Skip to main content

ماذا عن الفكر

في صخب اللامكان.

في صخب اللامكان تحوم طيور الدهشة تصخب بأجنحة التساؤل قريبا ًجدا من أنينك أيها الإنسان .

تدور أنت بحيرة تبحث عن جدار من فراغ تستند إليه مردداً

ليست تلك بالحقيقة

لكنها ….الحقيقة ….

تريد أن تشعر بأن هذا كله وهم …لذا تبحث عن جدار التلاشي ….علك تتأكد  فعلاً أنه ما هو إلا مجرد وهم

ولكن ؟ حتى الفراغ …يقهقه …بل يسورك كما الحقيقة …يلتف حولك كعناق الفلامنغو ….ساخراً من ترهاتك …من كل اعتقاداتك ….من كل ما قد سبق وأن كان يقينا لديك …..ومن بعيد ….تحضر …تأتيك تلك التي اسمها الحياة …حسناء مختالة متراقصة كما اللهب ….تتراشقك كما الشرر …تمد إليك ذراعيها بدعوة للإلتحام …فموسيقاها تغمرك بالنشوة وتصقلك يداها وتعيد تشكيلك مرات ومرات …بل ربما آلاف المرات ….فما أنت إن تذكر سوى مخلوق من طين …

تشكلك وتصقلك وتعيد تشكيلك ما شاء لها ….لكنها لن تكون لك عاشقة …فلست أنت جالاتيا وليست هي ببيجماليون

لن تعشقك …بل يحلو لها أن تغير بكما  تشاء .

تنحتك بأناقة ماكرة ….تتناوب يداها على سحقك ومن ثم ترميمك …قفازاها أحدهما أبيض والآخر أسود …بكل لمسة من قفازها الأبيض تضيف معنى جديداً لملامحك …ربما رحمة، عطاء ، محبة .عدل ..وبالأسود تضيف معان أخرى هنا قسوة  استعباد ..قلق .. ألم .. 

بنهاية الأمر …هي فنانة …بشكل أو بآخر ..  هي ربة للخلق تهوى لعبة الأضداد على ملامح السكينة ..

ستشكلك كما تهوى ..هي …لا أنت .تريد أن تجمع بملامحك خلاصة الخلق كله …

المهم ….أن هذا كله يجري على مسرح الوجود …وسط تهليلات وصيحات …و …و .. و ..

لكن ؟ ….المضحك أن كل هؤلاء …هم مجرد كتل تنتظر دورها ….في عملية التشكيل هذه …

مهما حاولت أن تستند إلى أي جدار من وهم ….تتلقفك الحقيقة .

بكل الأحوال …هي لعبة شيقة …

لعبة الحياة .

نضال سواس

ربما …وليت

ربماعلينا الإيمان بأن الحياة هكذا فعلا خطان متزامنان متوائمان متعاكسان خطان يشكلان جديلة ملتفة للتناقضات مابين الأسود والأبيض يفترض أن تكون تدرجات الرمادي وكذلك الجديلة ينبغي لها الخط الثالث لتستوف خاصية الإسم لكن مع هذا فالمتعب جدا في الموضوع هو فقدان هذا العنصر الثالث …ومحاولة إيجاده عبثا داخلنا لنستكين قليلا

 بالإعتدال

إلا أن الموضوع يبقى ضمن دائرة المستحيل كما سطحي دائرة مبسطة أحدهما أبيض والثاني أسود أحاول عبثا أن أمد يدي بين السطحين فلا أتمكن …وتأتيني صرخات من كل مكان …إثنان فقط   ….إثنان …ومع هذا فلا اختيار ولا قرار …قد ترفض سطح وتبغي آخر …قد لا تتمنى ولا تبغي لكن قد ترفض ومع هذا …فالقرار …ليس بقرارك والإختيار ليس باختيارك …

قد تقول …نعم أقبل …أقبل بأن لا أفرح ..أن لا أضحك …لا أقهقه …بل حتى أقبل بأن لا أبتسم …وهذا وجه من وجهي السطحين …قد أقبل لكن شرط أن لا أجهش لا أصرخ لا أتمزق لا أتألم ….فقط ..لو شيء من الوسط …شيء من الإعتدال …شيء تغيب فيه مباغتة الحزن أو المرارة أو الألم ….شيء له مذاق الوسط …شيء له  …مذاق السلام …شيء يغيب عنه الخوف أو القلق …..

لن يحدث …نعم …لن تحدث أي من الإفتراضات المبوبة بحرفي   لو ….هذا ما طبعته الحياة في فرماناتها للبداهة المطالبة بالتقبل بأن سمة الوجود هي الخضوع لبنده الأول …لن تغير قدرا ً.

نضال سواس

مركزية  الأنا

لم الأنا تكون مركزية نقطة انطلاق أفكارنا؟

قد يحسبها البعض تجسيدا للإيغو ونرجسيته أو تعاميا او تغافلا لدائرة المحيط… قطعا ليس هذا بالصحيح إن كان المراد منها تفعيل  محاولةاجتثاث قطعة متماهية بالكون وإعادتها من جديد ضمن فلك دورانه بتساؤل عن ما إذا كانت الإعادة قد باءت بنجاح بوضعها بمكانها الصحيح… ربما كحالة تشريح مرضية كأخذ عينات من جسد أو بمعنى آخر خزعة لفهم علة ما إذ ان هذه القطعةأو لنقل هذا الجزيء إنما هو تفسير لحال جسد كامل… وضعها تحت مجهر تفسر كل ما يجري داخل هذا الكون الأصغر هاته الحياة الكاملة بما فيها من علل ونشاط وتفسير أسبابه الصحية المؤدية إلى هذا فما بالك بالأس الحقيقي لعلة الوجود ألا وهي الروح أو لنقل الفكر بكل مايحمله من أسرار ومعان واتجاهات… أي إنسان ليس إلا مجرد جزئية تفسر عالما كاملا مجموع ذراته تشكل أثيرا أو كونا إن كان لكل كائن بشري مايحمله من انفعالات وأفعال وردود أفعال فقطعا إنما هو يشكل بهذا متواليات عددية لا حصر له تتوالى وتتلون وتتفرع بتشابه غير مدرك لمن لايكون قادرا على الغوص بالنفس البشرية لكن من الأجدى لنا أن نفهم أن هذه المتواليات وتشعباتها إنما تتوزع بشتى الأمكنة في هذا العالم العجيب وكثيرا ما نجد تطابقا مفاجئا لفكرة ما ربما لإنسان بقارة أخرى وبزمن آخر لكننا نجد هذا التطابق بنظرية ما لدى إثنين من عالمين مختلفين خلصا إلى نتيجة فكرية واحدة ربما ما بينهما عصور وأمكنة لم تسبق لها أن جمعتهما من قبل والسؤال هنا هل أن الظروف ذاتها هي التي تفرز هذه الأفكار؟ وماذا عن الثقافة والبيئةوالمكان والمحيط؟ قطعا لا يمكن أن تكون هي ذاتها من فرد لآخر فما الذي يؤدي بالتالي إلى هذا التشابه أو بمعنى آخر هذا التطابق لأفكار إن كان الإختلاف بهذه الشروط أمرا لا يمكن إغفاله؟

كيف يمكن أن تؤدي ظروف مختلفة إلى أفكار واحدة .

“”الفكر العربي ما بين التعتيم والتسميم “”

في  عملية استيلاد الحقائق لا بد من أداة أولى تكون هي الاساس الذي يعول عليه ألا وهي الضمير بعيدا عن أرجحية المراوغات المدروسة في تلوين الأحداث التاريخية وتمويه باطن الإيديولوجيات الموجهة عبر مخططات لطالما كانت دعائمها ضاربة بجذورها في عمق الأهداف الأولى لتكون الأس الذي هو الغاية الرئيسة في الهيمنة الشاملة على العالم …بديهيات بات التحدث فيها  الآن هو السذاجة ذاتها .

المعروف هو المعرف بذاته ولذاته وهو الكشف الذي بات غمرا كاملا  يدفن ما تحته فلا نجد إلا سطحا نحكم عليه بأنه هو الواضح والكائن …لكن ?

كيف للحقائق أن تدرك ؟

الحقيقة موجودة لكن كما النواة في ثمر مغطى بالعديد من القشور …ربما لا بد أن نتوصل في البدء بالإمساك بالقشرة الصلبة  من قبل وبعد كسرها ربما او تقشيرها نصل إلى ذاك اللب لنجد قشرة الإخفاء قاسية تماما كما قشرة الجوز الخشبية التي بتوالي الزمن تتحول من أخضر طري كان من الممكن تدارك محتواه بسهولة …لكن عامل الزمن عامل التواليات من المتغيرات  يغير البنية حتى لا تعود ربما متذكرا ما كان الأصل أو ما كان عليه اللون .

المهم أننا مقسرون على كسر  ثمرة الجوز لنستخرج اللب منها …لبا طريا كان من الممكن أن نتوصل إلى فهمه دون الوصول إلى مرحلة التصلب …هو تلك الحقيقة الطرية التي كان من السهولة جدا لمسها ببساطة في مرحلة ما قبل التخشب والقعقعة بصوت يفهمنا مدى التغيير .

حقيقة الحدث الغافي ….حقيقة نضج  الحدث إلى حدود التخشب ….

حقيقة مغلفة باحتواء النضج مغفلة لتاريخ الصيحة الأولى لوجودها …

 طبقات التاريخ …حقب متوالية يحمل كل منها أسرار حلقته .

 ‏لفهم مايجري علينا العودة دائما إلى نقطة البدء .

 ‏وقد يكون للحقيقة وجها آخر مغاير لما سبقه  وهنا نسبية الأمر وبالتعمق أكثر في مضمون المعنى ربما تدرك ما أرمي إليه من رمزية التعبير ..

 ‏ثمة اختلاف ما بين اللب والنواة

 ‏اللب هو ذاك الكامن الغائص في ثنايا الغلاف ..هو ذاك اللب الذي علينا الوصول إليه لإدراكه والتمتع به …وبموضوع الحقائق التاريخية …ربما هو في حقيقته ذاك الجانب المشرف الذي كان في إقصائه السبب في إظهار فقط ما يراد إظهاره من الغلاف المعتمد إبرازه ….إخفاء لباطن حقيقة مفادها أن هنالك ثمة ماهو واجب إظهاره .

 ‏ماذا عن النواة التي ترمى بعيدا بعيد الإستفادة من ماكان لها احتواء  فيه لذة الإستطابة والتمتع بالمذاق ؟ التمر مثلا ؟

 ‏حلاوة نأخذ بلين غلافها ونرمي بنواتها النواة قاسية كما اسلفت مغايرة لتلك التي هي اللب …

 ‏الحقائق التاريخية فيها أيضا تلك النواة التي يجدر أن نفهم أنها ليست للرمي بقدر ما تكون أساسا للاستثمار كغرس جديد لما يمكن التفرع منه لما يمكن تقديمه كاستفادة حقيقية من درس أولي مفاده التاريخ يعيد نفسه لنرجع إلى أصل الحضارات ودوراتها الزمنية فنفهم حينها الرابط الأزلي في مسار الخطوط البيانية لأي حضارة على مر الزمن وارتباطها  النسبي بعاملي الزمان والمكان وأيضا ضمن نوعية الشعوب من حيث ثقافاتها ومعتقداتها  وتواليات الأحداث بها .

 ‏

 ‏

إشكالية  مفهوم الحدث.. عبر الزمن ..

هو التفاوت …في أهمية تقدير زمن ما …نسبة إلى تغييرات في تراتبية الأحداث مما يجعل التقييم أمرا ً من الصعب البت  في مدى دقة تحديد صلاحيته كمعنى .

ضمن مجريات أمور تتلاعب بها ظروف تخضع  لمقررات  مشكوك بأمرها ، إن كان قد ُرتب لها مسبقا ، حتى تظهر بشكلها الحالي ، على أنها تحصيل حاصل لما تفرضه الظروف .

أو أنها فعلا ً ،  نتيجة حتمية مطلوب البتات بأمرها ، أو

كفرض لأمر محسوم أصبح اتخاذه واجباً ،  بل وحتى أنه أضحى من المسلمات .

هنا تلعب الدقة في تحري الأمور ، عبر إرجاعها كحدث قد  حدث سابقا ً ، وفهم تاريخ الحدوث وربطه بالماضي  لفهمه  حاضرا ً .

التأني في  التعمق بالفهم ، منعا ً لضبابية الإلتباس …نبدأه أولا ً بالابتعاد عن رعونة الاستنتاجات الانفعالية المبنية على التسرع الأهوج بإصدار أحكام مسبقة قبل التوصل إلى الفهم الصحيح ، بعيدا عن الاعتباطية الناتجة عن توجيه رغباتنا بتصديق أمر  دون غيره .

 لا أستطيع أن أرى الأمور إلا ضمن الشكل التالي …

ما بين المرئي واللامرئي …من زاويتي أجد أن الحياة كلها ترتكز على نقطة ….النقطة هي الشيء وهي الكينونة والبداية والركيزة ….هي اللاعبث في وجود حقيقي سواء أردنا الإيمان به كفكرة مجردة أو كحقيقة واقعة أو ملموسة ربما ….لا بد من نقطة الإبتداء .

نقطة الابتداء ….هي نقطة كينونة الزمن كوجود حقيقي ..نقطة ترتكز كدعامة أولى ركيزتها ….العدم …

هي إذا …إنشاء على العدم لتحويله إلى وجود ..

هي البدء بأساس كلبنة أولى من اللاشيء وجعله …شيء

ربما لو حاولنا تشبيه هذا أيضا بالخلق …والولادة …

الذرة …النطفة …النقطة …

الذرة والنترونات

النطفة ….والرحم

النقطة وامتدادها ودورانها بحلقة أو دائرة …امتدادها وتدرجها كصعود أو هبوط عبر خيوط المنحنيات والانكسارات …خطوط بيانية ربما ؟   …ربما .

نقطة …بداية …مسار …نهاية ….أو ….لانهاية

إن فكرنا مليا ….نجد  أنه يوجد دائما وجود لنقطة بداية

نقطة البداية ….=  حقيقة =  يقين

نقطة النهاية = حقيقة = يقين

اللانهاية =    شك …..لا  يقين …

الحدث ….. حقيقة …لكن محاطة بالشك  …كنوع المولود قبل ارتباطه بزمن يحدده .

الحدث يدور ضمن مسار ….نراه بعين….وتغفله أخرى ….

عين ترتبط مجازا بالحاضر …وأخرى تطل على الماضي لفهمه كسبب ….مسبب لحاضر …

وهنا ….يأتي دور العقل …باستنباطات لنتائج غير مدرك صحة تحققها بسبب عدم الفهم الحقيقي لمكان النقطة وزمن وجودها ماقبل مسار تحركها ….

من هنا إذا ندرك أن كل افتراضات عقلية كانت قد أرسلت بخيوط لمسارات افتراضية وهمية متعلقة بنقطة هي ذات النقطة المتداول بشأنها ….لكن ؟

لكن وضعت بطريق مغاير لمسارها الحقيقي ولقوة الدفع الحقيقية التي دفعتها لتكون كحدث في زمن ما هو الحاضر .

وإن تساءلنا عن السبب لعدم التوصل إلى صحة  مكانها  علينا

أن نفهم أن السبب يكمن بعدم فهمنا لظرف تواجدها بلحظة ما  في مكان ما دون سواه وهذا بالتالي يؤثر على مسار تحرك النقطة بحسب قوة الدفع المؤثرة عليها …

إن أخذنا مثالا على هذا قطع الدومينو نجد فيها متواليات آيلة للسقوط المباشر تبعا للحركة الدافعة لها .

الإدراك… ف… الإستدراك

إلتباس معرفي يطال الكلمة بمعناها.. وليس بسبب الإشتقاق بل لاحتواء الكلمة على ذات الحروف سواء بإضافة أو بتقليل…. هنا لا بد أن نعي أن في التقابل الحرفي لكلمتين يجعلهما بالحين ذاته في وضع التناظر والتقابل مما يستدعي العقل للبحث في إيجاد روابط ودلالات منطقية لتفسير هذا التقابل أيضا بعيدا عن التناظر الشكلي المتمثل في الأحرف.. لا شك أن لهذا وجوده أيضا في اللغات الأخرى لكن يبقى للغة العربية غناها وجذالتها.

المنطق هنا له كل السيادة في توضيع الكلمة وتوظيفها فهو الموجه الأول تبعا لدور الريادة في تحريك النخبوية في الإختيار السليم والتوظيف بحكمة للكلمة  في المجال الصحيح الذي يخدم الفكرة رابطا بها كتجسيد آني للصورة والحس الصوتي  الذي تلعب به هذه المفردة دورها ضمن إيقاع الجملة إن كان المقصود به شعرا وتكون متلائمة كمعنى أيضا لما يراد منها توصيله كفكرة.

نأتي هنا على موضوع الإدراك والإستدراك… لنجد أنهما كمثال يمثلان ما أريد توضيحه

 بملاحظة لفردية كل منهما من حيث التركيب الحرفي واللفظي نجد هذا التقارب اللفظي… مع زيادة في حرفين… لا يمثلان فقط زيادة لفظية بل… نجد أن لهما رابطا زمنيا يتعلق بخط زمني تصويري فيه حركات متمثلة بنقاط زمنية  فيها تناوب  فتقابل.. ومن ثم تطابق.

وهنا  جمالية اللغة.. وروعة الفلسفة…

الإدراك يعتمد على الفكرة التي تجمع التصوير والتجريد أيضا يوجهه في ذلك ذاك الجزء المتمثل في النسيج السنجابي من خلايا متوضعة في الدماغ البشري  هذا النسيج المسؤول عن الذاكرة والوعي المرتبط بالإنتباه والإدراك الحسي والفهم والوعي واللغة  واللفظ وكل هذا يمثله الإدراك بتجليه كقدرة على التفسير فالمبادرة بردود الأفعال  وهذا له علاقة بالزمن. إذ يدور الإدراك كنقطة في هيولى الوجود الإنساني لتتبعه جملة من ردود الأفعال المتمثلة بالإختيارات والقرارات وهذه بالتالي تكون متنوعة ومتعددة  ويمكن تشبيه  هذا بالعلاقة بين الاللكترونات والنترونات والنواة  وحلقة الدوران  والتلاقي  فيما بينها.

الإدراك يمكن تمثيله كنقطة مركزية يليها ضمن المدار ذاته  الإستدراك الذي يأتي كخطوة تالية للإدراك الحسي والفكري  ويكون الإستدراك متبوعا بجملة محاكمات عقلية تنتهي باختيار ومن ثم قرار.

إذا مابين الإدراك والإستدراك خط من جملة من البيانات الفكرية التي يدرسها العقل الذي يختلف من كائن إلى آخر ويكون على أشده لدى الإنسان  فالكائنات الأخرى يكون اعتمادها على الذاكرة الفطرية المخصصة لها لدرء الأخطار والإحتياط لها على عكس الإنسان الذي يختص عقله بهذه الشمولية الرائعة من الفهم والإدراك والتحليل فالتركيب فالاستدراك فاستنباط  الحلول .

وهكذا فما بين الإدراك.. والإستدراك. رحلة عقل

ورحلة إنسان.

الإنسان…  إختيار…. وقرار.

نضال سواس

.

(٣)

((إشكالية المعرفة لدى الفرد ))

الفرد والهرم  ما بين   رأس وقاعدة

قد اسلفت أن للوجود نقطة يبدأ بها …ربما هي اساس الخلق …أساس التكوين …مادة أولى

المادة الأولى هل على المادة الأولى أن تكون مادة أن فكرة ؟

هل نتحدث عن المحسوس أن عن المجرد ؟

أو عن ما بينهما ؟

لطالما كانت مشكلتتا الأساسية هي في الفصل ما بين المفاهيم بل والإختباء أحيانا ً خلف هوامشها …ربما كي لا نتعب في البحث والتنقيب والتمحيص ، ربما كي لا نشغل بما كان علينا منذ زمن بعيد أن نشغل به بل كان لزوما علينا الدخول بعالمه المعرفي .

أن نأخذ بأمر على أنه كامل مكتف بذاته في حين أنه جزء من ما من المفترض أنه بتلاحمه معه يشكل التكامل في الفكرة .

بمعنى آخر …لا يوجد شق واحد لهذا المعنى  بل التماهي أمر واضح وصريح كما البذرة والقشرة ثمة لحاء عليه أن يكون حاويا لتكتمل عملية الوجود .

لا عبثية في معنى أو مفهوم أو تواجد .

إن كنا نقول  ( فرد )  فهذا يعني بالوقت ذاته كيان متواجد فعلا كعالم محسوس ولكن وبالتالي يعني جملة من المعاني والقيم والمفاهيم 

يعني هو هذا التماهي ما بين المرئي واللامرئي من الفكرة والمعنى لضخ سلسلة حية من التفاعلات الحقيقية المتوالدة تتاليا كمتواليات عددية مسترسلة تعاقبا ما بين الحاضر والمستقبل وممتدة بجذورها إلى الماضي ومكوناته .

إذا …هنالك العودة دائما إلى نقطة الأساس الأولى التي لا تكون متموضعة بالحاضر فقط بل ممتدة بجذورها إلى البداية الأولى .

العملية أكثر تعقيدا من أن نقيمها بلحظة آنية لوضع ما …التشبيه قد يكون  كما لو أردنا البحث في العمق أكثر فيما هو كامن ما تحت التربة بالجذور وبما تفرع منها وقبل كل هذا بالبذرة الأولى …

العالم ككل متشابه متشابك جدا ببعضه تجوز به المطابقات وأيضا المفارقات التي لا بد وأن تكون الأسس الأولى للاختلافات الإيديولوجية حسب مكان وزمان كل فرد ومجتمع .

اسقاط فكرة ما وإجراء التقارب مع مثيلها يساعد في احتواء معنى الفكرة أكثر .

إن أردنا تشبيه الفرد بكيانه ومحتواه الفكري وتكوينه النفسي  بالبذرة فعلينا إذا فهم هذه البذرة وأرضها وجذور انبثقت منها وامتدت وتطاولت وأعطت ولكن هذا كله يعتبر في حكم الموات والتلاشي دون المحيط الداعم والمناخ المهيء لهذا ..ودون الإرواء لا تتم عملية إحياء الوجود …الفرد وحده ككيان ضعيف ومهمل سيكون كيانا آيلا للانقراض والمؤلم في الأمر أن الإهمال سيحوله مع الزمن إلى شبه إنسان اقرب للعدم ومنه للتداعي والتلاشي ..

نعلم عن المستحاثات نفهمها بمعناها المادي ولكن هل جرى التفكير يوما عن مستحاثات فكرية حنطت بفعل الزمن والتشيئ ؟

قد يجري تحنيط فكري لشعب بأكمله إن كانت البداية إغلاق النورعلى عقله .

فعل العزل الفكري هو شلل بحد ذاته وقمع لقدرات الفرد في الخلق والإبداع والتفاعل الحيوي بإيجابية  مع الضرورات الحياتية والقوانين عبر فهم الدور الحقيقي لكل فرد لذاته ومع مجتمعه .

الدور يكون دورا فاعلا وتفاعليا لا يجري بمعزل عن المجتمع بل ضمن دائرة المجتمع والدولة كما علاقة الطبيعة بالأرض بالسماء بالكون ككل لا شيء من الحياة لجزء دون تفاعل مع الكل معنى أو بآخر عملية تلاقح بين مجمع عناصر تتولد من خلالها أسس القوانين المكونة لكيانات المجتمعات سواء مؤسسات او كانتونات و كومونات  أو مقاطعات وولايات وحكومات .

المكون الأول والأس الحقيقي والفاعل أولا وأخيرا هوالفرد .. وهنا يجب التنويه عن ماهية الفرد ..لا كفرد ديكتاتور بل كفرد ضمن مجموعة وأيضا فرد ضمن ذاته  عنصر أو فلذ له خصوصيته الذاتيه .

سطح منزلق

ليست أكثر من سطح منزلق تلك التي اسمها حياة ..

تخال أن فيها من الإلتواءات ما يشبه الخطوط البيانية ..وأنها بطريقة ما …تشبه تعرجات والتواءات وانكسارات خطوط قلبك ….لكن كل هذا مجرد هراء …ستبقى هي ذاته ذاك السطح الأملس الشديد الإنزلاق …في نقطة ما …تكون أنت على ذاك السطح …نقطة متحركة شديدة الإنحدار …مجرد نقطة …هل تسمع ….مجرد نقطة مكورة على ذاتها …فالخصوصية شرط التكوين الأول ….بعيدا عن الصندقة الخانقة …فالنقطة بالمفهوم العام …تتدحرج وتنزلق عارية أكانت أم في صندوق ..المسار واحد ….الوصول إلى التلاشي .. إلى نقطة العدم …ومن هنا السخرية كلها في مفهوم التعاكس والتضاد بين شارتين تحملان بالوقت ذاته المعنى التقريبي الواحد لكن شتان مابين نقطة الفرار تبدأ منها خطوط الرسم والتناظر المدروس منذ البدايات وما بين نقطة التلاشي ..  أو نقطة العدم …حتى اسمها …سيكون مجرد اسم يدور في هيولى عالم التجريد خاصتك …  لن تجده …تبحث عبثا في الزوال .

تضادات مكتملة بذاتها لكن ..  تتدحرج نحو  خط  السلبية كمسار.

كما لو أنك تدخل في مفهوم رياضي لذاك الجداء بين الموجب والسالب  بنتيجته   (السالب ) .

البداية والنهاية وذاك الخط ..  …ونهاية الجداء …

سطح منزلق …نقطة متدحرجة …والكثير الكثير من النظارة ….أيضا ما بين سالب وموجب في مجال الرأي والرؤية

ما بين التأمل والشرود

ملابسة …يقع بها الكثيرون دون محاولة فهم الفرق بين الكلمتين كمفهومين متناقضين متقاربين بآن واحد

الشرود  يختلف نوعاً ما عن التأمل …

التأمل تستطيع به أن تضبط المواضيع التي تتأمل بها ومن الممكن أيضا أن تكون موجها لذاتك إليها لتغوص بدراستها والتعمق بها   وتحليلها  …ربما …يتواجد معها بعض من  التداعيات لكن سرعان ما يعود العقل إلى ضبطها .إن كانت الغاية منها هو الإستغراق بموضوع معين .

لكن الشرود …علة …وهروب …وحل  بالوقت ذاته .

الشرود ..هو انفلات العقل والتركيز هو نوع من الضبابية التي لن يكون بإمكانك أن تعود لإزاحة ستائر ما تخفيه تحتها  …الشرود غزو …يغزو الفكر والروح فيتمكن منهما …بينما التأمل هو على العكس من ذلك تماما ….هو غزو الفكر لموضوع ما او لحالة  فكرية معينة دون افصال للذات عنها  …هو إقران الفكر وترجيحه أكثر من   الحالة النفسية …وإن بدا ظاهرا كتفسير خاطئ أنه نوع من الشرود

الشرود …سارق لك من ذاتك وتغييب لك عن ما يجول حولك .

بينما التأمل ..هو على العكس من ذلك احتضان لزمن ما بحالة ما والغوص بها فكريا دون انعتاق بل تدور من خلالها بحلقات محيطة …بحركة مفادها …من وإلى …تغوص …وتخرج وتعود للغوص من جديد …

الشرود يلقي بك خارج المسيار .. بتيار لم يسبق لك إدراكه وإدراك حدوده ..فهو الرمي بك خارج تلك الحلقات المعرفية التي أنت ضابط لها …والإلقاء بك على ضفاف …تصحو منها بلذعة اليقظة المتعلقة بزمن أو بحدث فتعود من اللاوعي واللامدرك  الغير منضبط بداخلك  إلى الوعي والمدرك  .. محاولا عبثا تجميع بعض نقاط ماكنت تدور بفلكها دون التمكن من هذا …ومن هنا عبثية الشرود وسلبيته .

نضال سواس

مرابطة لاصطياد زمن جاثم

بعيدا عن مراوحة المعلومة في زمن توقيته  مستوف تماما لاكتمال دائرة المحاصرة …فالوضع ….بات كبذرة آن لها أن تكتمل فالمحيط ملائم وهو….العقل البشري …والأنزيمات التي تكون هذا الجنين …(بث المعلومة) أكثر من نشطة مما يساعد على تفتحها وإرساء جذورها …عبر ….امتثال لقناعة تطوع هذا العقل البشري ضمن تسيير مدروس وموجه مغلف ببراءة

واقعية الحدث .

لكن ….؟!   

ما بين المناكفات  في تحديد أصول الأمور والتوافق بالآراء قبولا بأنها باتت من المسلمات إلى التوصل أخيرابإقرار جمعي

على منحها اسما يوافق القبول بوجودها على إنها باتت نوعا من البداهة المقر بها استسلاما كحقيقة واقعة .

أصبحنا أخيرا أمام الغول العصري الجائحة 

ذاك الغول الذي احتير في سبب ظهوره الحالي فجأة والذي حير العالم ببراءة هذا الظهور أو بدهاء خلقه افتراضا

هكذا باتت الأمور مابين التشكيك والترجيح والبحث مازال قائما في مسار رحلة التأكد أو اليقين ..

