ماذا عن الفن ؟
على سطح لوحتي …تلاعبت بالزمن …بالحقائق المقيتة السوداء …..بالنور ..
بالظل …بكل شيء …أزلت غوغائية الركود …ركودا كنت أخاله روضا من أمان ….
أمسكت بها …قربتها من النافذة من شعاع تسرب بها إلى عيوني أولا ومالبث أن انسكب كلمسة دفء تزحف بهمس عاشق لتلفح وجنتي وعنقي …كنت أراقص مسار الشعاع الدافئ أتابعه إلى حيث استقر على الجدار أمد يدي على الجدار أتلمس مكان النور الساقط عليه وأنقل يدي إلى الجانب الآخر منه حيث الفتور البادي على الجدار الأبيض لا شيء …لا شيء سوى أن النور حرك الإحساس بجذوة الحياة …شعاع من نور يحيل الجدار إلى ساحة مشهدية تتغير معي مع كل حالة .. ….
رقصة التضاد على سطح اللوحة يغنيها
هذه الحركة ما بين الظل والنور تقارب الدهشة وتكاد تسمع من خلالها صوت أنفاس هذا السطح الأصم …
نبتعد …نترك مجالا للرؤية ..نلاحظ الأبعاد
السماكات والطبقات …نقترب نتلمس غنى التفاصيل على المسام .
تتمدد التفاصيل لتشمل كامل العمل الفني بغنائية تشعر معها وكأن العمل من خلال لعبة الظل والنور قد نضجت ملامحه أكثر وتصبح اكثر نضجا كحال الطفل الوليد في رحلة الحياة ….قد تصل إلى حدود تفصيل الملامح من خلال الإنكسارات والإنحناءات …لا أقصد هنا تحديدا موضوع اللوحة كرسم لبورتريه لا بل كتشبيه لحالة تقارب فيها اكتمال العمل منذ بدايته وحتى المراحل الأخيرة له
كما طفل بمختلف حالات نموه عبر وجوده ..
لا شيء اعتباطي أو عبثي …
الفن بالنسبة إلي فلسفة الرؤية عبر منظورالفنان الشخصي لماهية العمل ..
للوصول إلى هارموني الإكتمال لابد من بسط أدواتنا المعرفية بما في ذلك ربط عناصر الوجود من عالم حسي نتوغل في اكتشاف أسراره عبر الملاحظة واعتماد الكون ككل مادة أساسية نغرف منها ما يغني في العالم الإبداعي .
فانتازيا الرؤية تكون منبع البداية حيث يكون الإندفاع لخلق عمل فني سببا لتفجير طاقة الكمون التي تكون هامدة إلى حين انبثاقها بدافع محرض ….كما ورؤية شعاع نور على جدار ابيض كتيم ومن ثم تلاعب الظل على سطح هذا الجدار .
تتحد عين الفنان المبصرة مع بصيرته الخلاقة لإحياء حالة تتنفس وجودا على سطح لوحة .
لا يتعلق الموضوع فقط هنا بعالم الرسم كجزء من التعبير الإنساني الفني …بل يتعداه إلى النحت …والموسيقى والمسرح والسينما
وسأفرد لكل من هذه الفنون مساحات نأخذ بدراسة المتعلق بهذه الفكرة باستفاضة .
من كتابي “” ماذا عن الفن “”
نضال سواس