيت ببراءة تامة  :
   _ حسنا  فلتزرعوا الصوف إذا لكن لا تظهر أمامي بهذا اللباس كل يوم .
تعدل من وضع قبعتها على رأسها وتتبختر باعتزاز قائلة    :
_ سيدة التوليب أنا عليكم أن تفهمواهذا

تسير حاملة سلتها وتمضي ….
يظهر من خلفها رجل قصير القامة  يقترب منها ويقوم بمعانقتها
تصرخ بابتهاج

ماري انطوانيت :_
_نابليون   حبيبي    ماذا أتى بك ؟

نابليون :
_ اشتقت إليك صغيرتي …الم تصلك رسائلي كنت أرسلها إليك مع احد الجنود

ماري انطوانيت :
_ تقصد تلك الأوراق بالنقوش الغريبة ؟ نعم طلبت من إيفيت أن تقوم بنقلها وتطريزها على وسادتي  .

نابليون :
_ ماري …ماري …حبيبتي ماري انطوانيت هذه رسائلي الهيروغليفية أرسلتها لك كشيفرة لن يفهمها إلا الجندي الذي ارسلتها معه طلبت منه أن يشرحها لك شفهيا …اخاف عليك حبيبتي .

ماري انطوانيت :
_ آه تقصد ذاك الجندي أنا أمرته بالمغادرة مباشرة لم أحب لونه .
نابليون :
_ اه عزيزتي تلك كانت شيفرة خاصة بيننا لن يستطيع فتح اقفالها سوى ذاك الجندي لو انك فقط تريثت

ماري انطوانيت:
_ تقول أقفال ؟ هل نسيت أن زوجي صانع أقفال ؟

نابليون  محبطا ًيسقط يديه على جانبيه  ويقول :
_ حبيبتي كوني جميلة واصمتي 
يتأملها بشغف :
.
نابليون :
_اسمعيني جيدا
عزيزتي يريدون القيام بثورة …

ماري انطوانيت :
_  ثورة ؟ ما معنى ثورة ؟

نابليون :
_ طفلتي : أرجوك اسمعيني هي    شيء سيء

ماري انطوانيت :
_ شيء سيء     اوه مون ديو !!

نابليون :
_
لن أسمح 
لهم  سأقوم بحمايتك أنت والعزيز لويس  من الجيد أنه أرسل جنوده  لإسكات الثورة في امريكا .

ماري انطوانيت :
_ تبدو منزعجا ً  ما بك ؟

ينفخ بزفرة غضب  يضايقني رجال الدين رجال الاكليروس مازالوا يطالبون بحفلات صاخبة تعبت من مسايرتهم

تضحك ماري أنطوانيت وهي تعبث  بارتباك بمظلتها :
ماري انطوانيت :
_ يريدون منه تمويل حرب الاستقلال بأمريكا .
ما شأننا نحن بهم ؟ أنعادي العزيزة لوندرا ؟ 
آه نابليون أنا أعشق الانكليز لا أريد معاداتهم …

نابوليون  منتفضا بغضب
نابليون :  _ تصوري يا عزيزتي أن يقوم هنا ربيع اوروبي .

تقترب منه وتزداد التصاقا :
ماري انطوانيت :    _ اوه نابليون أنت ربيعي ودفئي  ،هذا يكفيني،  فعن  أي ربيع تتحدث؟

نابليون  يحضنها لثوان  ثم يبتعد عنها بتوتر ويسير جيئة وإيابا

نابليون :  _ هو الربيع الغربي   ربيع الغرب .

ماري انطوانيت تضحك بدلع :
_إجعله شرقيا ً
إبعده عنا .
يقهقه : لا تقلقي أرسلت لهم غونزاليزا رايس بشأن هذا ستقنعهم .أثق بها .

تمد يدها إليه تناوله مفتاحا ذهبيا
نابليون : _ مفتاح ذهبي ؟
ماري انطوانيت : _  مفتاح لغرفتي صنعه لي لويس وقدمه لي البارحة …أنتظرك ليلا  .

تستدير عائدة إلى القصر يظهر أمامها رجل قصير القامة .