بكل الأحوال حين تواجد أي خطر ليس المهم هو التساؤل عن كيف ومتى ولماذا ؟ أسئلة تلقى خلف الحدث حين اضطرار الأمر لمواجهته …أصبح العالم أمام مطلب إلحاحي بإيجاد الحلول …وبهذا قيض لهذه التساؤلات …أن تجمد إلى حين ..وليس هذا غريبا فلطالما جمدت قضايا إنسانية وسياسية …ولطالما غلفت حقائق بسيلوفان المخادعة والمماطلة  .. ..الأغلفة جاهزة دائما على أرفف الطوارئ …ولطالما استثنينا نحن (الشرق أوسطيين) من طوارئ الخلاص …وأجلنا …بمماطلات عديدة …في مؤتمرات واتفاقيات …ومهادنات ….إلى حين( القرار الأعظم ) المعروف سلفا …..ونتعامى عنه .

إلغاء ….نعم  …الإلغاء …تداعي …تفتيت …سحق …حتى نصبح مجرد ذرات من غبار ضمن خرائط أوطان كانت متواجدة سابقا بمسميات قد سبق لنا معرفتها ضمن أناشيد

بلاد العرب أوطاني …..أعتقد أنه حتى اللحن الآن أصبح نشاذا بسماع البعض أو ربما  عذرا لا يلائم العصر ..

دعك من هذا إن هو إلا تداع ضمن ما يتداعى …ربما لو فكرت بالربط بين الكلمتين لو حتى بشكل الأحرف …ستجد أن الرابط أقوى من أن نستطيع الهرب منه …

لنعد إلى مشروع التفتيت …فهذا ما كانت الأنظمة وبتواطئ كامل تعمل عليه مقابل …غراء ثابت للكراسي …ربما كان كل كرسي بزاوية …قد كان من ضمن خطوطه التزيينية المبرقشة

عبارة (أنا وليأت الطوفان من بعدي ) …والآن الطوفان حقيقي ويخدمهم بهذا …نوح جديد وسفن …قيل لهم أين توجهها لخلاصهم هم فقط ….مقدمة السفينة ….ذاك الكرسي الصلب الإلتصاق .

التغافل ….والتمهل ….والإرجاء ……….سكون مطلق

سكون يخدم تماما صرخات الثورات …والمناشدة للحريات …والبحث عن فضاء أنقى بلا فساد

المضحك أن المقاربة ….ساخرة مؤلمة للغاية ما بين فضاء وفضاء ….بسبب ما ساد العصر من هيمنة الغول الجائح لهذا الوباء المثير للجدل ….عزل العالم بأجمعه ….وباتت  الأمور في خبر كان ….وإن تتساءل أي خبر ….سيصمتونك بقولهم ساخرين ….التفت إلى الجائحة الآن …فما أردته يوما أنت

إنما هو ما …قد  ( كان ) عليك الآن بالصمت إلغ من حساباتك كلها أي فكر ..ثوري أو تحرري أو نهضوي …إلغ من فكرك كل شيء فالجائحة تصمتك ….تلغي بك كل أمل بما هو أفضل .

لم يعد هنالك من وقت …فلتتساءل أيها الإنسان عن حياتك الآن …لا عن  …فكر أو قيمة أو وطن أو نظام أو قانون …

العالم ….بعزلة ….بل وتقتقه أرجل الكراسي ويرفع الجالسون عليها كؤوس الأنخاب ….نخب …السلامة ….نخب التعقيم

العالم ….يعقم الآن بهذه العزلة ..برأيهم .

الصمت والسكون ….والسكووووت على الأوضاع الراهنة يبتلع

كل اعتراض …كل افتراض … كل اضطهاد .

ممنوع أنت من التواجد من التظاهرمن الإحتجاج من التجمع من التضامن

ممنوع   ممنوع  ممنوع …. من أجلك  من أجل سلامتك .

ولكن …..من يسمع تلك القهقات من بعيد … يعلم جيدا

أن الوضع سيكون على ما هو عليه …(لسلامة المواطن )

ولطالما كانت …مصائب قوم عند قوم فوائد .

الصمت ….السكوت …التلاشي …

من قال أن هذا قمع أو إرهاب أو اعتراض

لا بل هو فقط قفاز مخملي يرفع بوجه الشعوب …أن لا

لا احتجاجات …لا ثورات …بأمر من السمو الملكي

كورونا ….صدقوني ….البعض هناك ….يتنغم باسمها …إذ باتت لفئة خشبة خلاص أو ربما عصا المايسترو الذي يوجه …

الصمت بدلا من الصراخ .

عملية استقلاب مغاير للمفاهيم

ربما كانت المقارب غريبة بعض الشيء ولكن !  

ماذا عن بداهة المكشوف الواف واقتحامه قسرا للنسيج السنجابي في أدمغتنا ؟  صدقوني سواء أكانت بالغة الالتفاف والتعقيد أم شديدة الإنبساط كتلك في الخراف فالأمر سيان …الأمور ….واضحة وبالأحرى باتت واضحة ..بما معناه الآن هي عملية نسج جديد بآلات هي أدمغة محركة  نعم آلات النسج هذه ….هي أدمغة عملاقة تعمل باللا مألوف على ما هو مألوف ومتبع في أي عملية نسج تقوم على تراتبية متوالية للسدة والردة لتصل إلى ما هو نسيج يمكن لمسه ..

اللمس …نعم …هذا ما أنا بصدد شرحه  …فالمجردات قد يصعب فهمها على الكثير من ( البعض )   وحكما  أقولها البعض لأنهم  لم يتركوا للإنسان  سوى ..  (   بعض ) 

قد يكون بعض   (منه )أو   من   (الحقيقة)   أو حتى من

الواقع ….

عمليا ….لا نملك   سوى …..البعض

إفتراضيا …….نملك   الكل ….

حقيقة ؟   من   يعلم   ماذا   َنمْلُك

والتساؤل   هو :    أنملك    ام   ُنمْتَلَك ؟

والسؤال  ما المقصود   من   كل   هذا ؟   

الجواب ……المقصود   هو  ….البينة …اليقين في زمن عبثية الشك …ومماطلة التوضيح …واستمراء لعبة العبث ….وجموح العقول المتطاولة بفضولها المعرفي للتوصل إلى طرف من خيط أو قبس من نور …..

هذا ما كان  هو الداعي لي اليوم بتغيير مقالي الذي كنت انوي تقديمه وأجلته إلى الغد بسبب تداخل بسؤال قد طرح علي ..وهو عن المصداقية …مصداقية المعلومة …مصداقية الجهة …مصداقية الميديا بجزئيتها   محددة بجهة معينة أو بأخرى …

حين يكون التساؤل بغية المعرفة يختلف الأمر عنه كطرح للتشكيك فماذا عن ما يمكن اعتماده كمورد ثقة ؟ 

انوه بأن الميديا ينبغي لها أن تكون  نوعا ما نوعا من الويكيبيديا المنتظرة دائما دائما للوصول منها إلى الحقائق والبيانات أو هذا على الأقل ما يأمله منها أي ذهن متطلع للفهم  بعيدا عن البروباغاندا ..

لكن كيف لنا الوصول إلى هذا بتشعبية الخيوط ؟

صدقوني العالم اراه كتلة شعثاء نعم  رغم غرابة الكلمة كصفة غير متجانسة مطلقا مع الصورة وإن حتى بخيال الفانتازيا ربما التي باتت قهرية نوعا ما ، بتداخل  خيوط الحقائق والإدعاءات والأكاذيب …نحن الآن تماما كما نوهت سابقا في زمن النسج ما بين السدة والردة تناوب حقيقة واشاعة …رقم صحيح ورقم مغلوط .

لكن ماذا عن التوثيق ؟  ماذا عن البحث الجاد والاستقراء والاستدلال والتحليل ؟

حين طرح أي موضوع كبسط لصورة ما كتقرير …أو صورة  لا نأخذ فقط بالمعروض …المفترض هو الدخول بعمق الحدث وربطه بالسابق وما يمكن أن يكون اللاحق ولا يمكن الفهم ما دمنا لا نفهم البدء لنستطيع تتبع المسار لأن المهم بالنهاية محاولة فهم الأهم بالنسبة إلينا ألا وهو الآت …

كيفية الفهم قد يكون من الصعب الوصول إليها دون دليل ولا أقصد هنا دليلا عمائيا يوجهنا بعصا بيضاء …صعب جدا  لمن يكون مبصرا في جوقة من العميان أن يشير إليهم بالعصا للاتباع ….بصيص النور هو في العقل البشري في المحاكمة العقلية في التبصر والتروي بقراءة الحاضر والماضي وملاحظة انتشار حدود بقع الحبر بأطرافها حتى حدود التلاشي ….لا شيء بعيد عن التأثر والتأثير .

هنا يأتي دور المحلل المفكر بقراءته وأقصد هنا دور المختص الواعي ولا أقصد قطعا المحنك الموجه …بل من يمتلك قراءة ذهنية سليمة لقلب الحدث ولتبعاته واسبابه ….

الفهم الحقيقي يأتي من دراسة هذا دون ترك اي ثغرة …قد يكون فيها انفلات للمعنى وممكن جدا أن يعطي معنى مضادا كما في دراسة أية قطعة لترجمتها …قد نواجه بخلل جليل في نقل الصورة المرجو منها معنى دون غيره.

ما أحوجنا الآن  للفهم …ربما فقط بالعقل وحده نستطيع أن نحقق هذا الإصطفاء  في  الايمان بدليل واع عبر مصداقيته دون  توجهات    ….الحقائق تفرض ذاتها .

العالم يتغير نعم …بكل شيء سيتغير وما أحوجنا لفهم هذه التغييرات القادمة …من الأقدر على شرحها إلا الدارس الواعي لها …إلا ذوو الإختصاص والإهتمام  الحقيقي  بإيصال المعلومة …نعم أدرك أننا في المسار الصحيح …مع العقل والمصداقية .

كرة مرتدة ….

على ذاك السطح توالت هجمات وهجمات وتتقاذفت معها تلك التي اسمها ….كرة

ما كان من المهم أي من الفرق تتقاذفها …ولا حتى أي من أراضي الملاعب  تحتويها ….لم يكن من المهم أن تكون أرض 

الملعب ..عشبية …أم اسفلتية …أو مرصوفة بالحصى …

لم يكن من المهم   التلوث الذي يصيب اللاعبين ولا الإصابات ولا المشاجرات أو ما تخلفه من كسور وإصابات وارتجاجات …ما كان المهم فقط هو سيادة القوة او فلنقل البراعة التي كانت بمجملها تعتمد على بربرية الهجمات واستباحة كل قواعد اللباقة والكياسة المتعارف عليها في ذاك العالم الآخر بمسماه    المجتمع …

المهم  سياسة الضراوة للفوز بالحلبة او الساحة او الملعب …هي لعبة هجوم ولعبة دفاع وإن كانت البراعة تجدها في اللامتوقع من ضربات الكورنر عفوا   الزوايا  …فقد طغت اللغة الغربية سهوا على مصطلحاتنا …كما ويحدث ان يتساءل المهتم فعلا باعلام بلده المسير بلغات أخرى فهل هو نوع من استمرارية الاستعمار او امتداد مدروس لاستكمال رحلة غزو لا تنتهي …المهم أن الكرة …ُتتقاذَ ف ما بين هذا  (  الُهنا   )و  ذاك (الهناك ).

مضحك فعلا   هو  الدخول في تعريف النكرة المعروف بحد ذاته كقيمة معنوية معلنة  كالبداهة كما إشارات التعجب المرتسمة سهوا على وجوه تتوقع لها أن تبقى فاغرة فيهها .

الكرة مازالت تاريخيا ….في حالة حركة دائمة دون استقرار كمادة ينبغي لها التواجد في هذا الأثير الحركي المتماوج بين ضربات الصد والرد …..بمعنى أصح ….مباراة الغالب والمغلوب

بسياسة البراعة الجسدية ربما أو حتى بقدرية اللحظة الأخيرة وإن كان يشك بحقيقة ارتباط هذا بعالم السياسة الموجه حكما بمسارات عقلية لا تقبل الشك بكونها مدروسة بعناية شديدة تبعا لايديولوجيات معينة موجهة عبر بروغماتية ساعية لإحداث فروقات اللحظة الأخيرة سبيلها في هذا مبدأ الذرائع والتدخلات كحالة الحكم  في مجرى المباريات ….وغير محدد فعلا قبل هذا ولاءه لأي طرف يكون قد قبض منه ثمن (حكمه)….ربما يذكرنا هذا نوعا ما بالمؤتمرات ومحكمة العدل الدولية ؟ ؟

أتساءل  فقط ….عن شكل الكرة التي يجري التفاوض بشأنها ودراسة أمرها .

لا علينا ….لتعلم ما يجري ….عليك  أن  تنظر إلى الكرة  فقط ….الكرة   ….لا غير….

ستجدها ….ملوثة …وقد   تصل ممزقة كألبسة اللاعبين .وقد تصلك شبه كرة   وقد تلاشت صفاتها الكروية تماما ….

هكذا  الآن …..الحياة ذاتها ….بصخبها وجنونها وسياساتها وحروبها وعلومها وطبيعتها ….كرة …..ملوثة متعبة  منهكة .

تخيل  فقط تخيل معي بهذه الفانتازيا العجيبة المضحكة المبكية ربما …تخيل أنسنة هذه الكرة أو شخصنتها …

(الكرة الحياة ) قد تجده  ضربا من الجنون  ما  أبالغ به  بفلسفتي هذه ….لكن أين هي المبالغة وقد اجتازت المبالغة أقصاها من حدود اللامعقول ؟

في سيمفونية الصمت العالمي الآن …في سيمفونية السكون والهدوء  في سبات العالم ككل   لا غرابة أكثر من هذه الغرابة ذاتها ….ربما يذكرني المشهد بالموسيقي الذي استطاع افراغ القرية من أطفالها وهو يقودهم خلفه إلى البحر بموسيقاه السحرية …النعم الأمر رهيب ومشابه لذاك المشهد …..

لكن رغما عن هذا ….فلا زال ثمة شئ يومض …لا أعلم من أين …لكنه قطعا موجود كبركان الحياة الكامن …كما ثورة الكرة ذاتها …يضحكني أن اجد هذه الكرة الحياة التي انهكناها وقد انتفضت بغضب وكرامة وباتت كرة مرتدة لكن ليس في ارض الملعب فقط بل تعدته إلى المدرجات المهللة بتلك الضربات التي كانت تتقاذف  تلك المسكينة أرى الكرة المرتدة غضبا من كل الحروب والتلوث والأذى والاستهلاك وقد طارت باندفاع واخذت تلتف على حدود مدرج الملعب صافعة بدورانها كل المهللين والمشجعين  …..كرة مرتدة  اخذت بثارها

اليويو …

نعم   اليويو ….المشكلة أنك لا تستطيع أن تقول لليويو …نعم    ….أو   لا …لأنه ما أن تترك ذاك الحبل المطاطي الممسك به حتى ….يتمرد هو بالحركة…شد   وجذب …إلى الأسفل ..وخلافا للجاذبية الارضية …صعودا إلى الأعلى أيضا ….

المضحك بالأمر ….أنك ستظن بادئ الأمر أنك أنت المتحكم ……..كما يظن الجميع …..لا     إياك والخطأ …الأمر مختلف عن هذا تماما ….بل على العكس من ذلك ….الخيط بيدك …والحركة بتلك الكرة ….كل العبث موجود  بذاك الثقل …

هل هو ذاك الثقل فعلا ؟   هل  هو حقا المسؤول عن تحديد الحركة ؟  

فلنفكر قليلا …لست بصدد فيزياء الحركة هنا …بل ما أريد الوصول إليه   هو الأبعد من ذلك تماما

هنالك الخيط أيضا ….المطاط ….كما القضية …كما  الترصد

لدينا العناصر الثلاث ….

يد ….خيط    ….كرة ….

هل هذا كل شيء ؟

لا ….قطعا   لا ….ابحث في ذاتك  عن سر الأشياء …عن سر اللعب …عن الأنيغما ….ابحث …في صندوقك الأسود الغافي في أعمق أعماقك ….ما الذي خلق كل هذا ؟

ماهو أمامك ….هو المرئي ….فقط المرئي

ماذا   عن ما هو غير المرئي ؟   ماذا عن العنصر الرابع ؟

صدقني ….العنصر الرابع …ذاك اللامرئي   هو الأساس ..

.هو الرغبة  في إيجاد آلية تلك الحركة تلك الرغبة التي لولاها لما كان لليويو وجوده

…لكن …بعبثية مطلقة ….إيجاد العبث …في ساحة من التوازن .

أو …فلنعكس الآية …ماذا لو كانت الغاية إيجاد التوازن  ضمن ساحة من العبث ؟

الأمران مختلفان   تماما ….لا يعني الأمر إن وجد عنصران أن يكون لهما الحال ذاته  على مستوى الواقع

كما المفردات ….هي اللعبة هكذا ….كما  في لعبة المفردات

اختيار الكلمات …شأنه شأن اختيار المواقف … كما   ما بين  الفعل ورد الفعل .. تخيل إن كانت صورة رد الفعل قد بدأت قبل الفعل ؟  حينها سيكون الفعل هو رد الفعل …

ربما هذه الفلسفة التي أنا بها مضنية نوعا  ما   لكن …هكذا  هو نظام الأشياء كما أراه …إن مددناه   على خط مستو بتراتبية معينة …سنجد أن الأمور تختلف كلية في بدئها  عن نهايتها …الخط   هو ذاته …والأشياء ذاتها …لكن   يبقى المسار والترتيب الزمني والمكاني لها …هو المؤثر الأول والمحرك الأساسي لها …

لذا ….ستضيع إن   غصت أكثر   لتفهم نظريتي  في مبدأ اليويو  …أن لم تأخذ بعين الإعتبار …أن العناصر المتواجد …يوجد دائما ما هو غير مرئي يكون هو أساسها …

هذا   ينطبق على كل الأشياء .

أنا لا آخذ بالامور هنا على انها فقط شيء يعود إلى مادية الأشياء من حيث تواجدها وتعاملنا معها كحقيقة مرئية ..لكن ما أريد الوصول إليه هو أن هذا المبدأ هو ذاته ما تبنى عليه معظم المفاهيم الفكرية والنفسية والسياسية ..

أبحث  دائما   عن العنصر الغائب …عن   عنصر الأساس الغائب عن الذهن والمتواري في العالم المجرد والعالم اللامرئي …

هناك حيث تضج الحقيقة …بذاتها ..  فقط عليك أن تفكر وتفكر وتفكر .

لكأنه مسرح العبث… مسرح اللامعقول

 اللاعب الأول فيه …كرتنا الأرضية …أراها تتنفس بغضب تزأر تنفث نيرانا وتنضح دماء أراها تدور وتدور بنزق كأنها تريد أن أن ترمي بما فيها بعيدا عنها في فضاء الموت …أراها تمزق ذاتها كما الأم ولود ترفض الجنين ..تصرخ مشوه  …مشوه ..اسحبوه اقذفوه بعيدا عني …كأنها ما عادت تقبل التلكؤ في مدار الإحتمالات …احتمالات غد أفضل …أراها وقد تضخمت إلى حد باتت فيه قشرتها شفيفة فتأخذ بالإنتفاض كما لو كانت أفعى تسلخ جلدها لكنها لا تريد الإحتفاظ حتى بذاتها

هو ثوب الحياة ضاق علينا فأخذ بالإهتراء والتمزق  …العالم ككل وكأنه بنزوة مجنونة يسعى إلى حتفه بالغنا بالتكبر والغرور والتفاهة …فماعادت حتى الحروب العادية ترضينا نحن بني البشر أصبحنا نبتدعها ونختلقها ونستحثها لتمضي بحصدنا بكل مافي العالم من قوى الشر وكأنها باتت لعبة كما الألعاب الالكترونية المهم أن تكسح وتفتت وتدمر الأسواق الشركات المصارف كل شيء بات بحكم اللامعقول  هو مسرح العبث  ….الكرة الأرضية بأسرها مشروع استثمار فاشل .

لن يبق من يشتري …لن يبق من يراهن .

لن يبق من   يقامر …من يغامر …. لن يبق.. حتى من سيبصر تلك النهايات ..

الحياة …تجرها عربة إسمها الحماقة …تسير بها الى رحلة ظلام لا يدرك مداه بعد ..

المدن الكبيرة تغص بالساعين المتزودين بالبضائع التموينية …وافتقاد للأدوية وللمواد الغذائية…..

لا أعلم كم من الوباءات الكبيرة قد مررنا بها نحن البشر …لكن قطعا ليس الكورونا ذاتها ولا حتى ما كان من سل او طاعون اوجذام او كوليرا او الوباء الاصفر والجمرة الخبيثة والأنفلونزات الشهيرة بمسمياتها ..  الوباء الأكبر حاليا .. هو الفكر الإنساني الملوث بالضغينة والحقد ..

هذا الفكر الذي لا يتوانى عن صناعة الهلاك وبحرفية عالية …….

كما أسلفت …هي لعبة الكرة الارضية …بطولتها …فقد آن لها أن تشمئز مما بداخلها ….أصبحنا كالمغص ألمها الذي لا يحتمل…. .سترفضنا الحياة كما يرفض الجسد الجسم الغريب وتطرحنا بعيدا عنها …

نضال سواس

     البساط السيار

     ‏ليكن ما يكون …هو الزمن ..صباح هنا أو مساء هناك …هذه الفوضى الزمنية لها تراتبيتها ومن هنا كل التناقض …

باختصار شديد هو الزمن ؟ حسنا …وماذا بعد ؟

ماذا يهم … هي الحياة …نعم هي الحياة …ونحن الوجود .

ستبقى الأرض ….تدور …حسنا إن لم يعجبك الأمر لك أن تفكر …أنها ثابتة …وأنك أنت وحدك من يسير على البساط السيار …هي الثبات الذي تحته فقط …وكلاكما المتحركان …أنت …وذاك البساط المعدني السيار

أو ربما إن شئت أن ترى الأمور بمنظار آخر …لك أن تنظر وأنت على الدرج المتحرك ….أن الأرض ثابته وانت والدرج متحركان …سينتقل بك إلى الأسفل أو إلى الأعلى …سيان ..هي الحياة بهذا الشكل  حركة متراوحة ما بين بين …لكن انت وحدك الذي تذهب ..والأمور تبقى بدورانها …الدرج المتحرك يعود لدورانه ذاته يستمر ويستمر وانت تمضي بقدميك …إلى طريقك .. وحده الثبات …يسخر بجبروت من الحركة …يلتهمها ..  ربما بازدراء …يحتضن خطواتك ويدور بك بأركانه ….أنت ضمن الذبذبة ..مجرد نقطة تتحرك …بمفهوم النسبية ربما …لكن بإمكانك أن تخلق ركنك أنت للثبات … أن تدرك أين ثباتك …ربما بإمكانك أن تكون ذاك الثابت المتحرك بآن واحد …لكن أن تعلن وجودك

هو المهم هو الأساس …

أكون أو لا أكون تلك هي المسألة ….ربما كان شكسبير أقدر الناس على فهم الحياة وفهم  موضوع معنى الوجود الحقيقي  …لم أتطرق هنا لموضوع النسبية لأينشتاين فقط للدلالة على مفهوم الثبات والحركة أو الحركة والحركة وتقاطعاتهما بلحظة ما بنقطة ما لكن .. هو رغبتي في توضيح آلية الحياة وسفر الوجود بها إن أردنا له أن يكون حقيقة لا مجرد شبه ومضة وتختفي  ….ولا حتى كقطرة ماء تنساب بين شقوق صخر أصم  لتبتلعها الأرض دون أن تزهر من خلالها نبتة أو ينبت عشب …هكذا بلا جدوى ..بلا أي جدوى ….النقطة المتحركة في فسحة الوجود لها أن تكون ذات دلالة لمعنى أو لسبب …أن تكون رفض لعبثية جعلت لها أن توجد بلحظة ما من الزمن ..لا بد أن تجسد فكرة  وتجعلها ذات قيمة ..

نضال سواس

باق من الزمن ….ثلاث دقائق ….

في كل كلمة من هذه الجملة عالم كامل ….يا لروعة اللغة !

باق ….نبدأ الجملة …بتحذير ربما ….لفت للإنتباه …لكن يحمل معه موسيقاه … نوع من التسارع الإيقاعي … يتجاوز أحيانا ضربات القلب…أو يماشيها …نوع من التصاعد الحسي تشترك فيه حواسنا جميعها ….من نظر  …وسمع …بل ولهاث …تتسارع ضربات الأقدام على الرصيف ….يمتص صوتها تلك الطبقة الحلوة من الثلج الذي استكان بخفة طوال اليوم على أرصفة المحطة ومقاعدها …

باق من الزمن ..  كما …للترقب …كما للإنتظار …ثمة قفاز غاف هناك …غافله صاحبه ليلحق بقطاره .. وتبقى الأشياء …لتنتظر .

أنتقل إلى حرف الجر من ..  يجرنا معه …بعيدا عن التجريد الجامد إلى صورة مفهوم الكمية المجازي هنا ربما ؟

مجرد حرفين …(من )…لكن فيهما التصور الكامل لمفهوم الجزء والكل ….ربما لقلة عدد الأحرف …نفهم ما تعنيه الجزئية فيها

الزمن ….!! كلمة مسبوقة بأل التعريف ….ربما …مازال الإنسان عاجزا ً عن فهمها كعالم كامل .. لما يستطع الإحاطة به  بعد ….إذ يتوه في جزئياته ما بين ماضي وحاضر …يستوقفه التعجب حينا ً والألم والإستغراب أحياناً  ……ويتسمر أمام بوابات الغموض في المستقبل …

الحيرة ….دائما الحيرة ..  إن لم تتغلغل بأفكارنا لما سعينا إلى محاولة الفهم والإدراك .. 

الحيرة ….مسبب لفعل تحريضي يستفز منا البحث … هذا إن رفضنا التسليم  …

ثلاث …..كم من ثلاث في حيواتنا … امتداد زمني .. 

مابين الماضي والحاضر والمستقبل تتراقص نقاط لكل منها عبر  امتدادات خطوط بيانية ممثلة لحالاتنا الإنسانية

ثلاثة … الثالوث المقدس ، الثالوث الأبدي ، …مسرحيات من ثلاث فصول …ثلاثية الوجود …روح ..جسد ..فكر …

الكثير …والكثير …والأكثر …

دقائق … اختير لهذه الكلمة هذا المعنى أن تكون من الدقائق

المتناهية الصغر  …..وبالتالي ….دقائق الأمور .. 

إنتباه ….تيقظ ….دقائق ….علي أن اغادر …وصل القطار .

نضال سواس

وما زلنا نتساءل. ..!

الإشتراكية… والتأميم.. كارل ماركس.. الشيوعية.. الناصرية..  ال.. ال..

هل كان التأميم مصيبا أم كان مصيبة؟لننظر إلى النتائج… الكارثية.. ولنعد أيضا إلى كوارث ما قبلها…. كارثي أيضا. ربما المشكلة تكمن في أي نظم أو إفتراضات  لنظريات لم تنبع فعلا من صميم مجتمعاتنا… تكون وافدة علينا نتبعها دون إيمان حقيقي من إعماقنا… هكذا أحيانا يكون هذا لمجرد ادعاءات ثقافية لوهم انتماء حضاري لأسس سياسية متخيلة من قبل أفرادنا…. ربما بل من الأجدى أن نتفهم طبيعة مجتمعناومعرفة آلية النهوض به عبر فهم احتياجاته للغوص واستنباط الحلول بما يلائم روح الشعب وتطلعاته. لا يكون هذا إلا من اهتمام حقيقي وفعال وفهم لمعنى التوجه السياسي بعيدا عن المصالح أو الطوباوية والديماغوجية.

نحتاج للوصول إلى هذا أولا إلى فهم حقيقي لمعنى فكرة أو مبدأ أو حزب… لا إلى عشوائيات التبني الغوغائي…. نحتاج إلى ثقافة المعرفة وحب الوطن والإخلاص في سبل البحث عن حلول…. لا مجرد تساؤل عن ما كان بل النظر إلى ما آل إليه الوضع… لنبحث عن منافذ نطل بها على الوعي وندعو إليه أفراد المجتمعات بالإضافة إلى محاولة تعزيز العلاقات الإجتماعية بين مختلف الطبقات التي هي مفرز طبيعي لآلية التواجد بمساحات جغرافية متعددة يحددها روح المكان وطبيعته وضرورات تخصيص إتجاهات أفراده العملية مما يصعب معه الإلغاء أو السيطرة ولا يكون الحل إلا بفهم الأدوار عبر فهم التبادلات النفعية القائمة عليها المجتمعات وبالتالي هذا ما يساعد ويؤكد على معنى المساواة من هذا المنطلق.

يجب علينا فهم الحاضر عبر مرورنا بفهم ما مضى والنظر إلى ما سيكون.. كيف نريده أن يكون.. .. المعرفة والوعي… والتنوير… ربما علينا أن نأخذ المفهوم والمعلومة إلى المواطن ليس فقط عبر دعوته إليها بل عبر نشرها مرارا ليس كفرض بل دعوة لقراءتها وفهمها عبر نصوصنا وأعمالنا الكتابية أو تلك المعتمدة على وسائل الميديا لتكون حاضرة بذاكرته..  أن تتضمن حواراتنا وبرامجنا ما يفيد وما يزيل الستار عن معان مفردات لم يسمع بها أو إن سمع فلم يفهمها.. ربما على مر السنين لم يفهم الفرد العربي سوى مفردتين.. البورجوازية والإقطاعية… او الإشتراكية والرأسمالية

ماذا عن ما هو بين هذه الكلمات؟ هذا الإمتداد الشاسع من كم لم تطاله معرفته؟

لندعه يطلع ليفهم ليفكر… لا ليختار بل… ليكون رأيه الخاص ولتفرز مجتمعاتنا أفكارا نيرة لا نعود معها بحاجة إلى مصطلحات الغير ونظرياتهم التي بأغلبها لا تناسب بالضرورة ما نحن بحاجة إليه أكثر.. فوضعنا الكارثي بحاجة إلى قدح لعقولنا لتوليد شارات الخلاص..

