ماذا عن الفن
الكون ….سيمفونية وجودية
ما بين الشك واليقين
تتوالى الشارات البيضاء والسوداء على سلم موسيقي واحد ….
احدهما للبيضاء والثاني للسوداء
لك أن تختار
والسلم الموسيقي واحد ….لكنه دائري …يدور بأكبر حلقة تحيط خصر الكون ….
سمهما كما تشاء لو أحببت
جواب وقرار …. احتمله ….كموسيقا تحملك كذرة رملية تدور معها فوق شواطئ العالم …. وبلا انتماء
لا تسأل أكثر ….
كغمزة في العين اليمنى حينا
وفي العين اليسرى حينا
شك أم يقين ؟؟
صه ….لا تهمس ….لا تصرخ ….فقط حلق
فالموسيقى …..مازالت تلف خصر الكون …
تهادى معها …..ذرة رمال كريستالية ….صعب أن يحللها موشور …..
فالموسيقى أسرع …..
وما زالت تلف خصر الكون …ماذا عن الموسيقا ؟
فلنتساءل …هل يتراءى للبعض أن الموسيقى كما اعتدنا هي حالة هارموني . حالة تناغم تألفه الروح فتتراخى الأعصاب معه لتستكين بهدوء وانتشاء ..لكن هل هذا صحيح دائما ؟
هل الموسيقى هي فقط هارموني ؟ قطعا لا …كثيرا من المقاطع الموسيقية تعتمد ابداعيا على قطع ثم تداخل مفاجئ لآلة جديدة تكون أحيانا مفردة لكنها بنوع من التصعيد تكسر حالة التناغم المألوفة التي كانت تخلق حالة من الإستعذاب والدعة التي تجعلنا ننساب طواعية مع سحر اللحظة ومع نبضنا الذي يصبح لا شعوريا متآلفا معها …
ربما كأكثر ما نجد هذا في السيمفونية التاسعة… لبيتهوفن..في فترة حرجة من حياته لكنه أصاب فيها تماما بنقل حالة التمرد الداخلي الذي يشعر به فجاءت موسيقاه كرد قهري على إصابته بالصمم وفيفالدي أيضا استطاع خلق عنصرالدهشة في نقلاته بين المقاطع الموسيقية …تشايكوفسكي نجده في بحيرة البجع قد أجاد هذا أيضا وقد تكون الموسيقى متتابعة بفواصل قصيرة وترددات متتالية كموسيقى الألعاب النارية الملكية للموسيقي النمساوي هاندل التي الفها بمناسبة إنتهاء الحرب النمساوية …إذا نلاحظ أن الموسيقى لا تكون دائما قائمة على التناغم الكامل منذ البداية حتى النهاية طبعا ولا أقصد بهذا النشاذ طبعا إنما يوجد أخيرا ذاك الضابط للقطعة الموسيقية الذي يجيد تجميع كل أقسامها ليوحد بينها في آخر المطاف لتكون عملا إبداعيا متكاملا وهذا شبيه كما أسلفت بتلك العلاقة الكونية الجامعة لكل متناقضات الوجود ولنأخذ مثلا على هذا الطبيعة نفسها مابين واد وجبل ومابين جرف ورأس صخري وبحر ومضيق لن نفهم هذه العلاقة بين هاته الأجزاء المكونة للطبيعة إلا إن فهمنا تلك الصياغة الإلهية العظيمة الخالقة والجامعة لكل هذه التناقضات ومؤاخية ما بينها ضمن تشكيلة طبيعية آسرة .
هي فلسفة الرؤية وفلسفة الفن والإبداع لا أستطيع عزله عن الرابط الأساسي المشكل للوجود ككل …
حين نبصر ونتبصر …نفهم
الحياة عملية تحليل وتركيب لفهمها علينا سبر ألغازها ..
وبرأي لفهم المرئي علينا بمحاولة فهم اللامرئي والعكس صحيح …الرابط الأساسي يكمن بالفكر .
من كتابي “” ماذا عن الفن “”
نضال سواس