ماري انطوانيت تهتف بجذل : _ روبسبيير  ! ماذا  أتى بك الآن ؟

يمسك بيديها ويتأملها بشغف :
روبسبيير :  _ أنتظرك .

ماري أنطوانيت :  _ أوه إليك هذا المفتاح الفضي صنعه لي لويس خذه ..هذا مفتاح غرفتي  أنتظرك .

روبسبيير يحدثها بلهفة : _  أراك اليوم ؟

ماري انطوانيت :_  ربما
تمضي وهي تمتم لنفسها : سنرى …أحب اللعب .بين الأطراف المتناقضة .

روبسبيير يجلس على مقعد وهو يمسح فمه بضيق : _ يا لهذا الدم …أرشح دائما في الدماء
يبدأ بالكتابة بصوت عال :     _ التجربة الديموقراطية والدستور
يظهر خلفه رجل وامرأة يقتربان منه وهما يتغامزان 

يلتفت إليهما روبسبيير مرحبا :
_ دي مولان والعزيزة لوسيل  كيف هي الحال ؟

دي مولان : _ الإضطرابات في كل مكان

روبسبيير : _ .لا تقلق انت بحمايتي يا صديقي …هو عصر التغيير   الديموقراطية ..حقوق الإنسان..إلغاء الملكية المطلقة …إنشاء الجمهورية العلمانية ..كل شيء مزيف حتى الديمقراطية التي أصبحت إستبدادية عسكرية
اووه لكنني بت مدمناً عليها رائحة الدماء تلك التي ترشح من  المقصلة .
تقترب منه ماري انطوانيت تحيط عنقه بذراعيها  :
ماري انطوانيت : _ لا تنسى موعدنا الليلة …المفتاح الفضي .
ياخذ وشاحها من عنقها يأخذ بمسح دماء تجمعت على أطراف فمه ويعيده إليها .

ماري انطوانيت : _ انتظرك

يظهر على المسرح حاخام يهودي
يصيح به هتلر داعيا إياه بحفاوة  :

هتلر _ عزيزي   عزيزي  ميناحيم  ارجوك انضم إلينا أنت تعلم مقدار محبتي لكم .
سأخصص لكم دولا كاملة وأفتح لكم  معابدا وكنيستات في كل أرجاء اوروبا الهتلرية

الحاخام يهز برأسه بحبور وهو يرفع كأسه .
هتلر : يا للحية الجميلة الضفائر أفكر بتغيير تسريحة شاربي مارأيك ؟
يهز الحاخام برأسه مؤيدا ً .
يظهر رجل تركي بطربوش وبذة فخمة مليئة بالنواشين
يهتف هتلر : هاهو عزيزنا السلطان التركي محمد الخامس
هل تريد الإنضمام إلينا ؟

السلطان محمد الخامس: _ لا لا أظن ذلك ثمة طاولة محجوزة لي في مقهى الحلفاء قد توصلنا إلى اتفاقيات مهمة ستمتد سلطتي وامبراطوريتي إلى لوندره وبلاد الغال

هتلر : _ أوه بالتوفيق ياصديقي جميل جدا هذا رائع
وأنا انتظر الآن عزيزي غورباتشوف .

يظهر من جانب المسرح رجل رشيق القوام  وقد عقد ببنصره منديلاً بلون قوس قزح  يسير متمايلاً وبيده باقة ازهار حمراء .
يقترب من النادل :
كازانوفا  : هل سأل عني اخد ؟
هل سألوك  عن كازانوفا ؟
النادل : يشير برأسه بالنفي .