نحتاج قدحا معرفيا يشعل شرار الفكر لا شرر

الدمار.

ألم يحن البعد أن نجد مانطرحه بعيدا عن موروث الأخذ بثقافات الغير فقط؟.  ..

هو دورنا الآن… بخلق أفكارنا الذاتية… دور لطالما تأخر.

نضال سواس

إختلاس أم إنتزاع؟

تغييب أم يقظة؟

على أي هامش نحن؟

مهمشون أم حاضرون؟

إنتماء أم إنكار؟

هل كان للإستنكار ضرورته حتى نصل إلى درجة الإنكار؟

هل قباحة ما يجري… جعلتنا أم بسببها يجعلوننا نتغاضى عن جمال وافتخار بعراقة ماضي أمتنا؟

هل ثلة من الحكام الرعاع ومواقف أذنابهم المخزية هي ما ستجعلنا الآن نبدأ بالتنصل من عروبتنا؟

هذا أصلنا وعليه يجب أن يكون اعتزازنا بقوميتنا وكفاها مهزلة أن نسحب إلى كواليس التاريخ ونقوم بإنكار كل شيء فقط بسبب حقبة نعيشها حاليا

لا أظن أن بيع آل سعود سابقا لفلسطين مثلا يجعلنا ننكر ونستغني عن كل ماكان من ماضي عروبتنا في تلك المنطقة… كما ولا أظن بالتالي أن أي رئيس لأي دولة بات مغضوبا عليه خلال العقد الأخير من هذا القرن يلغي  أسباب ترابطنا

القومية بذاك القطر أو الآخر… ولدرجة التنصل..

ليقدم لي أي منكم شعبا واحدا من الشعوب الأخرى تنصله من قوميته…

نعم… نحن نستدرج…. وبدهاء شديد وتكتيك فكري وبفن لوجيستيكي كيف تورد إلينا الأفكار عبر دسها وإنتشارها… كبقع من حبر على قماش أبيض لا تلبث أن تتوسع وتكبر أكثر فأكثر لتنتشر.

هكذا تجري الأمور… تتالى تلك البقع…. ويتوالى انتشارها… أكثر فأكثر إلى أن… وبكل أسف نرمي بها ونأخذ قطعة أخرى… من أياد أخرى جاهزة لمنحنا إياها..  هو ببساطة… فن التسويق… والترويج مطبوع بماركة مسجلة وهي…. سذاجتنا وممكن أن نقول

(س غ ش ع) وعذرا إن كنت قد استنبطت هذا ولألمي من واقعنا الحالي

(سذاجة غباء شعوب عربية)

والسؤال الذي يطرح نفسه… هل على من هو جزء من هذا الشعب أن يتخلى عنه…. كي لا يصيبه التلوث؟ وكي ينأى بنفسه…. كما وقد جرت العادة بالسنين الأخيرة لدى غالبية السياسيين أن تتبنى هذه العبارة

(النأي بالنفس) بحيادية مطلقا

ويغيب عن أذهان البعض أن الحيادية… غالبا ما تكون…. هي السلبية بذاتها.

أن نستدير ونمضي… تاركين الأشياء بعبثها.. واختلالها…! ؟

سلبية مطلقة وبلا أدنى شك.

على المواطن العربي السوري… ولست هنا بصدد التمايز أو التعصب فقط لعروبتنا أو بأي تحامل على من لطالما كانوا جزءا لا يتجزأ من وطننا وأعني بهم أهلنا وإخوتنا الأكراد والشركس والأرمن وكل من يشاركنا العيش في وطننالسنين طويلة هؤلاءالذين لطالما ربطت المواطنة بيننا وبينهم

أعود لماهية الموضوع الذي بات من المهم جدا طرحه والتوعية له بل واستدراك ما بات خطرا علينا جميعا.

أن نقول مثلا نحن سوريون ولسنا بعرب.. وأن نعود إلى ذكر أننا ننتمي فقط إلى الحضارات السورية القديمة… فقط لأننا ناقمون في الوضع الحالي على كل ما يجري…. فهذا خطأ فادح جدا…

لنبدل الخطأ والأخطاء.. نعم ولكن لا نتنصل من قوميتنا… مع الإعتزاز طبعا بحضاراتنا السابقة

إلا أن العروبة..  وبعيدا عن من يقوم بتدنيسها من أفاقي الحكومات والسلطات…. تبقى هي أصلنا.

ومن الوضاعة بمكان أن نتخلى عن أصلنا.

ليكن درسا لنا…. شعوب أخرى تحاول المستحيل إيجاد مكانها بالعالم…. فقط لإيمانها بقوميتها…. ولها كل الإحترام….

ولنحاول التمسك بقوميتنا وعروبتنا..

من المعيب جدا القول بأننا سوريون فقط

نحن عرب وسوريون…

العالم يسعى إلى انتزاع هذا الإنتماء منا… عبر إضعافنا… وإذابتنا بأوهامنا

سوريا عربية…. رغم كل من اندس بها أخيرا

نحن الشعب العربي السوري……  ونفتخر

نضال سواس

إلعب على الشك واليقين ولكن …أن أؤمن أولا أن لا مستحيل

تصبح اللعبة تناوبا جميلا مابين الممكن والمستحيل …تبقى لك الريبة في مفهوم التناقض …فتدخل بنسبيته …ما بين السالب أو الموجب ….يحيرك المطلق …

أمسك بيدي تفهم …أهو الممكن أم المستحيل ؟

ما بين المجرد والقائم على وجود ملموس تغيب الرؤية …فقط عن من لا يريد أن يبصر

إكتبها إن شئت على احجار او صخور …مع هذا ستتفتت لأن الثبات ..ما عاد هو ناموس الأشياء حين تدور بفلك نسبيتها ستفقد تلك الرؤية لأنك تنسى ولا ريب أن القوة ليست دائما ماتراه أنت …تنسى مفهوم القوة والسرعة النابذة تتطيح بكل شيء …لتعود معه إلى اللاثبات …

هذا سر جمالها …تلك الحياة ربما مهمتها هي أن تبحث عنا …

ستتقاذفنا بمفاهيمها وقوانينها ……ضمن دائرة حلقاتها تخرج منها حين تضيق فتتصاعد إلى الأعلى أو تهبط إلى ما دون القرار …وهكذا …كل شيء يبقى المعلق دائما ….كما بحيرة الصفر …أين يتوضع ….

كم ُمتْعَبٌ …هو هذا الصفر …مابين إرجاحية الإنتقاء أو الإهمال ……كما بكل شيء ….كما لكل الأمور .

نضال سواس

صعب أن تدرك …صعبة هي تلك الأحاجي .. وهنا سحرها …صناديق سوداء …وغمام ..كم.صعب أن تغلف بالغمام …وإن غلفت .. فلن ُتدرك ….وإن أُدركت …أيضا .. لن تُدرك …

ما أدراك بالتشكيل ما بين الفتحة والضمة كم يحلو اللعب …

في الرمز …يحلو للبوح أن يسخر …أن يراوغ …هي نرجسية التملك أن تكون وحدك المدرك …..أن تقهقه بصمت يكاد يفجر زوايا الشفاه المطبقة …أن تحبس اختلاجة كادت أن تفضح …أن تتحكم بخفوت بريق عينيك تستدير بهما بزاوية مغايرة أن تطبق جفنيك على شقاوة ماكرة …أن تكون أنت اللاعب واللاعب في لعبة شطرنج …أن تغير مكانك دون أن تتحرك …أن تغوي الملك وتطرد الوزير وتقود الفيل الى الملكة .. أن ترمي أمطارا من حجر النرد وترصفها ….على تلك الشواطئ التي تهالكوا عليها ….ثم تبكي وتبكي وتأخذبشد رموشك وجفونك وتحاول تمزيق جلدك …أن تدوس بقدميك إلى حد التقرح على كل كسارات  زجاج اليائسين الحانقين المقذوفة بساعات القهر والجنون …ربما …حينها فقط سينهار غمام الصناديق السوداء  سترتمي كلها على سطح ذاك البحر …المتجمد الأبيض …ستراها من بعيد كما لو أصبحت هي أيضا لوح شطرنج ..سترى تلك البقع السوداء وقد ارتفعت كل منها بيدين ظهرتا من داخل البحر …أياديهم الغرقى …كل منها تمسك بصندوقها الأسود وتصرخ بك …المفتاح .. المفتاح …سيموج البحر بهم من جديد سيذوب …فالحقيقة لاسعة …لكل صناديق الحقائق …لكل صندوق جحيمه ….لكل صندوق جحيمه ….

قهقه …وامض ….حاول أن لا تفهم …سيؤلمك أن تفهم .

نضال سواس     17 9 2019

الكون ….سيمفونية وجودية

ما بين الشك واليقين

تتوالى الشارات البيضاء والسوداء على سلم موسيقي واحد ….

احدهما للبيضاء والثاني للسوداء

لك أن تختار

والسلم الموسيقي واحد ….لكنه دائري …يدور بأكبر حلقة تحيط خصر الكون ….

سمهما كما تشاء لو أحببت

جواب وقرار …. احتمله ….كموسيقا تحملك كذرة رملية تدور معها فوق شواطئ العالم …. وبلا انتماء

لا تسأل أكثر ….

كغمزة في العين اليمنى حينا

وفي العين اليسرى حينا

شك    أم   يقين  ؟؟

صه ….لا تهمس ….لا تصرخ ….فقط حلق

فالموسيقى …..مازالت تلف خصر الكون …

تهادى معها …..ذرة رمال كريستالية ….صعب أن يحللها موشور …..

فالموسيقى أسرع …..وما زالت تلف خصر الكون .

نضال سواس

تدوير العملة

من نقطة الصفر …وإلى تقطة الصفر …تبقى حالة سلبية تماما … نسج أسواق للوهم بعيدا عن تشبع الفكر بوعي الحقيقة …مراوحة بالمكان ….وتلويح بعصاوات تحمل بطاقات وهمية لكسب مخادع ..إن هو إلا مخاتلة  كاذبة يراد منها التكبيل بقيود وديون إقتصادية واجبة الدفع بفوائد   متصاعدة متوازية مع خط زمني يظن عبثا أنه أمر مقدور عليه.

وهكذا فالسباحة  بالفراغ توشي وهمنا آنيا بالبهجة

يلوحون لنا  بأعلام زاهية…نحسبها لتلهفنا انتصارات لمكاسبنا .. ولكن ؟ ؟؟

ماذا عن الحقيقة ؟

حين يغيب الإنتاج .. يبتلعنا الإستهلاك …وتلك العملة الدوارة ستضيق وتضيق حتى تمسي حلقات قد يكون لها شكل الدوامة لكنها لا تلبث أن تسرع بدورانها لتبتلع تلك الحصى التي إن هي إلا إقتصادنا الذي سرعان ما يغوص ويغوص في عمق العدم .

لا نبصر …لا نفكر ….لا نتروى ….فقط نندفع  بشراهة الجائع العطش …ربما …لأننا عطشنا …ربما لأننا جعنا ..  ربما لأننا أردنا أن نملي أعيننا بنور الكهرباء على الأقل بعد سنين حرب أرهقتنا وكنا فيها لا نكاد نبصر وجوهنا في تلك العتمة …ربما لم تكن تلمع عيوننا بفرح بل بخوف مع بريق القذائف والمتفجرات الذي كان يتصاعد في السماء …نعم كان هذا بعض من ضوء لكن قطعاً ليس بنور .

ربما عطشنا وعطشنا كثيرا ….إذ كانت مدينتنا مدينة العطش الأولى ….وكم عانينا ….كم بحثنا وبحثنا واستنزفنا حتى الآبار …وكم وصلتنا المياه ملوثة !!

نعم ربما لا نلام ….فقد جعنا ….كم فقد الطعام وكم عانينا بغياب الخبز …وكم بكى الرضع لغياب الحليب ..!

كم بردنا …! !

كم أحرق فقراءنا ما تبقى من بقايا ألبستهم وأحذيتهم المطاطية المهترئة … بعد  ما أحرقوا أخر ما كانوا يجدونه من صناديق وأوراق في الشوارع …

يا لشوارعنا أيضا ! كم وكم بردت وتعرت من أشجارها التي اقتطعها أهلونا مرغمين أمام إزرقاق وجوه أطفالهم وعجائزهم من البرد …لا زجاج بنوافذ يقيهم ولا حتى أبواب …مدينة قد تعرت من كل شيء .. من الرحمة ومن الإنسانية .

نعم لنعترف أننا نريد أن نشعر الآن بأننا نعيش بشكل آدمي جميل ….أن نحظى بحمام دافئ وفراش وثير وطعام وشراب …أن نسمع الأخبار بالتلفزة لا قيلاً عن قال .. نحتاج أن نبتهج لكهرباء تشعرنا بأننا هنا الآن في القرن الواحد والعشرين .  …نعم لدينا الحق بهذا بأن نحاول التعويض .. بأناقة ربما نحملها معنا بمجالسنا بالمقاهي والمطاعم …ألسنا حضاريون ؟ ؟

ويغيب عن بالنا ….الحقيقة ….نبدأ بهذا الترف الخادع … ولا نتعلم … نعود للإستسلام إلى التفاهة والفراغ .

الكثير والكثير من المقاهي والمطاعم .. باتت هي المتنفس الأساسي .. وبالتالي باتت عملا ناجعا ً للمستثمرين .. لكن ؟ ؟ ؟

والتجارة بالعقارات ….أيضا باتت  من الأولويات .. وهكذا ….تدور العملة في مكانها ..  بصورة شكلية …

ونغفل عن موضوع التصنيع والإنتاج …لنتبع المداولة وفقط المداولة الدوارة …  أنشوطة الشعوب ..  مكانك راوح

المراوحة في المكان ….موت .

أنشوطة تخنق ….والأجيال تدفع ثمن الديون ….

نضال سواس

حائرا تكون ما بين الصدى والسراب

شتان ما بينهما.. إن تدرك

واقف أنت بنقطة ما… مصلوب على ظلال حيرتك…

هو الزمن يا صديقي…

َأدركْهُ… لتدركَه

أو… إن شئتَ… ليكن العكس أيضا

ربما لو أنك أدركته لأدركته…

دع عنك قهقهتك… وافهمه… هو الزمن.. هو الإدراك.

شتان ما بين ما يترامى إليك من بقايا صوت.. وامتداده… وإن تركته خلفك… قد كان حقيقة هذا الصوت.. حقيقة… فلتدرك… أن الحدث يبقى حقيقة…

وأن السراب… امتداد التمني… لا امتداد الحقيقة.

نضال سواس

هل الكهرباء تطال حتى الأقلام ؟

ربما أصبحت الأقلام الآن تعمل بطريقة الزيك زاك …فلا ثبات على موقف قد كتب بذات الأقلام سابقاًقد يكتب القلم   بالتوالي حسب الإمداد الحبري ربما ….وغالبا مايكون باللون الأخضر ….ولكم أن تعلموا أن للحبر الأخضر مصدران…واستخدام …تختص به … تلك الطاولات المرمى عليها ..  ليكون كل شيء ذو طابع رسمي .   … ممهورا بالرضى .. هو عنفوان( الأخضر ) ..  وسيادته .

من قال أن القلم لا يتأرجح ؟ كلاعب السيرك على الحبال؟

من قال أن القلم لايجيد رمي الكرات واللعب فيها ومن ثم يعيد رميها وتلقيها ؟

قد طبعت الدفاتر بسطورها …وغاب عنا أن السطور ليست بالضرورة صراطا مستقيما …. ولا يغيب عنا أيضا ..دور الممحاة ….. أصبحت الممحاة الآن …هي اللاعب الأساسي ….هي لجنة الحكم …والتحكيم … سيما إن كان القلم ….رصاصا…ولا أعني به رصاصا ….فللرصاص هيبته بلا شك ….ويوازي الأخضر .

قد تبرى الأقلام لتصبح حادة إلى درجة …. الوخز

و…..قد ….تكسر …..ليعاد بريها من جديد ..

وليكون لكل جديد لذة .. ولكن ؟

أليس (لكل زعم خصم )..أيضا ؟

الآن .. الآن .. وليس غداً     …. هل نذكرها تلك الكلمات ؟

أما تغنينا بها ؟

كيف تمحوها الذاكرة ؟

بل ….وكيف تمحو الذاكرة … ما تغنينا به من قبل من ما كان من أساسيات ما افتخرنا به ….وبأقلامهم ذاتها …

حسنا ….ربما ….أصبحت الأسماك تحلق الآن في السماء

وربما ….تغوص الطيور …في قاع البحار بغلاصمها … 

لا ندري ….ربما

فلننتظر جهينة … عند جهينة الخبر اليقين ….

جهينة تنتظر الأقلام فقط ….لتملي علينا ….(الخبر اليقين )

نضال سواس

ورق  سيلوفان ..   والعفن

تحت طيات جيدة الإحكام من ورق لامع  ..  وشفيف …تكمن الحقيقة

حقيقتنا ..  كعفن آخذ بالتراكم والإنتشار…ربما …رائحة النتانة لا تظهر ….لكنها بلا ريب موجودة …تتعتق …تتخمر …ليس كالخمور الثمينة …بل كحمض البولينا …نتانة . . .تسد منافذ التنفس.. ربما غاب عن البال أن الأكسيجين .   ….شرط للحياة والبقاء..لكن .. بات الحصول عليه بحاجة لموافقة دولية وترامبية وسوفييتية وإيرانية …. بحاجة لأختام وأختام …. تطبع بادئ ذي بدء على قضيتنا التي …  ماذا كان اسمها ؟ ….فلتذكروه جيداً….تلك القضية التي …كان بها ثمة جامع وكنيسة وصخرة … لا علينا ..  ..ربما إن سألكم يوماً عنها أبناؤكم استعنتم بالويكيبيديا …التي  ….من المرجح أنه..  ستتعدل …فهذا هو زمن التعديلات والتغييرات الجذرية والإستبدالات….. عصر شقي …  يجيد اللعب بعبثية شقية … مراهقة زمنية ربما ..؟ 

حسنا ….ورق السيلوفان …الناعم الملمس والنظيف … هو مغلف جميل ….وكاذب ..  يدعى   …قضية

ربما قضي الأمر فيها منذ زمن بعيد … ولم تدركوا ذلك … بل تدركوه جيداً….وتستمرون بتبادل تلك اللفافة السيلوفانية .  .. التي تحمل كل قذارة بصمات العالم عليها ..  لكنها ..  تبقى… وللأسف …نقية ظاهراً….هذا مايتطلبه الأمر .

ثمة أدراج ممسوحة الغبار توضع عليها عبر رحلة تنقلها الأيادي لا يهم الزمن إن كان زمن بلفور أو روزفلت أو تومان …المهم ..  أننا نعلم تماما مهمة ساعي البريد بإيصال الطرود ….دون لمسها ….ربما تأخر الوقت لمعرفة إن كانت سترمى تحت الأقدام تحت الطاولة .   …عبر مناقشة وهمية ..  ….كثيراً من الأوقات يتبادلون الأنخاب على شرفها …ويغيب عن بالهم أنهم كانوا أول المغتصبين .

مكاتب سمسرة عقارية ….لا أكثر … العقار ….أيضاً كرة ملفوفة …بورق سيلوفان ….نخشى عليه من التلف … مضحكون نحن …..نعم ….مضحكون إلى حدود السفالة .

معبأون نحن ….داخل هذه اللفافة …..نختنق …. برائحتنا ونتانتنا ….معبأون بعفننا … بديداننا وادعاءاتنا ….لكننا …

مغلفون ….بشكل أنيق ….بقضيتنا …..بورق السيلوفان ….

قد أطبق علينا …. ظاهره نظيف لامع … وملامسته لنا من الداخل …..شوهته …ببكتيرياتنا وفيروساتنا ….وادعاءاتنا …

كفانا ادعاءً ..  فلنعترف ..  بأننا لم نعد نبالي …

ما عدنا نأبه ..  بورق السيلوفان هذا .

نضال سواس

ماذا لو؟

ماذا لو أننا فكرنا بعملية اندماج حقيقي بين طبقات المجتمع المختلفة دينياً وطبقياًوثقافياً وأخلاقياً؟

ماذا لو… أننا فكرنا بضرورة معرفة الغير  لما يجهلونه عن المحيط الآخر؟

من مختلف التكوينات الحضارية المنشأة للنسيج الإنساني رغم تفاوت الطبقات وتفاوت الأفكار والمعتقدات؟

ألا نجد أن العالم بمكونه الإنساني إن هو إلا نموذج أكبر للإنسان أو بتعبير أدق ألا يشبه هذا الكائن المتمثل بالجسد  بكافة أجزائه ووظائفها؟

مهما بلغت أعدادنا وأحجامنا فلا نشكل بتواجدنا إلا الضئيل من الوجود ضمن الهيولى المشكلة لهذا الكون بمافيه من كل مادي وبالتالي روحي… ثمة تنظيم يجمع هذه المكونات جميعها وينجح بالتنسيق فيما بينها

هو التوازن… التوازن الفعلي والحقيقي..

فما استطاعت العلوم الوصول إليه هو فهم هذا الترابط والتوازن وبالتالي كان التأكيد على أهميته.

أعضاء مختلفة من مكونات هذا الجسد تشكل كلاً من جزء.. ومن جزيئات وجزئيات بدءا من

خلايا و  كروموسومات  وجينات إنتقالاً إلى ماهو أعصاب وأوردة و شرايين ومسام وجلد وعظم وأعضاء…. وإلخ… كل مترابط مع بعضه البعض وكل لديه وظيفته الإستدلالية في الربط مابين خصوصية وظيفته مع خصوصية باقي الأجزاء…. عالم واسع…..ومنظم

تنظمه هذه التوليفة بين الجزء والكل لخلق توازن مدروس.

بعيدا ً عن هذا وفي حال أي إختلال لأي من وظائف هذه الأعضاء نجد ترابطا ً في نتائج الضرر على الجسد ككل..

الشيء ذاته نجده نسبة إلى مكونات الكون من فضاء بما يحويه من كتل تسبح بفراغات مدروسة لخلق توازن إن حاد أي من عناصره لتبدد عالمنا هذا تماما….

تعلن دراسات فلكية مثلا عن مذنب ما سيظهر بعد كم من العقود… أو عن خسوف ما أو عن أي تغيير في طبقة الأوزون أو عن اقتراب نجم ما أو عن اقتراب حدوث تسونامي أو زلازل… كل ما من شأنه أن يؤدي إلى أي من الأضرار… بسبب ما كان يميد بهذا التوازن إلى سدة الخطر.

معرفتنا لهذه التوقعات وتفسيرها… يساعد بطريقة ما على الأخذ ببوادر الحيطة للسلامة..

لكن فهم أسبابها… هو أيضاً من ضرورياتها العلمية… لتلافي نتائجها الكارثية.

إن أخذنا بعين الإعتبار أصغر جزئيات الوجود كالذرة مثلا ً نجد أن مكوناتها بما فيها من بروتونات ونيوترونات وإلكترونات تسبح في محيطها الخارجي ومع هذا كله.. يوجد ايضا ً الفراغ الذي يتخللها… رغم دقة هذه العناصر المؤلفة للذرة لكن ما يجمع بينها… هو هذا التركيب الدقيق… والمنظم…

بطريقة ما… كل من العناصر له دوره… من خلال تماهيه كجزء بالكل.

خاصية المعرفة… للمحيط …. وبالتالي… التخصيص…. تخصيص دور الجزء ضمن دائرة الكل….. هذه ميزة الوجود لخلق هذا التآلف وإلا استحال الوجود عدماً في عبثية البعثرة اللامجدية.

لا يختلف هذا النظام الوجودي بشموليته عن النظام الإنساني الذي ينبغي تطبيقه إن شاءت الإنسانية الإستمرار….

ماذا لو…… فهمنا…. أننا..  جميعنا بالنهاية..   جزء من كل….. وأن على هذه الأجزاء لتفهم حقيقة وجودها أن تفهم بالتالي ضرورة تماسكها معاً وفهمها لدورها كما لأدوار غيرها… بعيداً عن الجهل…. لخلق فهم لكل ما هو غامض عليها للوصول إلى لغة إنسانيةسامية.

الأمر أيضاً كما لو أننا تشاركنا جميعاً اللغة ذاتها… فلن يكون هنالك ما يستعصي على فهمه لبعض دون الآخر….

نعيش ضمن الإختلافات…. نهاجمها…. لخوفنا منها ورفضنا لها…. جهلنا بها يخيفنا منها..  لكن إن كان الإنفتاح منذ الصغر وابتداء من السن المدرسي أن يكون للجميع على حد سواء لفهم كافة الأديان معاً وكذلك التوجه لفهم الإختلافات الإجتماعية الراسخة أبداً في العقول إن أرسينا مفهوم العمل كقيمة مشرفة وغير معيبة مهما كان نوع العمل نلغي بهذا النظرة الدونية ونظرة الإستعلاء وبالتالي الإستغلال… فيكون  لهذا دافعاً اولياً لإرساء  العدل والمساواة  والقضاء على الحقد الكامن الذي يكون السبب الأول لقيام الحروب بعيداً عن العدل المفقود…

الكثير من الدول الغربية نجحت بهذه الخطوات وأزالت بهذا أسباب التحامل والكره….

الثقافة هي أولى الخطوات التنويرية…. لإدراك مفهوم الحق والعدل…. والتآخي

فماذا……. لو؟

نضال سواس

حوار هو ربما… ما بين مابين التقارب والتباعد

مابين التهاوي… أو السقوط…

في لحظة ما يكون الإحتواء في ذات السطح أو الأثير لكتلتين أو بالأحرى لمادتين مختلفتين.. وبالتالي… يكون السقوط او التداعي أو التهاوي… بفعل الجاذبية…

ربما للأشخاص… للإنسان يكون الوضع ذاته… فما الكون إلا هو تلك الحلقة الوجودية الجامعة لكل جزئيات التواجد وبالتالي تحضن معها رحلة التلاشي…. هو هذا الزمن….. بامتداده وتداخله مع المكان..  في نقطة ما من زمن ما..  يجتمع وجود… لأشياء عدة…

وبالتالي إن أردنا الوصول إلى نقيض الوجود من خلال العدم أو بالأحرى ما بات عدماً ذاك المسبوق بوجود… نجد أنه بلحظة ما..  في ذاك الفراغ الحاضن ذاته… لكلتي الكتلتين… ما بعد سقوطهما.. بات الفراغ هو المسيطر.

مابين الظل والنور.. كانت الحركة… دلالة على وجود هذه العناصر… بغياب الحركة..  وبحال الثبات والجمود إن كان للنور وجوداً..  فللظل تواجده أيضا حتى بانعدام الحركة.

الشيء ذاته أراه بصورة ما يتطابق مع الوجود الإنساني… وأيضاً على حسب أشكال هذا الوجود المرتبط نوعياً بأشكال الشخصيات الإنسانية ماهو صلب… وبالتالي أيضاً قابلاً للكسر عند السقوط…. والنقيض من هذا تماما ً… ما يكون خفيفاً وهشاً ظاهراً كريشة…. عند تهاويه… يبقى حاملاً معه خاصيته… وروحه… فلا يتغير…

للأشياء رموزها…. وارتباطها بعالمنا الفكري والداخلي….

الملاحظة هي ضرورة حتمية تفرضها الحياة للوصول إلى النتائج أكثر فأكثر عبر ربطها بالحدث…. وما سبق من بديهيات نتجاوزها دون الوقوف للتأمل بها.

في البلاد… كما في السياسة..  في الشعوب… كما في الأفراد.. عالم محموم أحمق…

كما النظر إلى شفرات مروحة دائرة… تدور وتدور بسرعة…. تبدأ معها الرؤية بالزغللة في النظر حين تزايد سرعتها… يكون التمييز فقط في البدء… قطب… وأربعة حراشف… وعالم كامل من الدوران.. حلقة كبيرة… تدور ضمنها كل الإتجاهات شمال جنوب شرق غرب… لا تبحث عن بوصلتك هنا.. مضحك أنت.!

في عالم يدور… تتلاشى أنت ضمن هذه الذبذبة.

قد… تبدأ معها أنت… وأقول.. قد… فالإحتمال ربما كان ما زال حينها قائما ً… ربما يجدر بي إذاً أن أقوم بتصحيح الفعل.. إذ شتان ما بين أن تستخدم المضارع… لأنه حاضر…لأنك غير قادر على الإمساك حتى بحاضرك.

لنعد اذاً إلى تصحيح الفعل بإعادته إلى الماضي.

ولكن… هل من عودة؟… ربما لايهم… إن هي إلا إفتراضات عقيمة… لكن من الواجب تصحيح الفعل… خط العودة إلى الماضي قد أُحرق… كما السفن أمام بحر واسع.

في سرعة الدوران هذه… تسمع فقط في بدايتها.. ويكون الصوت عالياً… ثم صاخباً.. ومن ثم قد يزداد صخبه إلى درجة الصمم

هو الصوت… هو الصوت أولاً… هو من ينبه… من يوقظ…. من يهزك من بلادتك.. قد تشعر حينها معه…. ببعض من نسمات تجعلك… تشعر بذاك الفارق مابين الحركة والسكون.

هل تفهم ما أعنيه…. ؟

كل شيء له ارتباطه بالسكون والحركة … صعب أن تكون ما بينهما… تلك هي معادلة الوجود..  وليس المرآة.

أبداً.. ومطلقاً… ليست حقيقتنا هي المرآة.

دعنا من الصوت ولننتقل إلى الحركة..

أقصد…. لنعد إلى تلك الدائرة التي يصرخ فيها الصوت… وتمور بها الحركة… إلى درجة التلاشي… وأقصد هنا…. تلاشي الرؤية… لا تمييز… تغيب صورة الحركة… بسرعة دورانها… كما في الموشور… كما في تجمع الألوان كلها لتصبح أبيض فقط أبيض

والسؤال هنا…  في هذه الدائرة التي تحضن الصوت والحركة هل أحالت الحركة إلى أبيض حتى وإن كانت حراشف المروحة سوداء… ؟

أم هل أحالتها إلى اللا لون…؟

نعم… يغيب اللون…. هذا تماما ما يحصل

يغيب اللون..   يتوه الصوت…. مع الزمن…. ربما بسبب الإعتياد… فقط حين التوقف…. يستوقفنا الصمت…. فنصغي حينها للصمت… وندرك أنها كانت الحركة..  وكان الصوت.

يعود الشكل…. يعود اللون…  ويعود الإختناق من جديد..

سحقاً لهذا العالم البائس.

سحقاً لكل المرايا التي توهم الإنسان أنه فقط شكل يمر وليس بوجود فاعل…. ضمن دائرة هي الكون…

لكن…. إدراك الكامن عبر الفاعل هو إدراك يحتاج  للمزيد من الفهم والتنور.

نضال سواس

للحياة ..قيمة

حسناً..  يمضي العمر…. وماذا بعد؟

كيف نجعل لحياتنا قيمة؟

كيف لنا أن نفهم ماهية الحياة الحقيقية وأسباب وجودنا؟

بعيداً عن كل ممارساتنا لنمطية معينة سواء مختارة من قبلنا أو مفروضة علينا لسبب أو لآخر… أعتقد أنه في نهاية الأمر تستحق منا الحياة هذه الوقفة التأملية الطويلة لندرك أبعاد ما نحن فيه ومانحن ماضون إليه…. ربما يعتقد البعض أن تساؤلي هذا إنما هو بدافع ديني، لا ليست الأمور كذلك كما أراها… من المؤكد أن هذا الجانب سيكون له دوره لأهميته.. لكن ما قبل هذا…. علينا أن ندرك الحقيقة تماماً أو على الأقل أن نسعى لإدراكها عبر رحلة معرفية تأملية  جادة وطويلة… يكون فيها الوقوف أمام الذات ومعها من خلال التنوير والبحث والإدراك والوعي.

آن لنا أن نعود وبشكل جاد وعميق للغوص في دراسة الكتب المعنية بالفلسفة والدين والفكر والعلم والفن والأدب وأن نعود إلى السابق منها والجديد والحديث دائما.. فهذا العالم له سرعته المهولة التي بات من الصعب اللحاق بمستجداتها لفهمها… أعتقد جاذمة أنه على الأقل لمن يتخطى العمر الشبابي وهو مدرك أن ما يتيسر له القليل من الوقت للعيش إذ أن السعي الدائم في متطلبات الحياة أو النهل من متعها لطالما منعه من أن يغوص في الإستزادة المعرفية فبات تقبل الفكر الموروث والضئيل من الثقافة هو الأسهل لديه.

لكن ألم يكن هذا رضوخاً لمسلمات  كان من الأجدى البحث في مضمونها قبل تمحيصهاوتقبلها وتناول أرجحية الصحيح منها؟

فقط… لنذكر هذا…. أنه بكل ثانية تطبع آلاف الكتب في أرجاء العالم فكم يفوتنا من الإطلاع والتنور؟ ربما في جيلي  أنا كان الآباء مدركين لقيمة الثقافة أكثر من الحاضر فمازلت أذكر باعتزاز مكتبتنا التي كانت تضم المعلقات ودواوين الشعر الجاهلي والحديث وجميع ما كان ينشر من الفكر والأدب سواء العالمي أو العربي  والأنسيكلوبيديا…

كل هذا كان مقروناً بالتتبع المستمر للمنشورات التي كانت دور النشر على كثافتها تتبارز في تبنيها وتجدر الإشارة إلى تنوع الترجمة للكتاب الواحد إذ كان بالإمكان أن تحصل على الكتاب ذاته لمترجمين مختلفين….

لا شك أن الزمن الآن قد تجاوز قراءاتنا لكافكا وسارتر وكولن ويلسون وهيغل… كما وراسين وفولتير وستاندال… شيكسبير ودي اش لورنس  وغوته والعديد العديد من غيرهم

كما والحكيم ومحفوظ والعقاد ونزار وغادة السمان… عبدالرحمن منيف وواسيني الأعرج وأمين معلوف وغيرهم..

 هل توقف الزمن عند هؤلاء؟ أم تابع مع إريك فروم وأمثاله؟

هل توقف الزمن  جمهورية أفلاطمون او عند أرسطو بكتابه السياسة؟ هل كانت الأسس الأخلاقية التي وضعاها بربطها مع الأسس السياسية هي ذاتها أم تعدتها إلى ما تلاها من تشويهات عبر نظريات أخرى ضمن سلسلة من الشوفينية أم الماركسية أم النازية أو. … والكثير الكثير.

في الآونة الأخيرة مارست التغييرات العصرية السياسية دوراً بالغاً في تشويش الفكر عبر تشويهه إيديولوجياً بعيداً عن فهمه لحقيقة ما يجري من خلال تأثيرات التيارات الهادفة لتعزيز معرفته… أو على الأقل ما كان متبنى من قبله بصورة لا إرادية… لكن… ربما كان لهذا دوره الإيجابي في إعادة نفض غبار الإلتباس والجهل والبدء من جديد بعملية تنوير ذهنية بما فيها من تمحيص وتدقيق وتحليل فجمع وتركيب بعد التزود من الإطلاع المتوجب عليه على ما استجد من أمور معرفية كان غاف الرؤية عنها.

الكثير والكثير من ما فاتنا قراءته أو مما توجب علينا إعادة قراءته بنضج للرؤية  وجمع لمعلومة الوافية لصياغة إدراك سليم.

كثيراً ما تكون أحكام البعض خاطئة على موضوع ما لقلة اطلاعهم عليه واستيفاءهم للقرائن الوافية للنقاش…. فكم وكم من المواضيع يتوجب علينا معرفتها

حتى في السياق المعرفي التاريخي… نجد أنه على الخط ذاته لمسير التاريخ تتواجد التغيرات التابعة للمناخ السياسي والإجتماعي والتاريخي والفكري تبعا للمراحل التاريخية وهذا ما يجعل الفهم يكون مرتبطاً بتشابك التأثيرات الإيديولوجية لمرحلة تاريخية ما دينيا وفكريا وسياسيا….

إن أردنا أن نفهم….. علينا أن نقرأ… ونقارن.. ونفهم ونستبين.

      …  

تساؤلات

ما قبل  الواحد  كان  هناك الصفر       …….

الم  يكن   الصفر    هو    البداية ?

الانسان    بداية     بداية  الحياة     المفهوم     المعنى    الوجود      القلق     

الانسان    هو الفكر         ٠٠٠٠        الفكر     كيان انتاجي بالدرجة      الاولى

له كامل الحرية لانتاج خصائصه          ان كان حرا!!!

فماذا عن  التمسك    بانتاج   الفكر     سعيا     للتحرر?

الا    ينبغي      ان  يكون     متحررا     من    قبضة     السياف?

التاريخ٠٠ والهيمنة ?

ماذا   عن     الفهم    العقلاني    للاطار     التاريخي     الجاثم     على موروثاتنا   العقائدية    ?

اما     زلنا  بحاجة     للتواري    وراء     نظرتنا    المثالية    المغالطة    لما    هو     وقائع    في احكام    قد   بثت   الينا     عبر

موجات    التخدير    بالماضي المشرق ٠?

ما  زلنا ضمن   كفتي       التارجح      ما    بين    البيضة     والدجاجة     ٠

ماذا عن    العلم   والحضارة ?

ماذا     عن     التطور     والفهم      لاضعف حقوق      الانسانية    ,الاحساس     بالقيمة ??????

الم   يصاب     المواطن   الشرقي      على المدى    الطويل    بالتواءات  بالعنق    وهو    يركز   فقط على الوراء     على     الماضي.

واشراقاته?

ماذا      عن     الاستغراق      اللذيذ      للمتلقي     واستسلامه     المتزايد      للنهل     من      مراكز    الغرب     دون    تماس  

مباشر    مع   فعالية     التواصل     عبر     تلاقي     المنافذ    الفكرية    الابداعية ?

اهو الاستبداد      ما   يمنعه  من    التقدم     ?      ام      ان سمة    الكسل     قد       اضحت    لديه    شخصيته    ?

الا     يحق     لنا      البحث     عن     الثقافة      الانتاجية     ?

السنا      بحاجة    لفهم     اكبر     لاحترام    ذاتنا   والتعبير     عنها     وحمايتها      ?

الا  تحررنا      ثقافتنا     الانتاجية     من    التبعية    ?

ان       نعاني      نتساءل    نلاحظ     نفكر     نقدم         ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

اليس الفكر      الحر     شرطا      اساسيا     من   تحقيق     الديموقراطية       ?

كيف      لنا    ان نتجاوز    ازمتنا المعاصرة.  ?

ايكون  هذا      عبر  اخضاع       تحليل     واقعنا     الاجتماعي     للوصول     الى     مفاهيم   نظرية    مسبقة       ?

ام اننا     ما   زلنا    متمسكين    بانحراف   الرؤية      لدينا    تجاه     ما    كان    وما    توهمنا    بكينونته   ?

اليس     في   زمن     التراجع      الحثيث?

ماذا      عن  محاولاتنا  للوصول    الى   ادراك    فكري    قويم   دون   مبالغات     لافتراضاتنا     ?

احقاب    كثيرة   مرت   على انجازات     ابن   خلدون     وما    تلاها

كم    من   التطورات   على     مر    العصور    وما   زلنا     بحاجة    للتاطر   الماضي    ماذا     عن    ما يحدث     وعن   ما  حدث   

الم     نجد  سوى      ثنائيته     المتحدثة    عن     واقع     البداوة      والحضارة     ?

ما ذا      عن     ما    تلاها     ?  الم   تتغير   المجتمعات   ?

اما   من   طبقات    مثقفة      وواعية ?

ماذا      عن الناشئة      لماذا   تحد     طروحاتها    وتحليلاتها    ?

هل      تبقى      سياستنا   في النكوص    دائما ?

وما ذا  عن    مرجعيتنا   امن    المفترض    ان     تكون     ذات     اتجاه   وتوجه     واحد ?

كياننا     ما   يزال     بل    ويزداد   هشاشة    وضعفا  لان ما    هو    قائم     عليه كان  هشا ٠

كفانا    من     تبرئة لذواتنا     ولنبحث     في اسباب   التقدم   والحضارة٠

مازلنا  نرمي   باسباب    تخلفنا    على     الاخر٠

ماذا  عن      ال       نحن????

ماذا. ينبغي    وكيف     نصل      ?     اما    من   حد للتنصل     ?

اليس  من   الواجب    امتلاك  الحقيقة  كاملة ?

نحن   امام    تطورات   معرفية  جديدة٠الا يجدر    بنا استيعابا      كاملا.  ?

ماذا      عن       كيفية التوصل      الى   هذا  الاستيعاب     ?

مواطننا  البسيط     بحاجة     الى من  يدله   الى   منهج   للتفكير     والفهم    ,لا ننكر   حاجته   الى   المساعدة ٠

علينا       بالمنهج  الفكري. الباحث      عن الحقيقة    ضمن     ابعاد     مفتوحة    ولا    يكون   هذا   الا     باستيعابنا  الكامل      ل

لوعي    الذات     وفهمها      وفهم   تطلعاتها     محررا      اياها   من   ترهات       وتراكمات     اضحت    شوائب   في    نسيجها٠

لنبدا     اولا  باسباب      ضعفنا     و    هزلنا     اجتماعيا     واقتصاديا      وثقافيا      ٠

لنصل الى     اسباب     هشاشتنا٠

هي      عودة  اذا    الى  الصفر      ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠  

هو الصفر اذا     منطلقنا     ليكون  الواحد    ٠٠

ولنبدا بالواحد. ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ و٠٠ و. ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

كم انت جميل ايها الواحد.      بداية٠

بقلم                   نضال سواس

حدث و بناء لرأي

المضحك… أننا نأخذ بحدث… ونبني عليه آراءنا ونؤسس لقناعات وافدة دون أن نأخذ بعين الإعتبار ما قد سبق وأن حدث أوأحدث من تغييرات في مواقف سابقة…

التاريخ مدرسة معرفية… نتجاهلها بكل أسف

ربما… لا يهتم الكثيرون بالإطلاع الوافي عليه في دفاتر الزمن… المهترئة… ربما.

لكن… ما هو جدير بالاهتمام على الأقل الأخذ بمجريات الأمور ومقاربتها بما سبق وأن حدث. التغيير التكتيكي إن هو إلا نقلات… مريبة.. للإلتفاف أكثر… وربما الإلهاء والدوران… للمباغته….

لم ولن تكون يوما لعبة شريفة… العهر السياسي

 بما فيه من  إباحيات التلاعب…. يجيد تماما تبني الخطط …

مايدور بالذهن أنه قد ينتقل مثلا من

Plan  A         to    plan   B

وعذرا للإنتقال إلى الأحرف الغربية  …

فهذا منطقي تماما   لما آلت.. وتؤول إليه الأمور

الغرب… بات   هو الأساس

بعد تقويض أساساتنا.. الفكرية والوجودية

وأتابع بأن… للسياسة حبال أخرى تجيد اللعب عليها… فما كل اللعب هو باللعب على الحبلين فالحبل الإحتياطي…. موجود لحين الطلب…

وهو…. ال plan   C

السيرك……. مازال متابعا جولاته….

وما أكثر… المهرجين.. والمصفقين…

حلقات النار… متواجدة… بكثرة… لكن ما من خلاص منها دون احتراق….

لم يعد الدخول فيها… دخولا رشيقا… هو الحشر

وليس بالعدد الفردي… فقط.

وربما بعض من التبديل الديموغرافي أيضا.. لن يكون مستغربا…

قد…..( وهي للملاحظة لا تعدو أن تكون… قد

وما أبلغهما من حرفين… في زمن قد… قد فيه الوطن…. وقدت فيه إنسانيتنا).

أعود إلى…(قد) وقدرتها العجائبية…

قد يصبح  من في الدائرة.. خارجها…

ويصبح من في داخلها… خارجها… وتبقى افتراضات…. محتملة… في… زمن اللامعقول.

ويمضي العالم مسعورا برحلته المجنونه للإنتحار..

نضال سواس

إشكالية العاطفة في الغرب والشرق

مابين الإختزان أو الإختزال

مما أجده متضاربا وبحاجة أكثرللفهم هو هذا التفاوت التعبيري في ظاهر الأشياء وباطنها، ما يدفع للتساؤل عن ماهية العمق في العاطفة ومدلولاتها التعبيرية مع ارتباطها بالبعد الثقافي والحضاري للزمان والمكان مع مجمل نسيج المفاهيم والقيم المتمثلة بالعادات طوراً، وبشكل التعبير الفردي كفكرة متبناة أو معتقد بها لمن أنشأ لذاته استقلالية تعبيرية وجعل الأخذ بأسبابها من ضمن أسس بناء الشخصية التي شكلت على مر التجارب الفردية ضمن ارتباطها بمناخ المحيط الفكري للمجتمع الحاضن لها.

لاريب أن المكون الإجتماعي المصيغ والمؤسس لهذه التعابير له الدور الأكبر… لكن ماذا عن البنية النفسية الفطرية المشكل الأساسي للشخصية الفردية؟

هل الطابع الفردي مصدره الأساسي هو تلك الذات بعيدا عن تداخلات المجتمع الذي يعتبر رداء لها؟ أم أن الدافع لأي طريقة تعبير ضمن صياغته بشكله الظاهري، يكون محكوما أولا بتلك القيود المفروضة كعناصر لقواعد ينبغي الأخذ بها؟ وبعيدا عن حاجة الإنسان للتعبير عن ذاته بما تنبض به بما هي عليه؟

لنأخذ مثالا على ذلك طريقة الترحيب بغائب غال على الآخر… قد يكون لدينا حالتان متماثلتان بعمق العاطفة والرغبة في التعبير عنها… نجد بالحالة الأولى التي تنتمي للشرق طرقا مختلفة تماما بالتعبير  … نجد الحميمية والتأهيل والعناق مع الكثير من الكلمات والقبل

وبالتالي… نجد في الغرب، لذات الحالة وتحديدا بين طرفين لهما الدرجة ذاتها من الإشتياق تعبيرا مختلفا تماما… يتبدى في احتضان بارد وتربيت بأطراف الأصابع على الكتف…

هنا..  أجد.. الإختزال… وأتساءل عن…. الإختزان

كيف للطبيعة الغربية أن تؤطر شكل الود والإشتياق ضمن مستطيل من احتضان تتحرك بزاويته بضعة أصابع تربت على الكتف بمودة وهي تمسح عليه؟

وأنتقل إلى الصورة الثانية… الشرقية… لأراها حافلة بالحرارة تكاد تضج بالحركة، حركة تتشارك بها رؤوس وشفاه وأذرع حركة فيها الكثير من القبل والعناق  مع تكرار لهذه الحركات عدة مرات.. وهذا نجده كمثال على ذلك أيضا أبلغ ما يكون عند البسطاء من الناس المتحررين من التكلف، والمعلنين ببساطة عن فخرهم بما في قلوبهم عبر شفاههم التي تنهال بالتقبيل والكلام… ربما بدافع من عاطفة مودة جياشة تجاه ابن أو صديق أو حبيب. بعيدا عن بروتوكولات التهذيب أو لجم أو كبح ما هو فطري في التعبير..

وهنا أريد أن اربط بين كل حالتين متماثلتين بدرجة القرب بين طرفيها…. إحداهما شرقية والثانية غربية..  فأجد أن التعبير يطغى على الإختزال في الأولى بل هو شكل من أشكال تصدير المخزون إلى السطح ضمن مفردات تعبيرية تتمثل بعفوية الحركة..  وكلغة جسد نجد أنها أشد ما يكون تصويرا صادقا لمخزون يراد الإعلان عنه، أو بمعنى آخر.. إختزان قد تحرر من مفهوم الإختزال.

في حين… أن الصورة الأخرى… نجدها….. حالة كمون…. ربما لإختزان عاطفي.. (مشذب) ربما هذا ما يراد به..   لكنه…  يذهب بالكثير من صدق إنسانيتنا..  في كبحها.

ليس أجمل من قبلة أم ولهفة صديق وشوق لغائب..  وليس أدل على عمق العاطفة…. كالتعبير عنها… بكل صدق.

نضال سواسإشكالية العاطفة في الغرب والشرق

مابين الإختزان أو الإختزال

مما أجده متضاربا وبحاجة أكثرللفهم هو هذا التفاوت التعبيري في ظاهر الأشياء وباطنها، ما يدفع للتساؤل عن ماهية العمق في العاطفة ومدلولاتها التعبيرية مع ارتباطها بالبعد الثقافي والحضاري للزمان والمكان مع مجمل نسيج المفاهيم والقيم المتمثلة بالعادات طوراً، وبشكل التعبير الفردي كفكرة متبناة أو معتقد بها لمن أنشأ لذاته استقلالية تعبيرية وجعل الأخذ بأسبابها من ضمن أسس بناء الشخصية التي شكلت على مر التجارب الفردية ضمن ارتباطها بمناخ المحيط الفكري للمجتمع الحاضن لها.

لاريب أن المكون الإجتماعي المصيغ والمؤسس لهذه التعابير له الدور الأكبر… لكن ماذا عن البنية النفسية الفطرية المشكل الأساسي للشخصية الفردية؟

هل الطابع الفردي مصدره الأساسي هو تلك الذات بعيدا عن تداخلات المجتمع الذي يعتبر رداء لها؟ أم أن الدافع لأي طريقة تعبير ضمن صياغته بشكله الظاهري، يكون محكوما أولا بتلك القيود المفروضة كعناصر لقواعد ينبغي الأخذ بها؟ وبعيدا عن حاجة الإنسان للتعبير عن ذاته بما تنبض به بما هي عليه؟

لنأخذ مثالا على ذلك طريقة الترحيب بغائب غال على الآخر… قد يكون لدينا حالتان متماثلتان بعمق العاطفة والرغبة في التعبير عنها… نجد بالحالة الأولى التي تنتمي للشرق طرقا مختلفة تماما بالتعبير  … نجد الحميمية والتأهيل والعناق مع الكثير من الكلمات والقبل

وبالتالي… نجد في الغرب، لذات الحالة وتحديدا بين طرفين لهما الدرجة ذاتها من الإشتياق تعبيرا مختلفا تماما… يتبدى في احتضان بارد وتربيت بأطراف الأصابع على الكتف…

هنا..  أجد.. الإختزال… وأتساءل عن…. الإختزان

كيف للطبيعة الغربية أن تؤطر شكل الود والإشتياق ضمن مستطيل من احتضان تتحرك بزاويته بضعة أصابع تربت على الكتف بمودة وهي تمسح عليه؟

وأنتقل إلى الصورة الثانية… الشرقية… لأراها حافلة بالحرارة تكاد تضج بالحركة، حركة تتشارك بها رؤوس وشفاه وأذرع حركة فيها الكثير من القبل والعناق  مع تكرار لهذه الحركات عدة مرات.. وهذا نجده كمثال على ذلك أيضا أبلغ ما يكون عند البسطاء من الناس المتحررين من التكلف، والمعلنين ببساطة عن فخرهم بما في قلوبهم عبر شفاههم التي تنهال بالتقبيل والكلام… ربما بدافع من عاطفة مودة جياشة تجاه ابن أو صديق أو حبيب. بعيدا عن بروتوكولات التهذيب أو لجم أو كبح ما هو فطري في التعبير..

وهنا أريد أن اربط بين كل حالتين متماثلتين بدرجة القرب بين طرفيها…. إحداهما شرقية والثانية غربية..  فأجد أن التعبير يطغى على الإختزال في الأولى بل هو شكل من أشكال تصدير المخزون إلى السطح ضمن مفردات تعبيرية تتمثل بعفوية الحركة..  وكلغة جسد نجد أنها أشد ما يكون تصويرا صادقا لمخزون يراد الإعلان عنه، أو بمعنى آخر.. إختزان قد تحرر من مفهوم الإختزال.

في حين… أن الصورة الأخرى… نجدها….. حالة كمون…. ربما لإختزان عاطفي.. (مشذب) ربما هذا ما يراد به..   لكنه…  يذهب بالكثير من صدق إنسانيتنا..  في كبحها.

ليس أجمل من قبلة أم ولهفة صديق وشوق لغائب..  وليس أدل على عمق العاطفة…. كالتعبير عنها… بكل صدق.

نضال سواس

الزمن… ستدركه لاحقا

فالخارطة.. ورقة صفراء مهترئة.. لوثتها أياديهم

خرشتها عقارب الساعات.. منذ ذاك الأمد.

الزمن.. ستدركه لاحقا..

ربما عليك حينها.. أن ترفع تلك الخارطة… لتدرك….. فقط إنزع عنها مسمار المحور وابصر ما كان تحتها….. ستدرك الزمن…. وأشياء كثيرة…

لا تأبه لباندول ساقط…. فقط عند اكتمال الخارطة… لك أن تدرك… وأن تعي… دور الزمن.

نضال سواس

مفردات اللغة ومدلولاتها في المعنى

ربما يتراوح للبعض أن لبعض الكلمات مدلولا واحدا بما أنه في نهاية الأمر يعطي النتيجة ذاتها…. لكن هذا قطعا أمرا غير صحيحا البتة

وهذا بالتالي أمر ينبغي أن يدركه من كانت اللغة العربية هي أداته التعبيرية الأولى سواء أكان شاعرا أو كاتبا أو حتى أيا كان ممن يتداولون اللغة كوسيلة للتواصل الإنساني أو للإرتقاء الحضاري بما تحمله هذه الوسيلة الفكرية والوجدانية من سعة تكاد أن تكون شاملة لكل المفردات التي سخرت لنا لنكون جزءا من هذا الوجود وليكون بمقدورنا أن نسبر أغوار الروح والفكر الإنساني بكل ما ينطويا عليه من تدرجات نسبية تتراوح ما بين الخطوط الدنيا أو الخطوط العليا ولتقارب في بعض الأحيان بمراوحتها لمنسوب شبه متقارب يكون أشبه بذبذبته في تراوحه هذا بالخطوط البيانية أو كما أحب أن أشبهه متمثلا بتخطيط القلب بتلك الإشارات المتصاعدة او الهابطة.. بل وبكثير من الأحيان… بنقاط موسيقية تسبح ضمن مدرجات الموسيقى حسب شدتها وجذالتها أو خفتها تبعا للمفتاح الموسيقي الذي نعتمده ونجده مواتيا ومناسبا لها.

لا شك أن لعلم الصوتيات أيضا دوره كما لفقه اللغة بتبيان مستوى الشدة أو الخفة او مستوى القوة أو رشاقة المعنى ودرجاته.

وهذا الأمر لا يقتصر فقط على اللغة العربية بجذالتها بل إذا عدنا إلى قاموس اللغة الإنكليزية بل وحتى الإفرنسية وعلى حسب اطلاعي على اللغتين من خلال دراستي فضولي  تجاه  الانسيكلوبيديا الفرنسية  أجد أن تلك الكلمات لها الرديف المناسب تماما من حيث التدرج في تفسير المعنى ودلالته أيضا.

حتى أن مخارج الحروف والألفاظ التي تعبر عن   فعل ما أو عن كلمةتحمل بطياتها تصورا  لصوت أو لتعبير ينغي التنويه عنه عبر الصوت وقوته او ضعفه سواء أكان للوصول إلى إظهار المعنى من خلال الصوت الذي يفسره علم الصوت أو علم اللسانيات بمواضيعه المتعلقة بالجهاز الصوتي وإقرانها من خلال اللغة بالمعاني

(الذي نجده فيPhonetics) بالنسبة للغة الإنكليزية وبالتالي يحتل موقعا أساسية بالنسبة لدراسة اللغات الغربية عبر

philologie et    linguistipue

Philology  and linguistic

سنجد هذا التقارب في شتى اللغات الإنسانية من حيث دقة التعبير وبالتالي جذالته وهذا مما يساعد في إيجاد لغة تعبيرية تصويرية تعتمد على الصورة والخيال والصوت

ويصبح بالتالي لزاماً على المتذوق للغة أن يدرك  أسرارها ويستمتع بجماليتها من حيث هذا التهدج في الصوت تبعا للكلمة ومعناها.

أرى أن العالم كل واحد متوحد ضمن هالات تحيط به أمثلها كما قوس قزح اللوني إنما بامتداد يطوق الكون بجملة من الأحاسيس يصوغها عبر تلك التدرجات وخفتها وتلاحمها وتداخلها  صوتا وصورة ولونا وتعبيرا بل حتى ورائحة بما تحمله معرفتنا بالذاكرة ويفسره عقلنا من خلال كلمة تنطق أو تسمع أو من خلال  جمل كاملة تصوغ فكرة ومعنى.

نضال سواس    7/7/2018

حلقة الازمة  ٠٠٠٠ حلقات لا تغلق !!

حلقة دخان  ارقبها  ترتفع تتوسع  تتوسد الفراغ,   تليها اخرى   تتراقص    تتهادى مع سابقاتها  بتماه جميل

حلقة  حلقة تتردد الكلمة برأسي لتلتحم بما كان شاغلي الأزمة ٠

حلقة الأزمة كيف لها ان تغلق ?

تتوسع  أكثر فأكثر  بؤرة سوداء, ثقب أسود,  هم ملعون ارعن ٠

أرمي من يدي ريشتي  ,قد  أصابها الدوار. وهي ترسم خطوطا     مجنونة  على السطح الابيض  

أبيض  أسود   ,  أسود أبيض    موال معارض        حرب سلام     ظلم عدل       يا للتناقض الأبدي دائما يحكمنا

التناقض     الترغيب     الترهيب     آه من الامور كم تختلط بعشوائية فيها مكر    مدروس     ٠

الدوامة السوداء     ٠٠٠٠٠قوة جذب رهيبة  حتى حدود الانسحاق ٠

تجتاحني حمى الدوار  ,   أبدأ بالالتفاف على  ذاتي    وانا أنفث دخان سيجارتي وأدور    أستغرب  تختفي  كل السلع

والأدوية الا الدخان مايزال متربعا له وجوده الزاهي على منصات المهربين في الشوارع ٠

هي الازمة, لا بأس علينا أن نحيي أنبياءها  ,   يتعاطفون جيدا مع انفعالاتنا  ٠

يزداد الضجيج في رأسي ويزداد الضغط أكثر ٠

أعود لتساؤلاتي المشروعة   , كيف لحلقة الازمة ان   تغلق?     هي بحاجة للإكتمال بلا ريب ٠ ألم تكتمل بعد ?