يدخل ترامب متلفتاً حوله بحذر يقترب منه  معانقا ً إياه  ويحدثه بلهفة :
ترامب : عزيزي   ما الأخبار ؟   هل احضرتها معك ؟

كازانوفا : _ نعم نعم  كلها جاهزة  يفتح صندوقاً صغيراً يخرج منه مجموعة من الساعات الرملية  يضع واحدة فوق الأخرى بشكل  عمودي   ولا يلبث أن يستدير ويدور حول الطاولة ويغير من وضع الساعات دون أن يراها …ثم يتجه إلى   طاولة الروليت  ويأخذ بتوزيع باقي الساعات عليها …يظهر بوتين يضع على الطاولة دمية الماتروشكا ويفتحها لتخرج منها خمس دمى يوزعها على طاولة الروليت …

كازانوفا يصفق بجذل يقترب ويطبع قبلة على وجنة كل من ترامب وبوتين
يلتف حول الطاولة مجموعة  من الاشخاص ويبدأ كل واحد منهم بوضع اشكال لتمثال الحرية وبرج إيفل وساعة بيغ بن  مبنى الكونغرس وأعلام صغيرة موزعة على كل الطاولة علم الصين ايران تركيا
يصرخ كازانوفا بجذل

كازانوفا : _ اووه الاعلام كثيرة وبعضها كبيرة لن تتسع جميعها ..
هل اقوم بقص بعض منها

بعض الأصوات تتعالى :
_ جزئها   لا يهم المهم لدينا طاولة الروليت وطاولة الشطرنج لونوهما .. لونوا الطاولات …اللعبة لن تكون جميلة بالأبيض والأسود فقط  .

الأصوات تتعالى : إلعبوها جيدا  إلعبوها جيدا ً

أصوات أخرى :     لا بل إلعبوها بعبثية لا يهم  لا يهم   

أصوات متسائلة : نغير العالم ؟
أصوات :         نغير الزمان ؟
اصوات:    نغير المكان  ؟
أصوات : لا يهم   لا يهم  الحقيقة متغيرة  دائما برداء الزيف
إحرقوا الحقيقة إذا واجعلوا رمادها سمادا للخديعة

أصوات  : فلتزهر الخديعة هو زمن العبث زمن اللامعقول 

يقترب أحدهم بقناع على وجهه : _ فرنسا وإسبانيا
صوت آخر لشخص آخر بقناع : 
_ تراهن عليهما ؟
صوت ثالث :     تحالف   …دولتان تتحالفان خارج تلك الأزمنة صوت اول : من ذكر الازمنة نحن لنا السيادة نقلب الزمان ونلعب على المكان …
يظهر هتلر : _ أنا اريد التحالف مع فرنسا

يضع ترامب أمامه ساعة رملية جديدة : يأخذ بوضعها بشكل أفقي  يسحب من علبة أرقام مجموعة أ رقام  :
١٧٧٩
       موسيليني  : يطرطق بأصابعه مشيراً للنادل  بإحضار ساعات رملية اخرى

نشاهد قرصا دائريا ينزل  من سقف   الصالة حاملا معه مجموعة من الساعات . 
تمتد الأيدي .. توزع الساعات بشكل عشوائي
يسمع بالصالة  أصوات متداخلة لعدة أناشيد وطنية ..
يدخل إلى المسرح عازف اوكورديون ويعزف أغنية كازاتشوك
كما يسمع صوت النشيد الأمريكي
وتسجيلات صوتية لخطبات لماوي تسيتونغ وبعض الزعماء تسجيلات بلغات مختلفة وقهقهات 

على طاولة أخرى مستديرة مجموعة من المسدسات  وأصوات تهليل وتشجيع …
.
اصوات :
_الروليت الروسية ومسدسات ملقمة بطلقة واحدة عبثيا بطلقة واحدة

_هل رأى احدكم البوصلة ؟
خارطة طريق ؟

دليل موقف ؟ 
الاصوات :  لا  يهم …لا يهم ….هو زمن العبث …
الوجود ينتخر بعبثيته 

لا يهم    لا يهم 
وشكل لبوصلة مرسومة على الأرض …وأربع إشارات للإتجاهات
أصوات :
ماذا لو ؟
فعلا ماذا لو ؟
أصوات من جهة أخرى .
هل كان ليختلف الأمر ؟
اصوات ضحكات …أصوات صراخ
_ الأمر سيان …الأمر سيان …هو زمن التشتت زمن البعثرة .
أصوات رصاص .. موسيقى ضحكات …
يغلق الستار

بقلم نضال سواس