أهي فوهة بركان      تتدافع   حممها      تتهالك لا تتبرد الا وهي تنسكب على ما يعترضها

قد تشكل   دائرة ,  تميل على طرف دون اخر!!!!?   لا فرق    المهم ان يبوح الغليان بما ينضح  ,  يصهر  يحرق

يهدم لا فرق٠       إنسدال قان لخمر اتون الأرض    العتيقة قدم زمن قابيل وهابيل ٠

إعادة للتشكيل   من  جديد  ٠ أغوار الغضب تدوي تنهمر ٠ مرحلة كمون  تتفجر ٠

كالدمع الفائض    من   جوف الأحداق منهمراعلى الوجنات ساكبامعه  الحزن ,  لاثما خدود القلق ,  صافعا   رموشا

كانت تحضن أسرار البوح , تمردا  على مؤامرةالإحتضان والهروب٠

كم تطبق اجفاننا  على أحداقنا تحرسها رموش أصابها ذعر الإنكشاف

هذا نحن نخشى  كل شيء لا يرتفع  فينا سوى ضربات قلوبنا ٠ تتداخل الاصوات  موسيقى الراب  مازال للشباب

توق الحياة  ثمة اهتزازات وضربات اصابع تتوالى على زجاج الطاوله ترافق الايقاع ٠انظر الى الزجاج ,  أفكرالبارحة

كم من الشظايا والزجاج كانوا ينتزعون من أجساد الأطفال والكبار انتقل بنظري الى الاحمر المطلي علىى الأظافر

يصيبني الألم والغثيان كم هو متجذر بي اللون!تحكمني الألوان دائما حتى الصميم٠.

هكذا  أنهكنا إلى ما تحت ا  لإنكفاء  تحت قباب اللون لتغيم في أعيننا الرؤية

هوالرماد اذا انرتاح اذا اسدلناه  على أعيننا فقط حتى لا تؤلمنا لسعة الشمس وهي تصرخ بالحقيقة ???

ماذا عن حلقة الأزمة ??ماذا بعد???

ان هي الا دوامة لم يعلن عن كونها حلقة مركزيةالتموضع

اعلنها لكم حلب اصبحت غرينتش الزمن الحالي

زمن الأزمة ولا فخر

دوامة الانسحاق والتلاشي  مركزحلقة الأزمة ٠

بقلم      نضال سواس

تساؤلات                  ٢٢.     

“لست بخير”

“لسنا بخير “

كما وخيط تدور حوله خرزات من أرواحنا ، خيط يسور الكون ويعانق المدى لكن …لا شيء سوى الفراغ …… وكأن ماهية الخلق قد باتت فارغة من مضمونها …هو اللاشيء …

ملل  بسبب حقل كوني ماعاد يحوي قيما ً روحية كما السابق …كما لو كان كريات خلبية تجري بدماءنا غير قادرة على شحننا بالمناعة لنقاوم تلفاً أصاب الحياة كلها في عالم عابث تحكمه التفاهة ….

أعود بذاكرتي إلى جملة كتبها لي إنسان هو الأغلى على قلبي  جملة واحدة يقول فيها

“لست بخير”

أذكر حينها محاولاتي العابثة لدعمه نفسيا ً …رغم كل عطاءه كان يقول لست بخير ..

كان يمنح الكثير الكثير للعالم ولم يكن يرى بهذا أنه يفعل أي شيء …

أود الآن أن أقول له …إقرأها هنا …إليك يا أنت …إقرأها

“لست بخير ”  حان وقت الإعتراف …بل من منا بخير ؟

صديقي …إنسان القرن الواحد والعشرين …ماعاد بخير

صديقي …(نحن السوريون تحديدا) ما عدنا بخير .

نراوغ حتى ذواتنا …بادعاءاتنا بانهزاماتنا …بانكساراتنا …

بآمالنا التي نعلم جيدا أنها باتت مثار شفقة الشعوب .

نراوغ بجدل عقيم نقف خلفه كما تلك الألواح الزجاجية التي ظاهرها مرآة …نختبئ وراء قهرنا وراء دمعنا وراء ذلنا …نشرئب بأعناقنا نحو فضاء الترقب …وأي ترقب  للاانتظار ؟ترقب عقيم لا يمكن للرمال أن تنجب مطراً

لا يمكن للملح أن يشعرك بطعم الحلاوة …

حتى النحل بات لادغا يشكل خلايامن فراغ فلا رحيق لزهر ..قد جف العطاء …

يا( أنت ) كلانا لسنا بخير فلا الشعب بخير ولا الأرض بخير وحتى السماء أصبح الوصول إليها لتقديم أوراق اعتراضات شبه مستحيل …السماء يا صديقي لن تصلها أوراقنا…هي مدبوغة بأختام من قانون قيصر وأوراق من معاهدات ومناورات ومجادلات هذا في الطبقة الأولى منها ..

حدثونا كثيراً أن السماوات سبع …ربما الطبقة الثانية منها أصبحت قبة من خيام متطايرة لا تكاد ترى من خلالها زرقة رحمة مرجوة فالأزرق عفوا ً فقط تراه هناك في الأسفل في الأرض حيث أصابع الأطفال والعجز المزرورقة من البرد والصقيع ..

أما عن الطبقة الثالثة للسماء ..تراها طبقة غريبة طبقة صوتية عبارة عن فضاء صوتي تمر من خلال شبكة الرعد والبرق كخلفية باكغراوند صوتية أصوات صرخات تنادي للخلاص تصرخ من جوع وألم وتعذيب ..

ماذا بعد يا أنت ؟ يا ضمير من بقي نقياً؟ تنتظر مني أن أحدثك عن السماء الرابعة …هي سماء تلك الأيادي الممدودة المتعاكسة والمتداخلة والمتلامسة المتباعدة الكثير منها له شكل عظمي واهن يخدش بأصابعه السماء يستمطرها بالرحمة والأشكال الأخرى أيادي أخطبوطية  طويلة تمتد في كل مكان لتنهش وتنهش لا …بل صدقني تحاول طلي السماء بالأخضر ربما تعيد تجزيئها إلى دولارات فهذا هو عصر الأخضر ..

السماء الخامسة ….هو الزحام يا صديقي يا( أنت )..هي طبقة الزفرات لو تعلم كم يزفر ويزفرالناس ..يأسا تذمراً ألما ً تأففاً …هذه الطبقة …جهنمية التكوين …لو تعلم كم أن زفراتهم حارقة حارقة ..والمضحك أنهم يحدثونك عن الاحتباس الحراري في الأرضى…هو ببساطة الاختناق …نعم الاختناق هو تلك الزفرات الحارقة الصادرة من جمر المعاناة ….

وتقول أنك لست بخير يا (أنت )!!

من أين لك أن تكون بخير وأنت الشاهد ؟  كلانا شاهد لكن ؟

طمست بصماتنا ….فكيف نشهد ؟ عذراً يا (أنت ) ماعدت لأكتب لك من زمن بعيد …فعنوان الضمير حيث أنت …مصادر ومخفي …كان علي أن أنقب في كل الصناديق السوداء …كان علي أن أبحث عنك مع أنك بداخلي لم تغادر .

بقيت لنا سماءان …لن أسميهما …واحدة منهما بساط علوي للحاضر والأخرى لل…. مستقبل ربما ؟

لا أعلم يقولون أنه ما من مستقبل …فهل تلغى السماء الأخيرة أيضا ؟

صديقي …صدقت ،قطعا ً

 “نحن لسنا بخير “

نضال سواس

مابين جحيم وافد وبركان خامد ….سعير شعب للوضع راصد ..

وفي المراهنات الدولية على إسقاط نهائي لسوريا للقبول والرضوخ …لم يكن من المتبقي للرهان عليه سوى القوة الوحيدة المتبقية حجر أساس للإقتصاد السوري المنهار    …الزراعة .

الرغيف الذي بات رغيفا أسودا .

ويبقى التساؤل في عملية الشد والجذب …ما بين الأعلام المغروسة والمتشدق بجذالة عن أهمية تواجدها وما بين سهم كبير بحجم أكبر من كل عصي الأعلام سهم يغرس في قلب الأمة ….تناطح سافر من كل الأطراف …ونتساءل عن اللاعب الرئيسي المنهك ….وقد لوحوا له باللافتات الصفر ليصبح خارج الأرض تماما … وماذا بعد ….في زمن ال ….بح

اللاشيء واللاجدوى …

لا نتساءل فقط  عن جحيم وافد …

بل كل التساؤل بات الآن تماما عن البركان  إن كان خامدا أ م لا .

بكل الأحوال …باتت الأمور بكل أسف  …خرقة مهلهلة أشبه ما تكون بثوب فزاعة متآكل لم يعد يخيف غربان الذرة ..

مابين فئران الحقل …وغربان وافدة ….لنبحث إن كان ثمة أغنية أطفال حزينة آتية من بعيد تنشد أغنية الرغيف الذي كان …

محزن وضع بلادي

محزن ..والضمير بحالة فتور ما بعد الثمالة .

في ذات جحيم من حريق

 9  10 2020

نضال سواس

.

الرحيل

ومع الوقت تدرك أن الرحيل …لا يكون بالموت فقط …بل بتكرارالألم الذي تخلفه المواقف ….بعدم القدرة على التحمل …بافتقادك للتماسك بعد تصدعك من الداخل لمئات المرات إلى حد السحق والتلاشي …تدرك أن الصبر غباء ..

وأنك مشبع بالحزن إلى حدود الإكتفاء فالإنكفاء.تدرك أن السهد ليس هو الزهد  بل طريقك إليه

حين تدرك …وقد آن لك أن تدرك فلطالما تجالدت على ذاتك ورفضت كمون هذا الإدراك …

أن تفهم ياهذا .  ….أن تفهم …

 أن التفهم والإحتواء …قد يكون أقسى بكثير من أن يتحمله جلدك ذاته …فتبدأ أنت بالتمزق ……ليس كأفعى بل كجلد بلاستيكي قاس جدا …يغلف زجاج روحك التي تتشظى في كل مرة تصدم فيها بجدار الجحود لتغوص أكثر فأكثر إلى الداخل …فتؤلم وتؤلم …

مابعد الإنشراخ …هو هذا التفتت ….حتى حدود المسام والخلايا …

تؤلمك روحك …فاصرخ أكثر فأكثر …ألا تبا لصمتك ..

أن تتدحرج كتلك الكرة لا يعني أنك لا تتمزق …

وجهة نظر

قد نرسم نافذة على جدار إن لم نستطيع أن نفرغ لها مكانا

هذا يريحنا .

وقد ….

نسد نافذة بأحجار ونرمم الجدار لننسى حتى وجود تلك النافذة

هذا يريحنا .

الموضوع …..وجهة نظر

هذا….يريحنا .

في العتمة …قد تبصر بشمعة أو بضوء

لكن ؟

وحده النور الحقيقي يريك الحقيقة

وكذلك …نور القلب والبصيرة

لا( بديل)  عن الحقيقة….نعيشها بتغافل عنها  في زمن الكمامات

كمامات

كمامات ….على الأنف والفم ….وكاتم ذكاء …لمنع التفكير …عن (كيف ..ومتى …ولماذا …وكيف)

لا شك  أن الفساد يكون الآن رغم كل شيء في أوجه

 لكن ….ما …من ضمائر رقيبة …وما من   محاسبة …

رغم كل ما يفقد …من أهم المواد والمستلزمات إلا أن المفقود الأكثر ثمنا واحتياجا له الآن في زمن اللوثة الإعتباطية خوفا من التلاشي هو (الضمير )

هذا …شرقنا ونعرفه ….حيث   الصفقة مع الضمير تكون بشكل المناقصات التي يتطلب بها غياب الشخص المنافس مقابل ترضية مالية ….

هو زمن ….الكورونا …وزمن …الصيد …

والسلعة …..إنسان

…………………

الحقيقة الثابتة

في عالم المتغيرات والحياة كلها بصورة مجملة وعلى مر عقود طويلة على قدر عمري وجدت أن كل شيء في الحياة قابل للتغيير والزوال

كل شيء تابع لفرضية الشك في رحلة البحث عن اليقين

كل شيء لا قيمة له بل ويتغير بحسب الأولويات التي تفرض علينا أو نسعى إليها …

إلا حقيقة واحدة تلغي كل شيء بلحظة وتكون هي العالم الأكمل الذي لا يمكن أن تكتمل الحياة بدونه .. حقيقة هي بأساسها أصل الكون .

ليكن ما يكون حتى وإن انهار العالم بأسره فقط هاجس واحد هو الأهم والأعمق والأكثر حقيقة من كل شيء وأهم من الذات نفسها ألا وهو الأمومة .

لا شيء حقيقي وغير قابل للتفاوض أو المراهنة أو المساومة أو المزاودة ألا هو .

الأمومة ….قد نشك بأنفسنا بمعتقداتنا بآراءنا بانتماءاتنا بصدقنا بل بأي شيء وبكل شيء إلا تلك القداسة الكامنة بهذه الكلمة …

قد يغير الناس أوطانهم وأديانهم وعواطفهم ومسيرة حياتهم …قد تغير المرأة الأم كل شيء إلا حقيقتها الأكثر صدقا وهي الأمومة …ممكن أن تتخلى عن العالم أجمع إلا عن أمومتها .

حبها لأبناءها هوأساس وجودها بل وهو السبب والدافع الأهم لاستمرارها بالحياة وتشبثها بها بشراسة ليس من أجلها بل من أجلهم ….

الأمومة صرخة وجودحقيقي .

خلاصة ما فهمته من الحياة أغادرها فقط وأنا كلي يقين بأن الثابت الوحيد الذي ملكته طوال حياتي هو ظلي الذي لم يغادرني وكان هو الوفاء الحقيقي وأمومتي التي تأبى إلا أن أكون منها وتكون مني .

…………

على من يقع اللوم ؟

اجتمعت الآراء على لوم المجتمع الذكوري ونسب كل القوانين المجحفة بحق المرأة إليه هو ..فبات الرجل محاصرا دائما بدائرة الإتهام …هو الذي يقمع ويذل ويظلم ويهين ويبيح لنفسه ما لا يبيحه لشريك مماثل له بوجوده ألا وهو المرأة .

هذا ما تبدو عليه الأمور فعليا في الظاهر .

لكن !! ؟

ماذا عن الحقيقة ؟ حين ينسب الرجل نفسه أصل الحياة إلى المرأة ويقول أنها الحياة والعطاء …و   و    و ماإلى هنالك

ألا نجد بهذا نوعا من الإزدواجية أو المغالطة الواقعية المحيرة ؟

لفهم الحقائق لا بد من إجراء بحوث واللجوء إلى دراسة أرضية هذه الوقائع التي هي مركز انطلاقنا من أي نقطة لاعتمادها كنظرية. بحقيقة الأمر لسنا متأكدين منها، لكننا نطلقها جذافا أخذا بظواهر الأمور وعملا بمفهوم الكم الغالب متجاهلين  الحق الغائب ..

لا يمكن أن نعتمد على رؤية فوقية  طاغية واعتمادها كبداهة  وإقرارها  كحقيقة  فالحال هنا  به التباس وتشويش ذهني بعيدا عن سبر الوقائع لا يمكننا فهمها .

كما لو أننا في مكان عال جدا والمشهد الذي نحن بصدده مغطى بالضباب أو بالغيوم هذه المشهد نراه من الأعلى فلا نكون قادرين على رؤية إلا ذاك الضباب لا نرى ما دونه من ذلك ..ماتحت هذا الضباب ليس بعالم ساكن مسطح إنما هو عالم حقيقي تموجه الأحداث ..إذا الحياة ليست مجرد إقرار بأن مانراه هو فقط تلك الكتلة الرمادية الضبابية الكثيفة لنقول فقط هو  لون كثيف رمادي  لا شيء بعده .

لفهم الحقائق علينا بالسبر وبالغوص أكثر …علينا الاقتراب من الأرض اكثر وسماع الأصوات ماتحت تلك الطبقة تلك الغيوم أوذاك الضباب   لنهبط أكثر فأكثر بعيدا عن مجرد إقرارنا …بأن الحقيقة هي فقط هكذا .

لنبحث عن الشريك أي فعل سلبي لا يقوم على ترسيخ سلبيته دون طرف مشارك

لنهبط أرضا قليلا لنصغ السمع في البيوت والمدارس والشوارع والحقول والمعامل .. في كل الأمكنة من العالم يوجد النوعان البشريان  الرجل والمرأة …لنصغ إلى المرأة أيضا ببيتها بعملها وبين اهلها وأقرانها …

سنجد التنمر على مثيلتها المرأة سنجد أفكارها التي تربي عليها أبناءها …هذا الرجل الذي يلام لعنجهيته وأوامره  إنما استقى أفكاره من الحاضن الأول له  من الأم …من البيت .

هو صنيعة بيته هو صنيعة تلك البيئة الحاضنة لو أن المرأة الأم كانت من الوعي بحيث عرفت كيف تزرع الأفكار الجيدة لما كانت هذه التفرقة …لكن ؟

من سمات الأنثى الجاهلة بكل أسف  النميمة  الغيرة والتنمر …وهنا الطامة الكبرى حين تكون الأنثى غير ذات وعي وإدراك فتربويا سيتنامى خطر المجتمعات القائمة على التنمر وترسيخ مفهوم الدونية …

كل ما يصيب المجتمعات من تفسخ هو بالدرجة الأولى له سببه من الجهل ومن عدم  التوعية .

بالسنوات الأخيرة حاولت إجراء إحصائيات عن ردود وتعليقات الأشخاص على هذا المنبر الإجتماعي الذي بات وسيلة للتنفيث أكثر ما يجب أن يكون من توعية فلاحظت أن الكم الأكبر من التعليقات وبكل الصفحات المتنوعة  على أي موضوع كان أو أي فيديو أو أي حالة كانت تمس أوضاعا سياسية او اجتماعية أو فكرية …فكانت النتيجة مريعة بحق …

هذا الكم الرهيب من الفراغ والتحامل الفكري والنفسي والإجتماعي بين الناس على بعضهم البعض ..ناهيك عن التحامل الديني والطائفي  بل وحتى العرقي هذه الأمور كلها تعود إلى البيئة الحاضنة الأولى وتغذيتها للأفكار العدوانية …أساس اي بيئة يبدأ من البيت والمؤثر الأول للطفل ولأفكاره وميوله وحالاته الإنفعالية هو الأم …الطفل الذي يسمع هذا التحامل وهذا التنمر وبكل أسف يسمع من خلال أمه  …سنوات التكوين الأولى للطفل وما يليها من متابعته إنما يعود للأم التي مسؤوليتها أن تكون قادرة على تقديم إنسان سوي وواعي إلى المجتمع ليكون بدوره جزءا من مسؤولية تقويم هذا المجتمع عبر أفكار إيجابية .

البيئة الحاضنة للفكر هي النواة الأولى وهي الأس والأساس .

ماذا عن العودة إلى النواة ؟   أنتم تنظرون إلى الشجرة وتشعباتها وتفرعاتها دون الأخذ بعين الإعتبار أن  الأساس بالأصل كمركز انبثاق لكل شيء إنما هو النواة  التي لو لم تكن موجودة أصلا لما تفرعت وأثمرت كل هذه الأفكار .

في أي موضوع لا بد لنا من بسط أوراق قضيته لإخضاعها لعملية تحليل دقيق ومن ثم تركيب لتتجمع لدينا كل الجزئيات بعد فهمها تماما بل وفهم ما بها من شوائب ..الأمراض المتواجدة ستتولى حتما العمل على إنتاج جسد مريض عبر تشعبها.

 به  . التطرف والمغالاة في أي من الأفكار إنما له منبعه الأساسي وهو البيت .

 ‏حين يقتصر

ماذا عن مفهوم البيئة الحاضنة ؟  ربما من أكثر التعابير تداولا في العقود الأخيرة كان هذا التعبير وارتباطه مع الإرهاب …

الاحتضان الفكري والنفسي لمفاهيم تربوية خاطئة له القدرة تماما تكوين الموبوء من القناعات المغرقة في الجهل والسلبية

ما بين  الرغيف والكفيف

هو الإدراك ….معرفة أين هو ذاك الرغيف …

الحاجة الطبيعية لاستمرار الحياة والوصول إلى أهم مستلزماتها يستدعي معرفة النقطة التي نقف عليها …، فرض تلك العصبة على الأعين لمدة طويلة ستدفع بالأيدي للإمتداد ببحث محموم ومجنون للوصول للإمساك برغيف الحياة ….وماذا إن كانت هذه الأيدي تمتد من كوات أو من بين قضبان زنزانة  تحصرها في فراغات مصندقة ؟ لنتخيل معا أرضاً شاسعة …مجرد أرض ومجموع من الأشخاص معصوبي الأعين  كل واحد منهم قد عزل بقفص.. وصوت يعلن أن الرغيف موجود وما عليهم سوى أن يجدوه 

ماذا يعني الرغيف ؟ الحياة ؟  القدرة على متابعة الحياة دون الرغيف أمر مستحيل هو شرط التوازن والأمان …الثقة بالحصول عليه هي الضمان الذي يؤكد شعور الطمأنية بأن هذا الكائن البشري لديه ما يجعله يتابع    الأمان  ومتاهة الإدراك المحجور في زنزانات  تجعله ينقب في في تخبط قد يجرفه بعيدا عن مسار المنطق الذي من أولوياته  التمييز مابين التهاون فيما هو المساس باحترام الذات والتهالك بتقبل الفتات  …لكن ربما أولويات الضرورات الحياتية هي التي كانت الدافع الأكبر للتغافل عن كل ما من عداه إشباع البطون الصغيرة لأطفال يطالبون بحقهم في الحياة …

لا تهاجموهم ….لا تهاجموا أهلنا في النزوح

أهلنا في الخيام …أهلنا الذين هجروا .

كفاكم تخوينا لمن غادر من أجل رغيف لأطفال وعجائز

من أجل سقف لا ينهار ….سقف بديل عما كان وهدم .

قبة زجاجية

أسخف ما يمكن تقديمه هو الكلمات …فعلا لم أعد أومن بالكلمة أو حتى بالحرف ..

عاجزون نحن عن كل شيء ، مكبلون تمامابالحدث

السيادة دائما للفعل ، للحركة ، للمشهد الذي يهيمن ويسقط كقبة زجاجية عملاقة من السماء على أي جزء من تواجدنا فلا نكون ضمنه إلا مجرد أشكال متخبطة بأشباهنا بأضدادنا، بالظرف، بالحدث ، بالفعل ….تفاهة الحلم برفع هذه القبة بعيدا عنا ….أرى العالم مزروعا ًبملايين القباب الزجاجية تنبت بشكل شيطاني كما الفطور،والإنسان ؟

مجرد عاجز … مخلوق السكينة المضطرمة بالحنق والحزن والألم والحيرة …لكن !

لا شيء …هي هكذا الأشياء

أشياء اللاشيء .

التساؤلات التي لا تنفك أن تمارس قرعها دوياً عالياً :لماذا ؟

تنبثق متوحدة بشكل نواة تدور حولها نترونات الأجوبة السلبية بشكل عابث …

التوازن سيبقى كامنا 

نواة إيجابية لتساؤلات مشروعة …ونترونات سالبة محلقة أبداً لأجوبة لا يمكن الحصول عليها .

ونعود للتساؤل …وهو كلمة لماذا ؟…ونعود للاجدوى…

فالكلمة ستبقى مجرد كلمة

القرارات هي تجاوز لعالم الكلمة .. وإذ نستصرخ الشعوب بأن تفكر وتتساءل وتطرح أحلامها وآمالها فلن نجد من كل هذا سوى كلمات محلقة في طوباوية الإفتراض ..حتى الثورات الهشة أو العشوائية الهمجية …كل هذه الأمور حركت بدافع من كلمات وخطابات ولكن ؟

ساد الحدث المحبوك ماقبل الكلمة .

مع الوقت سيسود إقرارالتفاهة   العجز هو الذي سيمنح الأشياء مسمياتها …

اللاجدوى …العبثية

لن يبقى من دور لأي من الأمور التي اعتدنا جماليتها وتقديرها

ستتلاشى مع الزمن .

الآداب الفنون الفلسفة والكثير من العلوم الإنسانية النظرية لن تبقى بالقيمة السابقة ذاتها .

العالم يندحر بغبائه وكأنه يتجرع سمه ببطء شديد .

زمن عودة قابيل مستنسخاً بالملايين ..

لم يفكر قابيل …لم يشده جمال  فكرة أو سحر كلمة أو ومضة روح …

كان الطمع وحب التملك والاستئثار …الهوجائية حاضرة الآن برعونة في زمن التشفي والحقد ونصب الأعلام بالأراضي كمكتسبات تغرس في قلب الإنسانية …لم يعد يهم دمار أو هلاك أو حتى تلاشي عالم كامل .

وأتساءل الآن لماذا أكتب ؟

فعلا لماذا أكتب ؟ بزمن التفاهة والوحشية واللاجدوى …

كما وقطرات مطر تهطل على شق ضيق  بصخرة…لن تتبخر ..لن تعود بحياة جديدة فقط من الوجود إلى  عبثية العدم  .خاسر أنت أيها الإنسان ماض في العدم إلى العدم كأنك لا شيء ولم ولن تكون أي شيء .

الحزن صامت يكون أنبل .

فالكلمة …باتت هراء .

إشكالية التعليم  …والتوجه السليم لتأهيل الناشئة .

في ظل المسميات التي كانت بكل أسف ولسنين طوال هي السائدة في دولة تستوطنها السذاجة في استيعاب المتطلبات الحقيقية للتهيئة للواقع الفعلي الذي من المفترض أن نكون على قدر من الكفاءة للمضي فيه  ،كان الكثير من المواد التي تفرض على طلابنا أكثر بكثير من حاجة الطالب فعليا لها .

ناهيك عن أن كل مادة لها عدة كتب ما هي إلا حشو فارغ وعبء  ثقيل ينوء به عقل الطلبة …لا توجد أي دولة بالعالم أجمع  تفرض فيها هذه كل هذه المواد التي بعض منها الغاية …تمجيد وتأليه وتنويه وتقديس ما بات العقل الواعي يرفضه تماما ً .

ليس بغسيل العقول تبنى الأمم ..ويبنى جيل متبصر متفكر …ليس هكذا مطلقا ً .

أن لا يكون لإنسان ببداية تنشأته القدرة على التفكير والبحث فهذا شيء مريع إن لم تترك الفرصة الزمنية الوافية لهذا الجيل( الواعد ) لأن يتزود بالمعرفة بفهم  كاف ..

التكوين النفسي والفكري يبدأ مع الإنسان من  مرحلة الطفولة ويزداد ترسيخا بمرحلة المراهقة واليفاعة وهنا تكمن الخطورة إن كان التوجه غير سليم .

التلقين بحد ذاته فيه إساءة للعقل البشري  لسنا نبغي ببغاءات تردد المعلومة المضغوطة قسراً دون فهمها …الزمن المتاح مع الكم المعقول هو ما يترك مجالاً لاستيعاب مع يقدم للطالب وبالتالي يتيح له الفرصة لإدراك ذاته من خلال هذا ومعرفة ميوله تجاه تلك المواد …بعيداً عن القسر والفرض .

حين يكون التفكير ملغى ويحاذر من الإقتراب منه كنوع من التابو ..نعلم أننا نسير في تدمير نواة المجتمع والدولة ألا وهي الفرد الذي هو بالأساس قبل أن يكون عنصراً أو فرداً ، هو إنسان قبل كل شيء .

مراعاة قدرة هذا المخلوق تستدعي بالدرجة الأولى احترام عقله وقدرته وكرامته في فتح باب الإختيار أمامه .

المفروض هو المكروه دائما …والمعروض مع فرص الإختيار يكون له قابلية التهافت برغبة صادقة .

تقبل المعرفة من خلال الرغبة فيها والإستزادة منها هي الحافز الأولى للنجاح وبالتالي للعطاء .

كفانا أن ننوء بمالم يعد لنا طاقة به للتحمل ..

لنهيئ أبناءنا بوعي ليكونوا كفوئين بما يخدمون به الوطن ويكون الشخص المناسب في المكان المناسب لا كما كانت وكما هي عليه الأمور الآن .

-يجب تخفيف المناهج الدراسية المضغوطة

-‏يجب أيضا أن يتاح للطالب اختيار المواد التي يرغب بدراستها كما في الدول الأخرى

-‏_ يجب أن تلغى المواد التي لا تخدم العصر الحالي في مجالات العمل 

-‏_ تخصيص معاهد  بديلة   كي لا يكون المنهاج حصرا على الأدبي والعلمي .

-‏تخصيص ساعات توجيهية وتنويرية في المدارس يشرح بها الإمكانيات المتاحة من الدراسات وشرح مجالات العمل التي يسمح للطالب فيما بعد أن ينخرط بها كعمل

-‏ تعريف الطلبة على قدراتهم الذهنية والنفسية واستعداداتهم لتقبل منهاج دون آخر .

-‏ تخصيص موجهين تربويين نفسيين  يكون لديهم المقدرة على البحث في مقدرات الطالب ومساعدته من خلال التقييم النفسي على فهم مجالاته الإبداعية والمجالات التي يكون قادرا ً فيها على العطاء .

-‏الإهتمام الفعلي بمواد جرى تهميشها بشكل سيء كمادتي  الرياضة والرسم

-‏حذف مواد قد فرضت بلا سبب منطقي ومعروفة تماما هذه المواد

-‏الإشراف الحقيقي لا الخلبي على الصيغة النحوية التي تصاغ بها كتب المقررات إذ أن الكثير منها مكتوب بشكل استعراضي لغوي غير سليم يصعب على الطالب فهمه .وتسهيل الأسلوب المتبع في الكتابة .

-‏_ الإشراف الدوري لمفتشين تربويين على المدارس والمعاهد وإنشاء مكاتب خاصة بكل مكان تعليمي لعرض مشاكل الطلبة .

-‏إعادة علاقة الإحترام بين الطالب والأستاذ من خلال احترام رأي الآخر .

-‏ التعاقد مع جهات طبية تابعة لوزارة التربية والتعليم للعناية بشؤون الطلبة الصحية .

-‏_ الإهتمام الجاد بموضوع مجلس أولياء الأمور .

-‏_ إنشاء  صندوق تعاون طوعي لا إلزامي له سريته في كل مركز تربوي تحت إشراف لجنة خاصة ويخضع لرقابة تفتيش دورية الغاية منه مساعدة الطلاب المحتاجين إلى مساعدة .

-‏تأهيل المدارس بأجهزة الكمبيوتر

والمكتبات .

ليس لأن …

ليس لأن العالم بات مجرد اختزال لحقيقة مفادها …أن الوجود ما هو سوى العدم …

ليس لأن الكون بات أضيق من الإحتواء…وأن القلق هو حد مقصلة عملاقة قادرة على أن تمارس سادية حزها على عنق الروح …ليس لأن الروح باتت أكثر من ملموسة وخرجت من نطاق المجرد بعويل ….ليس لكل هذا …لكن لأن الحرف بات شوكا يخز العين إن يُقرأ …ويدور ويدور كحصاة تجرفها ريح عاصفة.   ….صعب أن تستقر ……بل بات كثوب يطفو على سطح ماء وصاحبه يغرق ويغرق ….لا شيء قادر على أن يزيل هذا الإختناق …لا شيء…

في الفزع صعب أن تقهقه …

صعب أن تدمج صورة مع صوت مغاير …

صعب أن تحاول شم برعم نبتة في قاع بحر …بعض الأشياء مختومة بقرار صدورها أن ….لا

  بلاءات …تمتد كسوار مكسور ومسنن على أطراف الأفق …صعب أن تجد منها منفذا كبوابة …لتنسل منها إلى ما وراء هذا العدم …

كم غريب أن يكون للعدم شكل قوام عجيب يعيد من جديد إلى لحظة العمى الأولى ….

أن تشعر بثقل العدمية …

تستغرب …لكنك تفهم أن لمعنى كلمة كفى …لايمكن لأي قاموس أن يفسره فعلا …كما ينبغي …كما أنت تشعر بها .

الطاقة …القدرة …لكل شيء نسبيته …

بعض النسبية …يكون بغير حسبان …لا تستطيع أن تقارن أن تقيس …أن تزن …أن تفسر …أن تحدد …أن وأن ..وأن …

ليس مهما إن كان بركان كيلاويا أو إتنا …ليس مهما أن تعلم أيها الأقدر …هو فقط هذا الكمون الذي لم يعد بالإمكان ضبطه أكثر …

وإن تمتلك ….الفراغ

فهذا يعني الكثير …أن تشكل ..أو تخلق ..أ

و تغرس في مساحات الروح ما شاء لك من وهم أو ربما حتى شبكة من خطوط المدى  !

هل جال ببالك أن لا شيء أسهل من المستحيل ؟ 

ستجد ما أقوله هراء ….ربما …لكن المستحيل ..هو بالتالي أرض الممكنات …حيث تغرس بها أعمدة من خلقك في أرض السراب …وكم هو مجاني …ومؤلم هذا السراب …لكن بإمكانك أن تكون له المالك دون منازع … كل حر في سرابه …أرض الممكنات المقهقهة أبدا بصدى أصواتنا ….نعم ….هنالك …

حيث للأماني موسيقاها في ساحات الإنتظار …..المعتمة إلا من نور روح ….تترجى …لا أكثر ….

غيث ؟  مطر ؟  غمام ؟  ….نحتاج أولا ذاك البخار ….

لا بخار …..لا بخار ….

فقط ….لقطات ضبابية مشوشة … مشوشة …

إنما….يسودها الجفاف …

وليتني أعلم كيف للجفاف أن يسود قاع بحيرات قد …سبق تاهت بها طحالب تمسكت طويلا ….بأطراف خيوط حلم ….حتى ….التلف .

موعد   مع   الذات ..

وقد يحدث أن تختار لنفسك موعدا مع ذاتك …نعم مع ذاتك تحديدا …ربما محاولة منك لفهمها أكثر بعيدا عن تناسيها …ربما لمحاسبتها …أو حتى لتستوضح منها عن خارطة الطريق الذي تنشده …أو ربما لتطمئن إن كانت قد ألقت بنظرة إلى بوصلتها …ربما لتشير إليها أن رأس السهم يختلف في مدلوله عن عقبه ……ربما لتعيد على مسامعها مامعنى أن تكون يساريا او يمينيا …ما معنى أن تكون متشددا أو متطرفا أو العكس  متسيبا أو زئبقيا …

متفلسفا متفذلكا جدليا بروغماتيا ….والأصعب من كل هذا …أن تكون نفسك ….

ستراوغك ذاتك باحثة عن خلاص …من خلاصها . ..

ستراوغك بمكر ودهاء …متهربة ….لتهرب

ستراوغك متحججة بالزمن …بالإنهاك …بالمحاصرة …بكل ما من شأنه أن يدعها بعيدة عن …نفسها …

ذات ونفس ….أنت وأنت …وهروب دائم عكس خط المدى .. وتناس أحمق بأننا وكيفما استدرنا بعيدا عنه فلنا البعد ذاته ومهما كان ممتدا ….فهو يحيط بنا …إهليليجيا بخط افتراضي بعالمنا اللامرئي …فلا هرووووب

سترمي بذاتك بقلب ذاتك ….تدفنها ….صمتا ….

كما أفعل الآن رامية أمامي بمكعب من سكر …كتبت على وجه كل مربع منه  حرف( ص)    لعبتي مع الحقيقة وصراحتي مع الوهم  ( صمت)  ( صراخ ) والبداية بحرف واحد ….حرف مبتور ….لمعنى لن يكتمل ..إن لم أشاء له الإكتمال    ….

صه ٍ…..خلفها … صمت ….أمر بالصمت

نتناسى أن (صهٍ ) احيانا توجه حتى لمن لا صوت له ….

أعود ….إلى الذات … أستأذنها أن تذكر ….إن كنت قد سبق لي وأن اسمعتها تلك ال    ( صه )   

أعلم أن الكلمة قديمة ….قدم ثغاءاتنا ومأمأاتنا السابقة …وأنها كانت السباقة دائما في ساحة الصمت ..

لكن ؟ ؟  ! ….مازال علي سؤالها …سؤال هذه الذات ….عن صه   هذه ….إن كان قد سبق لها الإحتكاك بها ….

ربما لن تفهمني ….ستتهرب حينها من الإجابة ….فأرمي لها بقطعة السكر ….مكعب حروف الصاد ….اغمز لها بعيني …ماذا ؟  أي سطح مربع من هذا المكعب ستختار ….أي …سطح لأي ….ص    صاد ؟

كل سطح يحمل الحرف ذاته   للصمت وللصراخ …

ستتهرب …أو ستختار …ما عاد مهما …فالحال كالآت

كما في الرياضيات …قد يقلب الموجب إلى سالب في جداء الموجب بالسالب ..

حزينة أنت ….أيتها الذات إن كنت قد أدركتها …..

سأفهم صراخك في صمتك أو ربما أفهم صمتك بصراخك …

مادامت الأمور سيان .

المهم ….فاتني موعدي مع ذاتي ….ومكعب السكر قد بلله المطر ..على طاولة منسية محاطة بكراسي الإنتظار .

حين يكون الموعد على سطح كرة ….صعب أن لا تنزلق

الكرة شكل من أشكال الدائرة …الدائرة قد تحتويك …قد تدور بفلكها بها …أو ربما هي ما تدور بك ……لأحدنا محيط دائرة ولثانينا أن يكون تلك النقطة بها …في زمن الإعصار …تتوه المعالم …سيكون كل شيء سيان …إن تفهمني …مابين النقطة والدائرة سيكون التماهي ما بين احتواء وانضواء ..تائهة أنا بينهما صدقني ….هو زمن التعرية والإكتشافات …أن تجرد نقطة …كما وأنت تسكب قطرة وبعدها قطرات …الإحتواء يصبح امتصاصا لا مجرد ارتشاف إلى ذاك الحد الذي تختفي به الحصاة في دوامة ….وتصبح جزءا من قاع …ممتلكة أبدا بتلك اللحظة مترسبة مترسخة …ربما …فكما قد تقولها ….لا يقين …

لكن العودة إلى السطح باتت مستحيلة منذ أصبح الإنتماء شكل التماهي في الحقيقة …ماكان خفيفا يطفو …أو هشا تأخذه الريح بطريقها يصبح له الآن شكلا آخر ….شكل الغوص ….الغوص إلى الأبعد …

 ما بين الكرة والدائرة كان الإشكال ….وأخترت أن أفهم …

 ‏معنى سطح الكرة ومعنى الدائرة .. بعيدا كنت أو قريبا على ذاك السطح أو على حواف أو داخل تلك الدائرة ….لن يتم المعنى  اكتمالا بدونك .. لن يتم .

 ‏ومازال للتساؤل بقية من شغف الإكتشاف …

في اكتمال الرشد …يحضر الحب …ليذهب به بعيدا

في العشق …يتوه  الرشد

الصحيح …بضده …اكتمال …وما أجمله من ضد

في علوم الرياضيات …الناقص في الناقص  …يساوي زائد .

وهنا …في فلسفة الحياة

في الضياع ….ربح …هو كسب لذاتنا …بصورة ما .

هذا يخضع لقانون النسبية ..ما هو صح للبعض

خطأ بالنسبة للآخرين .

وتبقى ..مجرد فلسفة …

حب …عقل ..وجود او لا وجود …

كل …حسب قناعته .

للنقاش

ميدوسا الرعب في قرن الواحد

  والعشرون

 غاضبون مما آلت إليه الأمور ..نعم

حانقون على الحكام والسياسيين ورجالات دولنا ..نعم

مشمئزون من علاقات باتت مهترئة بين دولنا …نعم

مخذولون من كل المواقف العربية آنيا …نعم

لكن …بأي صفاقة نتنكر وبجحود مطلق لعروبتنا الآن ؟

هل يعني هذا معهم معهم عليهم عليهم ؟ 

يا من تغنيتم بانتماءكم سابقا إلى أمتكم وتباهيتم بالأندلس وبالشرق يا من تغنيتم بالخط العربي والشعر العربي والكرم العربي والأصالة العربية …..لم الآن؟ تتدافعون بنزع جلودكم عنكم …؟ تتبارون وتتنابزون لإثبات أصولكم المتماهية البعد ..وحسنا وماذا بعد ؟  مهما حاولتم لن تكونوا إلا أبناء أمتكم سواء شئتم أم أبيتم …أنتم كما فتى غاضب من أبيه ويقول أنا ابن جدي أنتم من نشأتم عليه في أوطانكم كان نطقكم بالعربية ودراستكم ومفاهيمكم وعاداتكم وطباعكم وأخلاقكم بل وحتى في ضعفكم وهزلكم وردود أفعالكم لا تنأوا عن أن تكونوا عربا وهذه حقيقة لا ينبغي إغفالها …عودوا لو شئتم إلى تماثيل حضارات بلادنا وتحنطوا بجانبها وقولوا نحن منك وأنت منا فهل من مجيب ؟ هل سينهض الفراعنة والفينيق وغيرهم ويحضنونكم  .

نعم  نحن سكان بلاد الحضارات الرائعة القديمة ، لكن الحقيقة أننا عرب …يشيرون إلينا بأننا عرب …لن نبقى سوى عربا

الغرب مهما منحنا من جنسيات فنحن سنبقى لديه  مواطنين لهم حق المواطنة لكن قطعا يشيرون الينا بكلمة عرب هذه حقيقة لا يجب إغفالها …لن تذوب الأصول والعروق بهذه البساطة للتبجح بها والتوهم …ليس من باب العنصرية لكن من قبيل الحقيقة والحرب وبشاعتها أثبتت وتثبت هذا بكل أسف …فلا يشار إلى الأقليات المواطنة رغم المحبة والأخوة التي تربطنا بهم إلا بنعوتهم المتصلة أساسا ببلادهم التي وفدوا منها .على الأقل من باب التعريف أو الإشارة إليهم وليس بالضرورة بقصد سيء …لكن تكون هذه طريقة التعريف …وهي إن فكرنا بها قد تكون مؤلمة للبعض ومجال اعتزاز للبعض الآخر .

لكن نحن نتحدث عن  خمسة عشر قرن عشنا وتعايشنا وأسسنا حضارة ووجودا لا يمكن إنكاره فلماذا الآن ؟

الجواب سهل ومعروف وبسيط …

لكن ….ما يحاول الناس الآن بغريزة القطيع التي بدأت الآن  بكل أسف بازدياد خطورتها   هو أن يزيدوا  بالفرقة والتناحر دون معرفة نتائج مناداتهم للعودة إلى تلك ( الأصول )

ماذا عن المنطق ..

يوجد ما هو حقيقي وواضح وكائن …

تفضلوا وعودوا إلى الهيروغليفية والفينيقية والمسمارية بلغتها وكتاباتها والحديث بها …

سيكون هذا عسيرا جدا ولا منطقيا وستسود التفرقة والعزلة أكثر فأكثر ..

فعليا ضمن تاريخ الشعوب وحضاراتها توجد مراحل تصبح مفصلية وهامة لارتباطها الفعلي بالمنطق …

السيادة الواقعية للمنطق تكون هي ركيزة الأمان في زمن …العبث والتهالك على السباق  في ممرات الجنون المؤدي قطعا إلى تفتيت العالم لإعادة صهره  من جديد …

((٢))

إشكالية المعرفة عند الفرد

هل ساعدت العزلة السياسية في تحريض الكمون في الذهن العربي ؟ 

ماذا عن الصندقة  كحالة كانت عليها العقول لزمن طويل كجزء من زاوية في فراغ محدود وكتيم …؟   هل كان لهذا الإختناق المتولد عن الحصار والعزل السياسي دافعا للتحرك بحثا عن بصيص من نور يساعد في فتح لو ثقب إبرة ينفذ منها أكسيجين الحياة بتركيبة جديدة ربما   تركيبة هي بمجملها خلاصة لوعي استنبطه الفرد من خلال عزلة فرضت عليه سواء بوطنه على حدود ضيقة وبالحين ذاته خانقة أم سواء كانت ضمن عزلة فرضتها الظروف السياسية فبات من خلالها لا يرى إلا أسوار مرعى وعصا الراعي وربما محيط ذئبوي يحيط بأسوار عزلته …

التسرب الفعلي والممنهج عبر بوابات أقفالها ممهورة بموافقات دولية متعارف على تواطئها …بوابات تفتح أقفالها حين الطلب .. وما أكثر الطلب …كل هذا ..في صمت العزلة .. يبدأ ضجيج التمرد في الظهور …تمرد العقل على لزوجة التغافل والاستكانة التي لطالما كانت رديفا للعماء والتعامي …تبدأ التساؤلات بالتهافت كطرقات على بوابات الإقفال الموصدة قسرا منذ عقود طوال ….تبدأ شرارة الانطلاق برحلة التنور الفكري الذي أثارته ظروف كانت الكفيلة للإنطلاقة الأولى بعد خمود ذهني قسري كان أم اختياري بدافع من العجز .

تبدأ الخطوات الأولى في فتح مجال للبصيرة لمعرفة وفهم مكان الربوص ودراسة كيفية التوجه بعيدا ً عن غوغائية محمومة التدافع لا تكون نتائجها إلا دمارا وخيما يقوض ما كان مازال بقايا من تماسك الثبات .

لنفكر معا كيف تكون الحركة ضمن مكعب مغلق ومرصوص به مجموعة من أفراد ..

ثمة وسيلة واحدة للخروج …وتتطلب الحكمة والتوازن والكثير الكثير من الإرشاد ضمن خطوات مدروسة وسبق الإتفاق عليها وإلا فإن التدافع بذاته سيكون جديرا حتى بسقوط البعض وهلاك البعض الآخر ناهيك عن الخشية من ما هو أخطر من ذلك كله ألا وهو انقلاب ذاك المكعب وتدحرجه مما يتسبب في تلاطم ذاك الكم البشري المتواجد به .ومن هنا نجد أهمية التوازن المسلكي في معرفة اتخاذ منهجا متكاملا في تكوينه الساعي إلى إيجاد الحلول  الجذرية .

وإذ نقول جذرية يحضرنا فكرة الجذر والتجذر والأساس والأسس  ونقطة البداية .

نقطة الأساس الأولى نقطة الإنطلاق في أي فكرة او نظرية أو مشروع نبدأها من نقطة الصفر نقطة نضعها ونمد منها جذورها إلى ما تحت القاعدة لنثبت فيها قاعدة وصلة وصل ما  بينها وبين الجذر والامتداد …هي نقطة بدء وامتداد وتواصل وتشابك …هي النقطة الأساس .

ماهي هذه النقطة ؟  

التساؤل جدير بالاهتمام لأنها نقطة الأساس والأساس في كل الحياة يبدأ مع الحياة ذاتها …

مع   ( الفرد )

الفرد بشمولية أبعاده الإنسانية من حقوق وواجبات ضمن تشكيلة لصياغة مدروسة مستوفية لشروط النجاح للمتابعة ..

نبدأ أولا بالفرد …كنقطة انطلاق …كحجر أساس من الممكن القول أنه التشكيل الأول لهرم الحياة

ونتساءل عن الشكل الهرمي ؟ ليكن هذا

الفارق ما بين الرأس والقاع هو الامتداد الواصل ما بينهما …هو ذاك المحور القائم على استقامة التماسك إن لم يكن له الاستقامة المرجوة يختل التوازن والشكل والقوام …                 

إن كان خوفك أكبر من حلمك إفهم …أنك قد أطبقت بجسدك على ظلك …

إفهم بأنه ماعاد يحق لك أن تطالب ..بحرف أو بكلمة او بموقف .

إفهم أنك ملغى تماما من قبل ذاتك قبل أن يلغيك الآخرون .

إفهم أنك قد ألقيت بالبوصلة بعيدا وأنت تحسب أن كل الإشارات خاطئة …

واحدة منها …صحيحة …واحدة منها على الأقل صحيحة …ليست تابعة او خاضعة لقانون الجاذبية أو لقانون السحق …سحق الآخر … فما هو بقانونها …إن هي …إشارة …مجرد إشارة …تعلم أنك تنتظرها …لأنك تبحث عن الطريق … قد تكون الإشارة وقد تكون الطريق ….

تنتظرك …هناك حيث تعلم أنت اين تجدها ..

لا تتلكأ …..

خطوط بيانية…. تشابك…. اهتزاز… سكون…. امتداد…

في تخطيط القلب… أو لتصوير الموجات الكهرطيسية في الدماغ… أو…. لتحديد… الصوت…. أو حتى إن شئت…. ضمن سلم موسيقي….

كل هذا يسطر شيئا على صفحة ما لينفي العدم

المهم أنه يجب أن يبتدئ من نقطة ما

نقطة انطلاق تؤكد الوجود…لتنفي العدم

لنا أن نشبه هذا كنقطة تبدأ مع…. الصمت بدءا من بدء…

قد تتحول إلى همهمة… فصوت… فهمس…. ربما صوت…. تنتقل إلى أنفاس…. للأنفاس صوتها أيضا…. إن تسارعت… لخوف أو حماس… أو اضطراب أو وجل….. المهم…. هو هذا الإعلان الحقيقي عن الكينونة…. كوجود… كموقف… كفهم للحياة…. كصوت للبصمة

هو تلك البصمة الناطقة التي تؤكد أنك موجود فعلا…. لا ككتلة وحيز فيزيولوجي فقط في مدار كوني….

بل كإنسان….. نعم كإنسان

…. أما آن لنا أن….. نفهم…. معنى أن يكون الإنسان….. صوتا… فكرا…. ضميرا…. وعيا…. وموقفا. ؟

مضحكة هي الحياة… شغبة

تلاعبنا بالخطوط

تخفيها بدء وجودنا… نتعثر

تغرسها بجلدنا ومسامنا مع الزمن… خطوطا طويلة… كأنها تشير لنا… أن ها هنا… هكذا…

هاك هو المسير.. تذكرنا… هي إشارات للمرور

إشارات للعبور.. أو ؟!…. الوقوف ربما

شاراتها… عبر المرايا… لنا فقط أن نعلم… متى؟

كيف؟ لم؟ وأين؟

عابثة… شغبة.. هي الحياة… شيفرتها نجدها

مغروسة… مخطوطة… على جلدنا

على عمرنا… فقط…. ما يبقى هو أن… نفسر

حائرا تكون ما بين الصدى والسراب

شتان ما بينهما.. إن تدرك

واقف أنت بنقطة ما… مصلوب على ظلال حيرتك…

هو الزمن يا صديقي…

َأدركْهُ… لتدركَه

أو… إن شئتَ… ليكن العكس أيضا

ربما لو أنك أدركته لأدركته…

دع عنك قهقهتك… وافهمه… هو الزمن.. هو الإدراك.

شتان ما بين ما يترامى إليك من بقايا صوت.. وامتداده… وإن تركته خلفك… قد كان حقيقة هذا الصوت.. حقيقة… فلتدرك… أن الحدث يبقى حقيقة…

وأن السراب… امتداد التمني… لا امتداد الحقيقة.

تساؤلات     

ما ذا عن الخطوط  الأساسية ?

أتكون عادة مرسومة مسبقا ?

نواجه  بمواقف جديدة    , وبالتالي    فسلك طريق محدد  يصبح بداهة لا

مناص عن الأخذ   بها ٠

محاولة  إعطاء  مظهراً  لشيئ  أو إعطاءه  تأثيرا آخراً  إن هي إلا لعبة تستخدم

للضرورات  مع توزيع  لأدوار   يجوز  فيها التبادل ٠

قد تكون أدوارا ثانوية للبعض ولا تلبث أن تصبح   اساسية  تحتل الواجهة

لتصول وتجول بناءا   على أوامر مخرج اللحظة المدروسة سلفا

نوع  من  لعبة أوراق السلة   أو نوع  من الملفات المضبوطة ٠

إرساء  نماذج  لتكون  صورة مبسطة  عن واقع  يجري بسطه  ليمتد  ويصبح

تقبله  بديهياً مع الوقت ٠

توقعات إتصالات  إجتماعات   فأوامر ٠٠٠

وماذا بعد?

تدريبات   معقدة  على صورة لاتخاذ  قرارات  تلي دراسة الحالات  التي

قد تم  التخطيط  لها

دراسة الحالة   تكون عنصرا أساسيا   في  تمثيل الأدوار  والجمهور  في هذا

الواقع ليس مجرد متفرج  وليته كان كذلك إنما هو  بل متلق يعاني ما ينهال

عليه من المصائب

ماذا عن ما يسبق تقبله هذا?

ألا تكون إثارة الدوافع وخلق المواقف  ضمان المشاركة في تقبل أي  قرار?

ألا يكون تشكيل  الإتجاهات بطريقة تشعر الفرد وتوحي اليه بأنها  اتجاهاته

الشخصية التابعة للتحليلات والتقييمات   وبأنها فكرة  ذاتية المنبع ?

في حين إنها  اقحام  برؤوس مغسولة الإرادة !

كل شيئ محدد بدءا من صغريات الأمور وكبرياتها ولا ينقصنا سوى التهليل

أهو تكرار لأمور سابقة    كتاريخ يعيد نفسه ? اجترار   للفشل ?

أم ابتكار لقرارات جديدة  تغيب الكرامة فيها عن الحضور?

هل من السهولة أن ترسم الحدود الفاصلة  ما بين رغبات الآخر ورغباتنا?

ما بين الهيمنة والرضوخ ?

ما بين الهدم او البناء ?

هو تساؤل  عن مدى المسافة  ما بين  الهدم     الترميم    البناء    ٠٠٠

علاقة جدلية لأرقام تتوضع  طبقا   لاولويات الغير  

هنالك دائما الغير 

أما من إمكانية  لأن  نكون  نحن ?

ألا تليق بنا كلمة    نحن  لتكون   وجودا مشرفا   ?

عفوا قد يكون التساؤل ممنوعا من الطرح  

نعود من جديد إلى      الهدم        الترميم       البناء     الهدم   ال.  ال ٠٠٠٠٠٠٠٠

أرقام  قانون معادلتها هو العبث  

قد يسبق الإثنان الرقم  واحد

قد يلي الرقم   واحد    الرقم ثلاثة 

قد  وقد   !!!!!!! وقد   

والمؤسف أن الإنسان   هو الصفر دائما .

ربما… نفهمها اكثر… ما يدعونها الحياة.. إن فهمناها… لوناً

نيجاتيف… الثلج… أسود

وأن تلتقط صورة مواجة الشمس… تحرق بالأسود..

ربما نفهمها أكثر… تلك الحياة… حين نفهم أن الظل لا ينفصل عن أساسه…

حين ندرك أن الظل يستكين تحت صاحبه… فندرك.. أنه يطوى تماما باستكانة غير آبه بالنور أو العتمة…. حين انتهاء دوره…

حين  نفهم معنى هيمنة الكتلة على ظلها بقربها منه… علاقة تؤكدها القتامة القريبة… وتحرر الظل بدرجاته ببعده عنها…

تماما كالحياة… كالعلاقات الإنسا نية…

درجات تتراوح مابين الوجود والعدم…

هيمنة… رضوخ… ظلال… تواري… عدم

تساؤلات     

ما ذا عن الخطوط  الأساسية ?

أتكون عادة مرسومة مسبقا ?

نواجه  بمواقف جديدة    , وبالتالي    فسلك طريق محدد  يصبح بداهة لا

مناص عن الأخذ   بها ٠

محاولة  إعطاء  مظهراً  لشيئ  أو إعطاءه  تأثيرا آخراً  إن هي إلا لعبة تستخدم

للضرورات  مع توزيع  لأدوار   يجوز  فيها التبادل ٠

قد تكون أدوارا ثانوية للبعض ولا تلبث أن تصبح   اساسية  تحتل الواجهة

لتصول وتجول بناءا   على أوامر مخرج اللحظة المدروسة سلفا

نوع  من  لعبة أوراق السلة   أو نوع  من الملفات المضبوطة ٠

إرساء  نماذج  لتكون  صورة مبسطة  عن واقع  يجري بسطه  ليمتد  ويصبح

تقبله  بديهياً مع الوقت ٠

توقعات إتصالات  إجتماعات   فأوامر ٠٠٠

وماذا بعد?

تدريبات   معقدة  على صورة لاتخاذ  قرارات  تلي دراسة الحالات  التي

قد تم  التخطيط  لها

دراسة الحالة   تكون عنصرا أساسيا   في  تمثيل الأدوار  والجمهور  في هذا

الواقع ليس مجرد متفرج  وليته كان كذلك إنما هو  بل متلق يعاني ما ينهال

عليه من المصائب

ماذا عن ما يسبق تقبله هذا?

ألا تكون إثارة الدوافع وخلق المواقف  ضمان المشاركة في تقبل أي  قرار?

ألا يكون تشكيل  الإتجاهات بطريقة تشعر الفرد وتوحي اليه بأنها  اتجاهاته

الشخصية التابعة للتحليلات والتقييمات   وبأنها فكرة  ذاتية المنبع ?

في حين إنها  اقحام  برؤوس مغسولة الإرادة !

كل شيئ محدد بدءا من صغريات الأمور وكبرياتها ولا ينقصنا سوى التهليل

أهو تكرار لأمور سابقة    كتاريخ يعيد نفسه ? اجترار   للفشل ?

أم ابتكار لقرارات جديدة  تغيب الكرامة فيها عن الحضور?

هل من السهولة أن ترسم الحدود الفاصلة  ما بين رغبات الآخر ورغباتنا?

ما بين الهيمنة والرضوخ ?

ما بين الهدم او البناء ?

هو تساؤل  عن مدى المسافة  ما بين  الهدم     الترميم    البناء    ٠٠٠

علاقة جدلية لأرقام تتوضع  طبقا   لاولويات الغير  

هنالك دائما الغير 

أما من إمكانية  لأن  نكون  نحن ?

ألا تليق بنا كلمة    نحن  لتكون   وجودا مشرفا   ?

عفوا قد يكون التساؤل ممنوعا من الطرح  

نعود من جديد إلى      الهدم        الترميم       البناء     الهدم   ال.  ال ٠٠٠٠٠٠٠٠

أرقام  قانون معادلتها هو العبث  

قد يسبق الإثنان الرقم  واحد

قد يلي الرقم   واحد    الرقم ثلاثة 

قد  وقد   !!!!!!! وقد   

والمؤسف أن الإنسان   هو الصفر دائما .

أسباب الأزمة   العربية

هل يحق لنا البحث في تجديد النهضة  قبل دراسةأسباب الأزمة?

أليس الإرتباط وثيقا  ما بين  الأزمة  وبين   اندحار النهضة  ?

ألا يحق لنا طرح أسئلة  جوهرية  عن وقائع وأسباب أزمتنا  ?

ماذا عن الإجابات ? ألا نحتاج إلى  اجتهادات   جريئة للكشف عن الحقائق? 

ماذا  عن زمن   التراجع  المشهود على كافة  الاصعدة ?

هل حصل هذا فجاة أم كان  له من الخطوات والدلائل ما كان يشير إلى  قرب حصوله كنتيجة حتمية     لما آلت اليه

الأمور في الآونة الاخيرة ?

من كان المسبب ? ومن كان المسؤول?  ??????

ماذا عن استجابة لتلافي ما يمكن تلافيه?

أليس علينا اختراق أسباب الأزمة  للتوصل إلى إجابات شافية  ?

ألم يكن في الإستسلام للتمتع بالثروات النفطية  دون العمل على. تدعيم البنية التحتية للفكر  النهضوي التحرري

من أسباب ما آل اليه مجتمعنا ووطننا?

أما كان في مقدور  الاقطار المستفيدة من الينابيع النفطية  ان تعزز   وجودها    بصورة أكثر شرقية وعربية    وتدعم

الوزن اللوجيستي للدول الشقيقة   كوحدة قائمة بحد ذاتها تجاه مطامع  غرب  ينهش    ويقضي على ما تبقى من

عروبتها المستباحة ?

هو عصر الصناعة  والتكنولوجيا   مع ارتباط وثيق بمجريات   التغييرات الهيكلية   البنيوية الثقافية فماذا قدمت    الدول

العربية لهذا العصر لتثبت ذاتها كقوة    فاعلة بعيدا عن صورة هشة متداعية لما كان من أمرها في الأماد البعيدة ?

لم فشلت   رغم امكانياتها المادية القادرة على فتح آفاق التقدم فيمانجحت  مثيلاتها   من الامم الشرقية?

ألم يكن النهوض هدفا? أم كانت الثروات وحدها هي الهدف ?

لا نتحدث هنا عن نهضة عمرانية ,عن شركات او مجمعات او مولات منفذة عن طريق شركات غربية وعائداتها للغرب حصرا

لا نتكلم عن الهيكلية دون الاهتمام بالجوهر ٠

ولا عن اسواق استيراد أغرقت البلاد ببضائع دخيلة بعيدا عن الاستفادة مما تصنعه الدول العربية الاخرى

حدث ولا حرج عن الإستفادة الحصرية لأشخاص وليس لشعب

هي الفجوة إذا مابين    مركزية المال وما بين الاطراف الداعمة    أو المدعومة  ٠

ما بين الأصول والفروع كوننا  لا زلنا نعتبر  أمة واحدة     ٠ وأي امة!!! ٠

أو   لعل هذا ما كنا نعتقده على الأقل ٠

ألم تصبح العلاقة أكثر من شائكة ما بين النفط والنهضة ?

كأننا أخذنا بالغرق أكثر ٠ لم نجد إلا صورة هزيلة  وبراقة من الخارج  لما يعتقد أنه تطور  في حين انه   انسحاب

تكتيكي  ومدروس   شبه كامل من مفهوم العروبة     مع تشويه متعمد للفكر الاسلامي ٠

كيف لنا أن نتعامل مع الأزمة  بشكل صحيح ?

ماذا عن تهيئة الفكر  السليم دون لصق الغشاوة  المؤذية ? دون فرض   الهيمنة أو  تهويلات القمع ? 

ماذا عن تشكيل الفرد ومن ثم الجماعة   فالمجتمع ?

كيف لنا ان نصوغ بنية فكرية خلاقةاجتماعية  إن كان أفرادها يأبون بل ويأنفون  من رؤية الكلمة   أو من شكل الحوار ?

لا بل يتهربون إلى عوالم افتراضية تهربا من واقع بائس  ليغرقوا أكثر فأكثر في أوهام تبعدهم عن مجتمعهم

أيكون للشرقي هاجس التطور ووعي المعرفة ?

لا نستطيع امتلاك الحقائق كاملة   هذا أمر مفروغ منه إلا أننا على الأقل   نعلم باستجرارنا الى الهاوية ٠

ليس لنا    أن نرجع أسباب  أزمتنا إلى  الخارج   فقط ٠

لم  القاء التبعة على الآخر   فقط   انطلاقا  من مبدأ  تبرئة الذات   ?

ما دام كياننا ضعيفا وهشا   فلا بد من ان  ينتهك ٠

كفانا تعليقا  لأسباب فشلنا   على الآخر ,رغم  استباحته لنا ما دمنا  نحن من نسلمه ذمام  امورنا     عبر تهتكنا الفكري

والأخلاقي ٠

لست أقول بجلدنا لذاتنا   بالإدانة المطلقة    ,  لا بل كلنا شريك في تقويض عروبتنا وحضاراتنا

فلننهج نهج الفكر    الواعي المدرك للثغرات المستهدفة   محاولين تقصي  الحقائق    بمنطق الباحث

عن الحقيقة    والساعي الى  الحل  

الأجيال  القادمة أمانة في أعناقنا  بيدها ادإما وجودنا وإما زوالنا كأمة عربية ٠.

ما بين     ما هو متناف    وما هو  عقائدي    تتضارب    فكرتا  العروبة  العلمانية  والإسلام الأصولي

رغم التآصلية التاريخية الثقافية   ما زلنا كيانات  تبحث عن  خصوصيتها

ألا نحتاج الى اعادة   نظر   في أصول مآزقنا العقائدية  بحثا عن استشراق  مستقبلي?

ماذا عن  العرب   ؟أهم  أمة  قومية؟  أم  غير  قومية. ?

أيكون تكوين هذه الامة  عائد الى نسيجها    الإجتماعي رغم الكيانات المنقسمة  مع اهتراءات?

 أم ان ما يشكل   التكوين،    هو  ترسيخ  أفكار   في الوعي الملاصق لفكرة وجود الإسلام  تاريخيا?

هل نحن  أمام  صيرورة    تاريخية  تشكيلتها     الأولى دينية  عقائدية ترتدي  حلة العروبة  ?

أهي   في إشكالية المواجهة  للإنغلاق   القومي تجاه  المشروع  الكوني للعلمانية ?

ألسنا أمام إشكالية مفادها تمركز  التبلور الخاطئ  لفكرة مركزية الدين   في نقطة جغرافية   واحدة  يكون فيها  ما 

 يمكن أن يكون انطلاقا أو تصحيحا  لما آل اليه الاسلام ?

هل يعتبر  قلب  الامة العربية  منطلقا لحرب تصحيحية  وهمية فيها كل همجية البدائية الماضية  ?

أمن هنا كانت انطلاقة بعض الشعوب الإسلامية   الأخرى في تآزرها  المريض لتدعيم  فكرة  وهابية   تبيح  الوحشية

على   حساب الإنسانية ?

تستعمل    في دساتيرها  وقوانينها مصطلحات  عربية    إسلامية   قديمة   توظف على غير وجه حق  ضمن ملابسات     

لغوية تعتمد على اقتناص  الكلمات التي  تساندها فيما يتوافق مع ايديولوجياتها  المريضة    متجاوزة   في  مضمونها

العروبة والدين الحق ٠

مصرة على التمايز والتنافي   من خلال ما تشيع من تفرقة طائفية ٠

الإستقطاب الدولي  لحربه  الملتهبة يصوغ    في ادإرساءه الصراعات  السياسية والإيديولوجية  بين الأنظمة العربية

على مبدا فرق تسد ٠

ما نشاهده الان من تناحرات بين أطراف الدول العربية كفيل بتمزيق ثوب العروبة  وفضح المطامع  وزرع الجدل

والسجال ما بين العروبة والاسلام

 إنه زمن العولمة  والعلمانية  ,ووجود كيان إسلامي بركائز  ذات واقع كياني منقسم  متعدد  المصالح  خاضع لاستراتيجيا

 إقتصادية   تقوم على إرضاء وتنفيذ  مصالح الغرب المنقسم

إلى إشكالية  المواجهة بين الإنغلاق القومي    أو  المشروع الكوني الساعي إلى هيمنة الغرب

حين تحول العروبة إلى  إيديولوجيا عقائدية فقط مما يؤدي الى إفقارها   وتشويهها من خلال   تشويه الدين

والإنتماء التاريخي العربي ٠

مآزقنا العقائدية  هي ثغراتنا التي نغذى من خلالها ٠

الوعي والثقافة  هو ما نحتاجه  لتحرير الفكر وجعله نابضا بالمعرفة من خلال التيارات الثقافية

إلى   ماذا يحتاج المفكر العربي اليوم ?

ألا  يحتاج إلى الإعتراف به  ضمن مجتمعه ?

ألا يحتاج الى الإهتمام    ?      الرعاية?      إلى  جمهور متابع ?

لمن يكتب المفكر?        أيكتب   للمثقفين  ?

  أيكتب  للناس  العاديين  البعيدين   كل البعد عن   الإهتمام  الثقافي  والمعرفي     ?

كيف له   أن  يصل   ويتواصل ?

كيف   له أن  يلامس  ضمير المتلقي  إن  كانت   الفئة التي يريد التوجه    إليها    لا  تتواجد   أساسا     في ساحات    معرفية ؟

مكتوبة   او مقروءة ?

كيف   للصوت   أن يبلغ مداه?

  أن ينتشر    ليسمع   من  تتراقص  في  اذانهم تفاهة    الإدعاءات  الكاذبة    والتهويلات والتهويمات  في  زمن لم     

 تعد فيه  للصحف مكانتها  ،  وأصبح فيه اقتناء الكتاب   حلما لدى  من  يعيش حربا تستنزف منه  جل طاقاته  لتأمين  معيشته .

رؤوسنا  كادت   أن تلامس  أقدامنا  ذلا ومهانة  وهي ترزح  تحت  ثقل  الحياة .

كيف    لهذه  الرؤوس أن ترتفع  لتتأمل  فكرة  أو هدفا     ?

   أيصبح التفكير  بهذا   نوع  من   الترف?

في هذا الزمن لا  نريد للمفكر  أن يتوجه  فقط  الى  فئة   من المثقفين   او خارج اطار مجتمعه  ,  بل نريده  ان يتوجه 

   إلى المجتمع  ككل.

ولكن ماذا عن   آلية وصوله إلى  هذا المجتمع  ?

كيف لنا أن  نزيح قصورا  سائدا  في عقلية  شبيبتنا    التي  نأت عن مجهوداتها   الفكرية   واستمرأت وسائل الترفيه والميديا

بعيدا عن أي جهد  يركز   على  التحفيز  ?

قد   يكون     ما    آل اليه شبيبتنا نوعا من   الهروب  من فجائع  واقع   صبغته  الحروب  بالسواد ٠

ولكن  ألم  تكن هذه  مشكلتنا من قبل  ?

كيف  لما قبل  الحرب    أن يستمر على ما هو عليه بعد الحرب ?

كيف نمنع   إنتاج التخلف  ونستعيض  عنه   بالوعي  والإدراك ?

الوعي الحضاري الذي يرتقي بالمواطن    ٠

   أين يكمن هذا  الدور?

من تكون قادته ؟ ؟

لا يمكن للكره أن يصنع سلاماً

ولا يمكن أن يتوحد ويتحد شعب يتبادل أقذر أنواع الشتائم فيما بين أطرافه المتعارضة..

أي بيئة ستنشئ أجيالاً تعتمد لغتهم على القذف والسباب؟

متى نرتقي إلى حس حسن الإصغاء ومحاولة الفهم؟

الغريب أن السائد حالياً هو إما التناطح الأعمى والتباري بكيل الشتائم وإما القبول الأعمى ببلادة لكل فكرة تنشر والتسارع للترحيب بها دون دراستها أو مناقشتها بعيداً عن التهليل المتسرع والتضامن معها.

ألا يوجد شكل اكثر  منطقية وعقلانية من شكلي التناطح أو المأمأة؟

ليس من المنطق أن يكون المجتمع إمعياً بالفطرة.. هذا شيء لا يمكن القبول به لكن على الأقل ترك المجال للتروي والتفكر بتمعن بعيداً عن همجية الحوار والجدل..

ربما يجب الإهتمام بدور الاسرة في التوجيه السليم بإرساء أسس الإحترام وتشذيب الشخصية الفردية بدءاً من الطفولة للتوصل إلى بناء صرح إجتماعي حضاري يقوم على احترام الآخر..

ربما قائل سيدلي بدلوه أن الحرب هي المسؤول الأول… ربما تتابعات الحرب لها شأنها في تفاقم هذه الظاهرة الشنيعة لكن…. في العودة إلى أس المشكلة نجد أن الدور الأكبر يكمن في التكوين التربوي للأسرة وفي السلوكيات الممارسة من قبل التعديات اللفظية المتداولة دون رقابة أو ضبط… بشكل يجنح به المتكلم للتطاول على الفرد أو الدين بأقذر النعوت المسيئة التي يندى لها الجبين.. هذا أمر يعود بالأساس إلى نشأة الفرد… حين يكون دور الوالدين بتأكيد دور الإحترام للدين والإنسان والذات الإلهية بشكل يحرص، فيه الفرد على اختيار الألفاظ المناسبة في حديثه وبحيث يكون استخدام الكلمات النابية نوعاً من التابو الذي لا يجرؤ على اختراقه لارتباطه وجدانياً بفكرة احترام الذات أولاً أو التقليل من شأنها ثانياً.

وهذا الرادع المسلكي إنما هو الدور الأول للأم والأبوين إجمالاً…. احترام المفردة اللغوية في كيفية  تعاطينا لها إنما هو أساس الرقي الأسري ومن ثم المجتمعي وهو الضمان المبدأي لقيام حوار راق بين أي من الأطراف المتنازعة وهذا مم لا شك فيه يساعد في تخفيف حدة الإنفعالات  الحادةالمؤدية أغلب الأحيان إلى شجارات وانفعالات تكون الأساس المحرك للنزاعات الدينية أو الطائفية أو السياسية.

بكل أسف لطالما صدمت من ردود الأفعال لأي منشور سياسي أو فكري أقرأه ومن خلال زمر من الناس المفترض أنهم ابناء شعب واحد وحتى إن لم يكن فعلى الأقل هؤلاء اشخاص قادرون على القراءة مما يعني تزودهم بالعلم او الثقافة سابقاً… ولكن….!! بعيدا ً عن الإلمام بأبسط حقوق الإحترام الإنساني.

هذا دور الأسرة… دور الأم…. ودور ما يسمى بوزارة التربية والتعليم

ربما…. إيجاد مادة توجيهية تدرس بها حقوق الإنسان.. حق الفرد ذاته… وحق الآخر عليه.

ضمن مناخ صادق يؤمن به الإنسان بالحق والعدل…. بشكل تطبيقي فعلاً.

لنؤمن بالشيء…. علينا الإيمان بوجوده.

شعوب تشوه ذاتها

لم أجد شعباً  ماهراً في تشويه ماضيه ودينه وحضارته إلا كما نحن  .. نتسابق على إضافة القذارات بصفاقة بلهاء …كمن يشير إلى ثوب معلق على حبال الزمن وقد أتلف نسيجه فبتنا نصرخ مشيرين إليه بأنه قذر ..نوجه الأنظار بعنف ونحن نكيل ونهوي عليه بحفنات غضب من طين ونردد قذر …قذر …قذر .

نحن من نصوغ قذارة أجدنا تركيبها من عناصر من مختبرات غذينا بموادها .وتركنا لإضافات نقدمها طوعاً لتزيد من دمارنا . ..

 وبكل غباء نستل من بيوتنا سكاكين نشحذها بأنفسنا لنسلمها علنا للصوص دخلوا خلسة ….ربما كانوا خائفين . ..لكننا مع هذا أمسكنا بأيديهم وأنرنا لهم مداخل بيوتنا وأسرارنا …

مصممون  على أن نتجرد من كل ما نملك … من عز وكرامة راضون بأن نبكي مقابل ضحكهم

راضون بأن ُنسلب …مقابل كسبهم

نبحث لهم بأيدينا عن لصاقات لأعيننا وكمامات لأفواهنا … نسلمها لهم …. بأيدينا ….لنساعدهم

نتبجح بغباءنا ….نسلمهم كل شيء …  ونغادر

كجوقة لعميان قانونهم بلاهة ودستورهم جنون

صعاليك هذا الزمن ….نجيد حرق أيدينا ….ونحن نرمي مشاعل من ورق ….على بيوت أهلنا ..نرصف الطريق بالنار … لنحرق تلك الجسور …..وتصبح هويتنا

اللانتماء …. اللاإنتماء ….

هكذا …ببساطة …..سياسة التنصل ….أفادتهم

سياسة التنصل ….    ستلغينا ..

لم نفهمها بعد ….وما زالت أيدينا منهمكة في إشعال المزيد من الأوراق ….حارقين بها كل شيء … لنهوي بها (علينا ).

ونحترق ..

فقط تذكروا …..حين احتساءهم لخمرة نخب انتصاراتهم

سنكون حينها ….بعيدا عن دائرة وجودهم … بل تماما …عند أطراف ماسلمناهم إياه …..بحماقاتنا ….نتجرع حسرتنا على ما دمرناه ….ربما حينها ….(قد ) ….نتأمل أصابعنا بحثاً فيهاعن بصمات لنا ….قد أحرقناها ….ونحن نشعل بماضينا وعزتنا ….وكرامتنا .

يا لرأسك… يا لرأسك

أي رسالة قد حمل…

توسطه أنف ليشم رائحة الخديعة

ولسان واحد.. لينطق بالحق

وأذنان…. لتسمع من كلي الطرفين

وعينان… إن تغفل إحداهما تبصر بالأخرى

ورأس تحركه يمنة ويسرة لتحيط بما يجري حولك

لتحنيه بانتكاسة إن ضعفت… وتشمخ بجبينك عاليا إن كنت للحق   قد    أحققت..

وعقل… هو الجامع لكل ما ذكرت….

لا تسمع لطرف واحد

ولا تنظر بعين واحدة

ليس بالضرورة إن كان أحد الطرفين ظالما أن يكون الآخر بريئا.

هو العقل  جامع    لما تبعثر…

وسابر لما بالكتمان قد تكور…

الصقيع   كالحريق    لاسع… لاسع.

نضال سواس

وجدت في الماضي السحيق جماعات إنسانية     ليس لها فلسفات

ولاعلوم   ولافنون ولكن   لم  توجد  قط جماعة  إنسانية     ليست لها   

عقيدة تؤمن بها وتدين      (  هنري برغسون)

الدور الاكبرفي حياة الإنسان    يلعبه الدين او  المعتقد. ٠نشأت العقيدة مع نشوء الإنسان

مشكلة ً حياة  الفرد   وسلوكه.

لطالما إرتبطت فكرة     الدين  أزليا   بالخلق     والوجود    كونها  حالة غريزية مشتركةلكل

  أنواع  الجنس البشري متحضراً كان  أم بدائيا٠

بحث البشر لما وراء الطبيعة   لا يتراجع   او يضمحل , هو توق للمعرفة

وحاجة للإيمان بما يكون حامياً وموجهاً له ٠

قد يمحى  كل شيئ في حياتنا     ونمر بانتكاسات  وخسارات   وتبقى

الصلة مع الخالق    بإختلاف حضارا تنا    وأساليب  عيشنا   هي الصلة  الراسخة والأزلية.

ا التوجه للاعلى   في حالة العجز    هو   إيمان  

بالمطلق٠تذهب  بنا  الحياة بكل    ماديتها   نخسر   كل شيئ ويبقى    

الرابط مع     المجهول الأسمى رابطاً  غريباً لا نقوى    عن الإنسلاخ عنه.

الإحساس  بربوبية   الخالق ووجوده     أمر مشترك  لكل البشر وهو

الأساس بغض  النظر  عن الوسائط    المنهجية   للتلاحم   عبرعقائد  دينية مفسرة بالأديان.

الوجودية عند سارتر     وإعلان نيتشه عن موت الإله واكتشاف الشيفرة الوراثية، تحكم العلم

      بالمورثات     الجينية    والدخول

بمضمارالاستنساخ  كل هذا لم يلغ إشكالية الدين ٠

حتى الدخول بمهاترات     وجدالات  ترفض   إبقاء  توازن  العالم الأخلاقي مرتبطاً بالدين

 وحده عبر   إيجاد  بديل من   أخلاق وصفية

تحدد سلوك البشرألم يكن في حد ذاته    مدخلا لمرحلة   البحث   عن

حلول  اخلاقيةدون الخضوع     للتعاليم    الدينية  ?

ألم تكن العلمانيةبسيادتها   للنزعات الوضعية     تسعى لإمكانية   التحرر

من العقائد السماوية?

ايكون هذا في إطار التطلع إلى مساواة  فكريةوروحية    تلغي دور 

العنصرية والتعصبية  والطائفية    لجمع العالم بمسار    واحد ? 

ألم يكن في هذا اثارةلدعاة حركات الإحياء الدينية ودعوة  لهم  للتوجه

بغوغائية فيها كل التطرف البعيد عن الدين بمفهومه الجميل ?

ماذاعن العقل  ?

أين هو كنقطة بدء اولى مطلقة ,فيهاالتمييزوالقرار?

صحة ما يوجبه العقل لاتتعارض مع المنطق 

هو حالة كونيةوهو السلطة المرجعية الأولى في مجال المعرفة

الدين يدعمه العقل بتوافق عناصره مع المنطق

الله هو الكمال المطلق فكيق للكمال لن يتنافى مع المنطق? المنطق الذي

هو الحجة  والفاروق بين الحق والباطل٠

هذا العقل الذي وجد ابن حزم انه لا يختلف فيه ذو عقل

كيف لنا ان ناخذ بما يظهر الان على اأنها من المسلمات دون توسط الفكر?ا

ألا نحتاج لإثبات حجة العقول في أمورنا?

إن  كانت إرادة الله من عقولنا هي إثبات وجوده والإيمان به كحالة

إيجابية لماهية هذا الخلق وأسبابه فمن الأولى أن لا يكون هذا الفهم

محصوراًبالفهم فقط  والتسليم  دون أي دور فاعل .

هنا يصبح دور العقل حالة سلبية غير فاعلة محنطة بالجمود

أيعتبرممارسة النظر حالة سلبية وكفر إن استخدم الإنسان هذه الحاسة

لتأدية وظيفتها?

ماذا عن العقل اذا ؟  أليس من الأدعى  لنا ممارسة الفكر من تساؤل 

وتحليل وتركيب واستنباط للوصول الى المفهم والمعرفة ?

ما نسمع به وندري به من أحكام وممارسات معتمدة على نصوص لا

يدعمها واقع من خلال إلتباس في فهمها

تثبت ان العقل ملغى ومكبل،   كيف للعقل ان يدعي إستقلاليته ?

إلام هذا التسليم بالوجوب ؟ ماذا عن التحليل الفكري  ? أيتناقض حقا مع الإيمان؟

إن أخذنامن باب المسلمات ما يدعى به الان ويدعى بصحة نسبية

الأشياء تدحض فتواها  ولا يبقى من الوجوب ما يمكن الاخذ به دائما

على أنه هو الحقيقة ٠

لا يمكن للإنسان إلاأن يفكر وحتى شكوكه دلالة صحية ودعوة للفكر.

تفاعلنا مع الحياة من خلال عقولنا وتساؤلاتنا وطروحاتنا …..  هنا وجودنا.

العقل لا يناقض القرآن ، وبالتالي القرآن لا يمكن أن يناقض العقل ولكن

من خلال الفهم الصحيح

كل ما هو قرآني فهو معقول، وكل ما هو معقول فهو قراني. إذا أدرك بصورته السليمة دون تدخل لتزييف.

(٠٠لا يسأل عما يفعل وهم  يسألون ًً”   )          (الأنباء)

فهل يسأل إلا الواعي???

وعي الانسان عقله

أيها الإنسان ! عليك بعقلك قبل ايمانك     اكتشفه …. صادقه  ، ومارس إيمانك .

عقلك هو حالة قائمة لهاديمومتها  للإستنباط والفهم والتحليل      ٠

إليك عقلك  ….

تجارة   اليأس 

تجارة اليأس هي التجارة  الأكثر ربحا  لتأسيس  مؤسسات

العزلة .

استثمار اليأس لتفريغ الذات ودفعها للهرب بحثا عن أبسط

شروط الحياة .

من خلال الهيمنه  الفكرية  وطرح لمغريات الإستثمار الكائنة

فيما هو أبعد من وجود أبعد ما يكون عن وجود .

طرح ذكي ومدروس يحاكي تطلعات من أصبح المستقبل

لديهم مجرد كلمة قد يجري البحث عنها فيما بعد عبر

القواميس هذا إن وجدت  ولم تكن قد أحرقت مع أحرق

من آمال .

ببساطة أصبحنا ضمن  لعبة التغيير الديموغرافي المحدثة

لخدمة شرائح دون غيرها .

بكل تواضع ، وللسخرية ما عاد بامكاننا سوى التواضع  لما

آلت اليه الامور من وضاعة ،بكل تواضع أعلن لكم عن

نشوء  مجتمع غجر القرن الواحد والعشرين الحديث

نعم نحن وبلا فخر  أمسينا الغجر المحدثين  

غجر اللاحرية !!!!! وهو المضحك لطالما كان الغجر هم أبناء

الحرية .الا نحن  ،غجر  التشظي

غجر التشظي نحن  ، عبثية اللاعبث  ،في الإخلال بالتوازن

الديموغرافي .عبر طرح المغريات  كطعم لتحريك  آلية

تسريع الإنشطارات  المدروسة لمجمل التكوينات السكانية

المتنامية عبر قرون .

من خلال تضارب فكرة القومية العربية  مع الأصولية

اصبحنا  غجر من نوع خاص ، غجر  العجز  ، غجر الكبح

فرز للبشر   مع اقتناصهم لدمنا  إلا انهم قد فرزونا ايضا

ككريات بيضاء عليلة يخشون تماديها كحالة إلتهابية

ربما يعتبروننا جراثيم حتى كالعنقوديات  فيقومون بإجتثاثنا

كمرض.

او ربما  اصبحنا سرطانا يخشون تفشيه .

ماذا ؟!!!

ماذا؟!   أيخشون  إنقسامنا ؟،إنقساماتنا ؟!   أم  توالدنا ؟!

ماذا  يخشون ؟

هل نحن أخطبوط ينفث أحبارا  بمحيطهم  النقي !؟

ماذا نحن ؟ قطعان مواشي  نحصر بمنطقة  آمنه  عاذلة ؟

جزيرة  للجذامى ؟؟

أجذامى  نحن ؟  

إنظرونا  ، إنظرونا  ما تساقطنا بعد  ونحن نتدافع . ما

سقطت  أطرافنا   لسنا بالمجذومين نحن .

ما زلنا نتدافع ونشرأب بأعناقنا بحثا  عن الحرية  .

كفانا هزلكم  ، كفانا  عنان  والاخضر وديمستورا

كفانا رؤساؤكم  ، كفانا ترهاتكم 

إحتجنا فقط ضمائركم  وهي عبثا غير موجودة . ولن أستغرب

فالكثير من أبناء بلادي يتبجحون بها  ،متساءلون عن موتها

وقد كانوا بكل اسف أول الكاذبين والمدعين بوجودها لديهم

هي أزمة ضمير !نعم  ضمير

الضمير ليس تبجح  لمن يهمه الامر .

هو الزمن . يلعبون على استثمار الزمن . هذا الإمتداد

المدروس .

يلعبون على اليأس   ، يلوحون باللجوء  .

يقتنصون الوطن  .

نعم  يقتنصون الوطن  .المناقصة كانت لصالحهم 

رست المناقصة عليهم كان الاستثمار   مربحا

الضمير العالمي لم يصح الا تباكيا على الهولوكوست

قد  نعلن  مع الايام  هولوكوستا  جديدا  بحجم امة

لن نرى حينها من يبكي علينا  من يطالب بعودة أراضينا

من يطالب بأرض  تعود لشعبها الذي غجر فأمسى

شعب  الغجر المحرومي الحرية .

الثالوث الخالد   

ما بين معسكرين شرقي وغربي

إشتراكي ورأسمالي  يكمن رأس الثالوث الابدي             العالم الثالث

هَرم خالف ميزان الكتلة  واستقام على راسه

أين هو من التوازن ?

لا بد له من التأرجح   ٠ مابين  انقسامات  وتعددات للرؤى  

احترنا بكونه الاصل أو الفروع   

بكونه الرافد او المتلقي ٠

مركزية  الشرق أوسطية  في استقطاب  استراتيجي   لماهية حروب ذوات دواع طمعية

ما بين ليبرالية   أوراسمالية     أو اشتراكية , كل لا يربأ عن مد أذرعه الأخطبوطية لامتصاص

   خيرات الشرق٠

أي من نظريات المعرفة الإنسانيةقد يأخذ   دوره من التحولات المستمرة    ?

ماهي المسميات الجديدة  بعدما زال ما زال من  اسس فكرية   ماركسية او اشتراكية ديمقراطية   او من رأسمالية باتت إشكالية العصر فيها؟

هل أفادت المناهج التحليلية في تطبيقاتها  غربا ?

ألم يكن للجدل في طروحات الإفادة  من هذه الأسس   ما استثار مواقفا دولية  للتاكيد على صحة  توجهاتها

وتدعيمها لمراكز القوة فيها? 

أي من النظريات المعرفية  والإتجاهات الأساسية تكون هي الاقوم  لبناء حضارة    إنسانية فاعلة ?

ألم يكن لامتداد الراسمالية المتزايد  سيادة قامت على أثرها   هزيمةالإتحاد السوفييتي?

أما انهارت نظرية سادت نصف العالم تقريبا على مر عقود   وكانت حينها  قوة إقناع  فكرية جبارة  ?

ماذا  عن النازية , الفاشية   و. و.  و. وأخيرا الراسمالية?

ما هو المنتظر?  بل ما هو الآفل?

ما كان منهجا علميا وفلسفة تحول إلى  حركة سياسية  مع هيمنة عقيدية   مستمدة الخصوصية من الماركسية

ومع هذا كانت المفارقة كبيرة  ما بين الوعود بالإستمرار وما بين الافول ٠

ماذا عن الراسمالية الان?

او ماذا عن تكتل المصالح  ما بين محاكاة وتآزر      وما بين معاداة ?

كثير من الدول لا تلبث ان تعبر عن مواقفها   حسب نوازعها التوسعية   , وما يجري من إتفاقات  تحت   الطاولة    

كما هو دارج تسميته الآن ٠

إلا ان الثبات الوحيد إلى الآن و المضحك المبكي   في الآن ذاته , هو ثبات العالم الثالث مابين المطرقة والسندان  ٠

ثبات فيه رضوخ أبدي لا يجوز معه التحرك بعيدا ليترسخ تسمره أكثر  فأكثر ٠

مساكنة غير مشروعة

تربص لاصطياد حالة تلبس ، والحالة هنا؟؟

حالة  زنى لا يجوز ولا يصح القبول بها، إلا أنها غيرت المقاييس وأصبحت ضمن المسموح

أهو مسموح فعلا ؟ أم صدرت فتوى بتقبلها فشرعت وطبقت ؟

والتساؤل هنا عما أتحدث ؟عن أي حالة من الزنى ؟

أليس الزنى  هو حالة من التلاقي اللامشروع ما بين صنوين لا يلتقيان الا بخصوصية تنافي

الشرع الالهي والقوانين الوضعية الخاضعة للمعايير الانسانية المتفق عليها في المجتمعات الإنسانية ؟

ما يجري هنا هو حالة التحام ومساكنة غير مشروعة قطعا

الزنا هنا في تلاحم  الإنسانية مع الإجرام  كيف؟  لا أعلم سوى أن المعادلة فاشلة ومستحيلة

حالة من الإباحية تستضعف فيها الانسانية من قبل الإجرام

حالة هتك لعرض الإنسانيةبإجبارها على قبول المساكنة.

إستباحة وسادية حالة مرضية فيها إثم الجبروت والإستهانة والإذلال

تقسر فيها الإنسانية وعذرا لتكراري الكلمة   بت أستمتع بسماعها  إذ أصبحت قطعا نادرا

بل وربما من المحظورات أعيد بأنها تقسر على مساكنة من يستبيحها

أما السكن فهو ليس بالغريب عن مجتمعاتنا  بيت الطاعة   نعم الطاعة  كم نحن بارعون بها

تصلب إنسانيتنا تعذب تسبى  تجوع   تهان  تستباح    تتلاشى

ضمن مساكنة مفروضة تمارس فيها طقوس الغزل  من قنص وقصف قذائف جرار براميل لا فرق

هناك من يذوي  ثمة من يتلاشى   الإنسان   الخاسر الأكبر  ..    الأنسان .

حالة من الغزل  والدافع هو الاهتمام  !!!

لكل عاشق اسلوبه في الغزل   أم نقول عزل ؟  لا فرق ما دامت النتيجة واحدة    التلاشي .

بيت الطاعة هو بلادنا عزلنا بها نبذنا  نعم نبذنا من كل بلاد الجوار

آثمون نحن نمارس مساكنة غير شرعية ونعاقب في بلاد مهرها بترول وغاز 

فليعلو رنين الاساور 

مكبلون نحن بالعار  بلاد العرب سامحونا ان هوجمنا ،إن سجنا ،أو ذبحنا .

آثمون نحن بهذه المساكنة آاااثمون

ألا ليتكم تلعنون .

 ماذا عن الفكر   ؟    

 ‏((١ ))

 السبات في  زمن اللاثبات .

زمن تغفو فيه قيم وتتغيرقيم  أخرى …عالم المجردات لا يكون مجرد أحرف حاضنة لمعنى …بل هو التفعيل من يضيف للكلمة هويتها .

تفعيل الكلمة  بات من الضروري ضمن تصنيفها في جداول استخداماتها  ومنحها تلك الدلالة عن نوع انتمائها أو انضوائها تحت بنود السلبية أو الإيجابية …ضرورة بات لاغنى عنها في ظل حيادية مراوغة تكمن في اللعب على ناصية  المواقف .

ماذا عن كلمات مرتبطة مثلا في قاموسها الأخلاقي …هل هي ذاتها تلك التي جرى تفسيرها سابقا على مر العصور ؟

لنأخذ مثلا ….سلم الفضائل   ككتاب وكمفهوم مقدس غايته الوصول إلى الله عبر الروح إلى الكمال الروحي عبر التدرج في الفضائل كل قيمة اخلاقية هي فضيلة بحد ذاتها وهي درجة من درجات سلم الفضائل هذا الذي كان فكرة دعا إليها القديس يوحنا السلمي استنادا إلى رؤيا يعقوب …نرى أن هذه الفضائل التي حددها كثلاثين درجة وقد خضعت لمتغيرات زمن قام بإفنادها من حيث   إفتاءات عدلها قانون الإنسان الذاتي انطلاقا من ذاته ليجعل لنسبيتها في كمالها مبررا إلى تغييرها أو تحوير معناها آخذا بذلك مبدأ نيكولو ماكيافيللي المفكر الايطالي في القرن السادس عشر في مبدئه الفلسفي الغاية تبرر الوسيلة نسبة إلى الضرورات تبرر المحظورات مما أودى بكثير من تلك الفضائل إلى صورة تخاف العرف الأخلاقي تماما وتبيح للدكتاتورية ممارسات منافية لكل معاني هذه القيم الأخلاقية من الفضائل …وبمعنى آخر أنه حتى المحظورات وليس الفضائل فقط أصبحت ترتدي لباسا آخر ضمن هذه الممارسات العصرية التي هي امتداد فعلي لعملقة الكيان الأكبر ألا وهو السياسة وقوة السلطة القادرة على التحوير والتعريف والتشويه بحسب متطلبات الواقع الواجب برأيها تسخير كل المعاني لخدمة الهدف من استمراره او دعمه …فيصبح القتل مثلا واجبا دفاعيا والظلم والتعذيب تأديبا والإقسار طاعة واجبة والتجويع  ضبط ميزان الحكومة اقتصاديا …تحدثنا هنا عن تخلخل قيم المعاني نسبة فقط إلى دين معين عبر العصور ونلتفت الآن أمام الفكرة ذاتها لنجد أنها بالطريقة ذاتها سيست ودينت ونسبت ظلما وأفكا إلى دين العدل والحق أيضا لتصبح صورة مضللة لماهيتها فما هو جزاء وثواب بات على حسب قدر المسيس للكلمة بعصر ومكان تطبيقها …حيث أصبح لمعنى  القيمة الأخلاقية مترادفات فكرية دخيلة تماما أصبحت تزاوج في وجودها بتزاحم وتدافع مع المعنى الأخلاقي الرائع للكلمة لترمي بها في معمل التشويه من حيث اجتزاء أو إضافة لشروط معينة تجعلها تستوفي حقها من التعريف لتغدو بسبب هذا التشويش حالة عكسية تماما كما ولو أننا نستبدل أمام ذات الأرقام لأي عملية حسابية وهذا إن أردنا إيصال الفكرة كصورة مجردة كما لوأننا استبدلنا إشارة الزائد بالناقص ..لن تبقى أي المعادلات هي ذاتها بنتائجها ..لا نرى أمامنا سوى الخلل …خلل سببه عبثية الفكر وعبث آخر مقصود لا يمكن تبريره مطلقا لكن فهمه أضحى واجبا فالغاية باتت في هذا العصر هي الأساس ومن هنا تتغير كل معاني ومعطيات المفردة في مخزون قاموس الإنسانية في الفكر.

نضال سواس  

من كتابي    “” ماذا عن الفكر “”

 ماذا عن الفكر   ؟    

 ‏((١ ))

 السبات في  زمن اللاثبات .

زمن تغفو فيه قيم وتتغيرقيم  أخرى …عالم المجردات لا يكون مجرد أحرف حاضنة لمعنى …بل هو التفعيل من يضيف للكلمة هويتها .

تفعيل الكلمة  بات من الضروري ضمن تصنيفها في جداول استخداماتها  ومنحها تلك الدلالة عن نوع انتمائها أو انضوائها تحت بنود السلبية أو الإيجابية …ضرورة بات لاغنى عنها في ظل حيادية مراوغة تكمن في اللعب على ناصية  المواقف .

ماذا عن كلمات مرتبطة مثلا في قاموسها الأخلاقي …هل هي ذاتها تلك التي جرى تفسيرها سابقا على مر العصور ؟

لنأخذ مثلا ….سلم الفضائل   ككتاب وكمفهوم مقدس غايته الوصول إلى الله عبر الروح إلى الكمال الروحي عبر التدرج في الفضائل كل قيمة اخلاقية هي فضيلة بحد ذاتها وهي درجة من درجات سلم الفضائل هذا الذي كان فكرة دعا إليها القديس يوحنا السلمي استنادا إلى رؤيا يعقوب …نرى أن هذه الفضائل التي حددها كثلاثين درجة وقد خضعت لمتغيرات زمن قام بإفنادها من حيث   إفتاءات عدلها قانون الإنسان الذاتي انطلاقا من ذاته ليجعل لنسبيتها في كمالها مبررا إلى تغييرها أو تحوير معناها آخذا بذلك مبدأ نيكولو ماكيافيللي المفكر الايطالي في القرن السادس عشر في مبدئه الفلسفي الغاية تبرر الوسيلة نسبة إلى الضرورات تبرر المحظورات مما أودى بكثير من تلك الفضائل إلى صورة تخاف العرف الأخلاقي تماما وتبيح للدكتاتورية ممارسات منافية لكل معاني هذه القيم الأخلاقية من الفضائل …وبمعنى آخر أنه حتى المحظورات وليس الفضائل فقط أصبحت ترتدي لباسا آخر ضمن هذه الممارسات العصرية التي هي امتداد فعلي لعملقة الكيان الأكبر ألا وهو السياسة وقوة السلطة القادرة على التحوير والتعريف والتشويه بحسب متطلبات الواقع الواجب برأيها تسخير كل المعاني لخدمة الهدف من استمراره او دعمه …فيصبح القتل مثلا واجبا دفاعيا والظلم والتعذيب تأديبا والإقسار طاعة واجبة والتجويع  ضبط ميزان الحكومة اقتصاديا …تحدثنا هنا عن تخلخل قيم المعاني نسبة فقط إلى دين معين عبر العصور ونلتفت الآن أمام الفكرة ذاتها لنجد أنها بالطريقة ذاتها سيست ودينت ونسبت ظلما وأفكا إلى دين العدل والحق أيضا لتصبح صورة مضللة لماهيتها فما هو جزاء وثواب بات على حسب قدر المسيس للكلمة بعصر ومكان تطبيقها …حيث أصبح لمعنى  القيمة الأخلاقية مترادفات فكرية دخيلة تماما أصبحت تزاوج في وجودها بتزاحم وتدافع مع المعنى الأخلاقي الرائع للكلمة لترمي بها في معمل التشويه من حيث اجتزاء أو إضافة لشروط معينة تجعلها تستوفي حقها من التعريف لتغدو بسبب هذا التشويش حالة عكسية تماما كما ولو أننا نستبدل أمام ذات الأرقام لأي عملية حسابية وهذا إن أردنا إيصال الفكرة كصورة مجردة كما لوأننا استبدلنا إشارة الزائد بالناقص ..لن تبقى أي المعادلات هي ذاتها بنتائجها ..لا نرى أمامنا سوى الخلل …خلل سببه عبثية الفكر وعبث آخر مقصود لا يمكن تبريره مطلقا لكن فهمه أضحى واجبا فالغاية باتت في هذا العصر هي الأساس ومن هنا تتغير كل معاني ومعطيات المفردة في مخزون قاموس الإنسانية في الفكر.

نضال سواس  

من كتابي    “” ماذا عن الفكر “”

ماذا عن الفكر ؟   (٢)

 الكم مابين   العدم  والفائض :

 ‏هل هي العودة إلى الليبرالية مع حالة من للتحديث ؟ 

 ‏أم أنها غوغائية اليقظة غير الموجهة ؟

 ‏ماذا عن دور التنوير بعيدا عن رداء المغالطة المدسوس بحنكة للتوجيه نحو مسارات المصالح ؟

 ‏أيحق لنا التساؤل الآن على ضوء المجريات السائدة في العالم أجمع إن كان للتوجه الحالي  ما يفيد بكونه ذو علاقة لما ظهر يوما تحت مسمى البروليتاريا ؟

 ‏أهي عودة للأفكار التاريخية القديمة وتحريكها على سطح مكعب الأرض وربما بات من الأجدر اعتباره مكعبا لما بات من حدة في زواياه  المتغيرة المتقلبة والواخذة  دائما على قدر تغييرات أزمنة الهيمنات السيادية على مر الأزمنة ربما التخيل المجرد سيكون صعبا لمن لا يريد إدراك مفهوم التربع والتحكم والسيطرة على كل زاوية تمثل دولة  ما ….العالم مابين الواقعية الفجة ومابين التبصر يستدعي من العقول محاولات للغوص  أكثر لفهم القوة المحركة للأحداث وهذا يستدعي الخيال أيضا .

 ‏ولمن يستغرب أؤكد أنه لفهم الواقع لا بد من المرور بالخيال …وتجاوز إلى تلك الطبقة الأعمق وهي الحقيقة .

 ‏الحقائق تستدعي مننا إجراء عملية ترميم لذاكرة التاريخ  ، وهذا أمر لا مناص منه فالتاريخ بصورة أو بأخرى يعيد ذاته .

 ‏مابين حركة دوران أو منحنيات أو خطوط منكسرة وهي ما أدعوها انعراجات السياسة لمقتضيات الحاجة حيث تأتي مستدعية معها الذهول .

 ‏لا ننسى أن السياسة هي أرض الممكنات حيث لا مستحيل .

 ‏لنعود إلى ما نتسائل عنه الآن على ضوء المستجدات الحديثة ونحاول ربطه بما سبق وأن كان له حيزا كبيرا في زمنه ،سنجد  أن العالم السياسي يعيد استجرار النظريات السابقة ويطبقها تحت مسميات أخرى لكن دون أن ينتبه إنسان العصر الحديث إلى تلك الشبكة التي تحيط بالعالم ككل .

 ‏ وكأن ما يجري هو استكمال لما سبق وأن كان .مع فارق بسيط فقط وهو تلك الاستراحات التاريخية التي كانت متوجبة لتأخذ كل مرحلة مداها .

 ‏هو عالم التجربة …نعم ببساطة شديدة هو عالم التجربة مع محاولات نسب مسمياتها في كل مرة تتعلق بحقبة ما إلى مسمى جديد

 ‏ربما هي آلية الزمن عبر التاريخ .

 ‏لنأخذ مثالا على سبيل المقاربة وإن كان ليس هذا هو الهدف من مقالي الآن لكن هو ذكرا لشيء وليس حصرا له وسأعود لاحقا لاستكمال الفكرة الاساسية وان كنت اعتمد المثال الان بشكل عارض لتقريب الفكرة أكثر وربطها فيما بعد بموضوعي الأساسي الكم ما بين العدم والفائض

 ‏لنأخذ مثالا على هذا وجه التقارب والاقتباس والانطلاق لما كان بادئ ذي بدء فكرة أساسية وهو الثورة الفرنسية التي كانت انطلاقتها من خلال افكار ليبيرالية وراديكالية  ومعها كان بداية الربيع الأوروبي وبداية الاضطرابات السياسية والحركات الثورية .

       …..يتبع

       ‏من كتابي( ماذا عن الفكر )

       ‏

 ‏

ماذا عن الفكر ؟      (( ٣))

تقاطعات فكرية …بمساحة اللافكر

ماذا ؟  كيف  ؟  لماذا ؟ 

مابين المدرك والمجهول

ما بين الظاهر والغائب …مابين المكشوف والمخفي ..ما بين الغائب والمغيب …يدور الإنسان العربي بين ممرات ودهاليز المتاهة …ترتفع أسوار أمام كل منفذ يجد نفسه أمامه ليعود إلى الدوران نفسه مواجها الجدران ذاتها …ليكون محاصرا بدائرة العجز ..لنحاول العبور بعكس الإتجاهات التي يجول ببالنا أنها دائما الإتجاهات الصحيحة ..لنحاول أن نتساءل هل التقدم أو العبور شرط أساسي أن يكون بما اتخذناه بفكرنا كبداهة  في السير باتجاه واحد ؟

 ألم يدر ببالنا يوما أن نتساءل إن كان هنالك مسالك أخرى للمعرفة غير تلك الإعتيادية التي اعتدناها ضمن نطاق ضيق للغاية لم نحاول حتى الخروج منه إلى ما هو الأبعد …بل لم لا نتساءل إن كانت الخطوط الفرعية لأي طريق قد تكون هي الطرق الصحيحة المؤدية للطريق المعرفي الأساسي بعيدا عن المحدد المألوف الذي لطالما كنا ندور ضمن مجاله ذهابا وإيابا  لابل بتنا نبتعد عنه مع الوقت لنمتد بفضول متهافت على جانب آخر من طريق جل ما يمكن القول عنه أنه فعلا لا يعدو أن يكون طريق التفاهة

 ممثلا بعالم الترفيه( entertainment)

 ‏أو قد نتجه إلى بعض الشرذمات الملقاة هنا وهناك من المعلومات المنثورة الموزعة عبر وسائل الإعلام والإعلان  متابعين عبره أي trend كمسار موجه لاستقطاب أكبر عدد من المشاهدات ..أو القراءات ونخال أننا بهذا قد نلنا مسمى المثقف المتابع ..أن نأخذ برؤوس أقلام لأي خبر أو سبق إعلامي دون أي توغل أو اضطلاع كاف لفهم مايحدث ومامعناه وما الهدف منه …ليس هذا بالمهم ..الأكثر أهمية هو وجوب إدراكنا أن المحرك الأساسي للحياة هو العلم ..هذا البعبع الغامض ..هذا العالم المجهول الذي يخشاه بل يتلافى الفرد العربي الدخول حتى ببوابة الإضطلاع على مايحدث فيه …بكل أسف غاب الفرد العربي تماما عن هذا المجال وعن مجال الفكر والفلسفة وعلم النفس والإختراع  والطب والفيزياء والكيمياء والفلك  والإبداع ..فاكتسب بكل جدارة شهادة الذهول …والجهل ..

 ‏نعم …بكل أسف لا نفهم شيئا ..لا نعرف شيئا ولا نحاول ربما فئة نادرة فقط من متنوري العقل تحاول هذا بشكل فردي ..وهنا أنانية ولا مسؤولية هذه الفئة تجاه مجتمعاتها حيث أن عليها الحث والدعوة إلى التنور .

 ‏الملاحظ هو الإبتعاد وبنزق ولا مبالاة وبحجة الزمن المتسارع  أصبح الإبتعاد عن أهم مايحرك الحياة وهو  العلم    ..عالمنا عالم علم ومعرفة وتكنولوجيا مذهلة لم يستطيع الشرق العربي فهمها بعد وفهم آلية التحرك بفلكها فكل الأفكار والإختراعات هي فعليا وليدة  الفكر والبحث الغربي والشرق الآسيوي عبر بحوث  تسعى لتحسين الحياة البشرية ونحن مازلنا غارقين بادعاءاتنا الثقافية التي نحن أبعد ما نكون عنها .

 ‏تنظيم الحياة عبر التكنولوجيا عبر كل المعاملات الإقتصادية والطبية والعلمية نحن نستفيد مما يقدمه الغرب لنا دون أن نفهمه دون أن نفهم آلية العمل عليه تلك الآلية التي كان من أسباب تواجدها لتصبح كحالة مسلمة بسيطة في التعامل  كان هنالك حتما ما سبقها وما أدى إليها وبالتأكيد عدا المستويات العلمية العظيمة التي أوصلتها إلى هذا كان هنالك المحرك الأول لهذا …ألا وهو الدافع

 ‏الدافع لتحسين حياة الفرد فالمجتمع وهذا الدافع سبقه هاجس نابع من رغبة حقيقية في العمل على تنفيذه هاجس يسانده إيمان أي فرد يعمل على هذا بضرورة العمل  بإيجابية مفادها فائدة الجميع بشكل أن أي إنتاج لأي مادة أو سلعة أو نظام أو قانون سببه الأولي الفائدة العامة …من الطبيعي أن يطرأ على بال القارئ سؤال ساخر وماذا عن الفائدة المادية طبعا   لا شيء دون مقابل لكن توجيه أي عطاء نحو المسار الإيجابي للخدمة الإنسانية هو بحد ذاته صادر أولا وقبل كل شيء من أهمية الحرص على تقديم ما يفيد ..إستنادا إلى كل ما يمكن تسخيره من معرفة …نعود من هنا إلى أهمية المعرفة والثقافة ..كي يعمل  الفكر كي يقدح زناد الفكر يجب أن يكون مستندا ومستفيدا من عناصر معرفية مساعدة ومساندة لأي فكرة تطرأ على باله …بمعني أصح الحاجة إلى مكونات معرفية عميقة الدقة وصحيحة وهذا لا يمكن الوصول إليه إلا بالاهتمام الفعلي ..

 ‏كيف سيكون لأجيالنا القادمة اهتماماته الفعلية بكل هذه المكونات التي تساعد على بناء فكر قويم وسليم إن لم يكن هنالك حث وتحريض وتوعية وترغيب ؟

 ‏علينا قبل كل هذا توضيح مفهوم الوجود والحياة والعالم والكون وكيف يسير كل شيء وماهي الأشياء المساعدة والداعمة للإرتقاء والعمل على تشذيب ما هو إضافات متشعبة طفيلية ومؤذية تلك التي تتولى امتصاص ماهوإيجابي وطرحه بعيدا لتتوغل في العقل البشري والعمل على استبعاد منافذ النور لسدها بسواد البلادة والتفاهة

 ‏من الطبيعي أن لانزيح دور الترفيه والتبسيط لكن ليس على حساب التعمق وجدية التفكير والبحث  والإهتمام ..بكل أسف نحن شعوب تباهينا كثيرا فقط بالحرف والكلمة بشعر الهجاء والمديح والغزل  بفتوحات وحروب وممالك لكن لم نحاول أن نرى ماهوأبعد من ذلك تباهينا ببضعة علماء شرقيين تفاخرنا بهم بل وحتى معظمهم بأنسابهم ليسوا عربا لم لا ندعو بشكل جاد وقوي  .

        ( ‏يتبع ) من كتابي:

        ‏”” إشكالية المعرفة عند الفرد العربي””

        ‏

نضال سواس

ماذا عن الفكر ؟     ((٤))

أزمة المفكر العربي   

أكبر ما يواجه المفكر العربي هو أنه لا يجد له مكانا بين العقول التي باتت بكل أسف تجنح نحو التفاهة ..

اللاجدوى هي الطابع الرسمي السائد حاليا في زمن العبث واليأس .. ربما السبب الأول هو ضمور الثقة واقترابها من التلاشي تلك الثقة بعالم حقيقي، حين يجابه الإنسان بالزيف بالمجتمعات والحكومات لا يستطيع أن يبرر لنفسه أي سبب لأن يكون ضمن النقاط الشاردة المتنائية كرد فعل بديهي للإحباط وأن كل ما يقدمه إنما هو مجرد  ذاك (اللاشيء)

صعب جدا التشييء فما أدراك حتى بقيمة الصفر التي يظهرها له الواقع منطقيا ًكقيمة موازيةلذاك اللاشيء .

وهنا يكون السقوط حرفيا بحالة الإحباط القسري حيث لا مندوحة له أن يكون هو المهوى الوحيد الذي يستقبل عجزه في إيصال إيجابية تحركه ضمن  مضمار الفكر لإغناء العقول  الغافية في هزل الهروب والضياع .

الغثاثة الفكرية في المطروح من الإنتاجات الأدبية أحد الأسباب الهامة التي تجعل الفكر يعتاد على ما يقدم إليه فالقارئ العربي بكل أسف أكثر ما يستميله هو البساطة وكل ما اعتاد على التزود منه من

 تكرار في المعنى والمضمون وكأنه بات مرحبا فقط بتناول مايقدم إليه بعيدا عن رغبته بالتزود بماهو فكري و تنويري

فلا شأن له بآخر النظريات الفلسفية الفكرية أو النفسية أو بعلم الإجتماع أو السياسة والفيزياء والعلوم …

القارئ العربي بكل أسف بات غير متابع إلا للمواد الترفيهية التي تقدمها له التكنولوجيا عبر الميديا .

مايصيبنا بالانشداه أننا نواجه بآلاف القصائد المتوافقة بالنمط المكررذاته بنفس المعاني ونفس التشابيه إلى حد يصيبنا بما يشبه الغثيان وكأن العالم بات فقط مجرد فكرة واحدة ..غزل ..شوق.. حزن حنين …

العالم ليس مجرد عالم شعري أقول هذا رغم أنني شاعرة لكن مؤكد لا يقتصر الواقع فقط على هذا ربما أكون قد مدت قليلا إلى شق آخر أريد التنويه عنه لكن …ما أريد التأكيد عليه أننا في ازمة فكرية حقيقية

أزمة فكر …أزمة تنوير .

إن أردنا التطرق كنوع من المقاربة إلى الغرب مثلا نجد أن البحث عن جوهر الفكرة والعمل عليها هو بحد ذاته هاجس أساسي يكون السعي إلى تقديمه قد تطلب جهدا في الملاحظة والتنقيب والتحليل للخروج إلى العالم بالجديد المتوصل إليه برغبة في تقديم الجديد فلا تقف الأمور على عمليات النسخ الآلية لما سبق تقديمه عبر الأجيال السابقة .

ربما لمفهوم الزمن ومستجداته وربطه بالواقع المعاش أثره الأول في فهم المطلوب سواء من المفكر أو من القارئ بعيدا عن بديهيات الأفكار المكررة وغير المجدي الخوض فيها والبقاء ضمن دائرتها  هذا البقاء الذي لا يفضي إلى شيء عدا أنه المراوحة في  عبث اللاشيء الذي لا يقدم ولا يؤخر في مسيرة الإنسان ..إن هو إلا حالة جمود قهري قد أوقع فيها الإنسان نفسه بتكاسله وخموله الذي يجعله يتقاعس عن السعي للاستنارة

تلك الاستنارة التي تتطلب منه النهوض الجاد والبحث أيضا بنفسه عن حلول لمشاكل يعاصرها وإن كانت لا تبدو له شخصية .العالم كون متكامل متداخل متماهي ضمن نسيج الوجود رغم كل الاختلافات التي تفرضها جغرافية المكان وأحداث الزمان إلا أن الإنسان هو ذاته هو تلك الشبكة الفكرية المكونة للاهتمامات والحاجيات الإنسانية ذاتها المتطلبة دائما لأساسيات الوجود من أمان وسلام وقدرة معيشية ضمن مناخ اجتماعي وسياسي واقتصادي ونفسي ملائم لمتطلبات وجوده ككائن جدير بالحياة .

٣٤   حوار مع صديقتي بائعة البطاطا

حوار.. مع صديقتي بائعة البطاطا

أقترب منها محيطة بيدي عنقها القصير الغائب وراء تلافيف شملتها كما عنقي وشملتي الصوفية… أفرد أصابعي المرتجفةلأطبقها من جديد على عينيها وأنا أدعوها… لتتعرف علي… ربما… كأحجية تخشى… الإكتشاف… أسمع قهقهتها…ذات الرنة الحديدية منادية إياي بإسمي.. أبتهج… تتردد صرخات الفرح في داخلي…. ثمة من يعرفني هنا… أتلفت حولي ليقهقه رجل البوليس هو الآخر ويهتز شاربه من الضحك… آه… باتا إثنين إذاً؟ أقترب منه مربتة على أطراف قبعته تستمر صديقتي بائعة البطاطا بالضحك

أحيط بعنقها من جديد أقبلها لا أعلم إن كان صبرها هو ما جذبني إليها…. إن كانت رحلة كفاحها… أو صلابتها… تجيبني بابتسامة…. أعرفك… أنت يامن تسيرين وحيدة على أخاديد الحلم… تجمعين كفيك مظلة فوق رأسك وتهرعين راكضة تحت بذور الثلج التي تنبت تلالا من أجنحة بيضاء على أغصان الشجر… أسمع دندنتك الخافتة التي تحضنها ابتسامتك.

أجيبها بحزن… تسمعين صوتي إذاً؟ أدندن بألحان من وطني… لا أعلم لم تحديدا… علروزانا… لحن لا يفارقني… أحتاج لأن أسمع صوتي أحيانا… فقد نسيته… أستدير ورائي ثمة دراجات أومئ إليها أن تعالي ننطلق بعيدا عن الأرصفة والمحطات…. يقهقه الشرطي غامزاً بعينيه….. لا هروب…. لا مهرب…

أتلفت حولي…. دائرة كاملة هذا العالم… والحياة حزام ضيق يحيطه…. فلا مهرب….

أدور بمحوري…. أمتد فقط بحلمي… على سهم يطال السماء…. أنحني من جديد… أقبل وجنة من حديد صلب… تحمل دفء الصبر… أمد يدي لألمس أطرافا ً حادةً شوكية في سلتها الأخرى….

 _ليس كل شيء بطاطا…. تغمز لي بعينها بحزن… ثمة ما يخز.. أيضاً…. في أطراف سلالنا… ليست كل السطوح ملساء….

_آه لجعبتنا… كم تحمل…. أبحث الآن عن إشارة التعجب على سطح هذا الجهاز فلا أعلم لم لا تعمل…. ما زلت سيدة الأنتيتكنولوجيا كما أدعو نفسي لأرد على اتهام أولادي بتقصيري في الأمور التقنية… لا بأس… ما زال هنالك وقت لاستخدام شارة التعجب… فالكثير من شاراته…. واجبة الحضور على سطح الحياة… فلا بأس…. فيما بعد….

نضال  سواس