Skip to main content

صعب …الإنسان …صعب !

حقيقة مجردة ليست مجرد جملة …صعب لهذا الكائن أن يُدرك أن يُفهم …بل لعل فهمه لذاته هو الأمر الأشد صعوبة…
ربما وأنا أكتب هذه الجملة الآن تحديدا أجد مسوغا لتصرف الآخرين …فما الأقرب من الذات إلا الذات نفسها ومع هذا لا تدركها ….حين تعيد أسباب حزنك وغضبك وألمك إلى من لا يربطك بهم أي صلة حقيقية فقط صلة تأطير لكلمة (مستثنى ) المستثنى الذي تضيف إليه بريق الإيمان والثقة …نعم بريق الإيمان …حتى الإيمان بالكلمة كقيمة يمنحها ذاك البريق فتخاف أن تمسها لو حتى بغبار الشك باي سلبية قد تخفف من قيمتها ….حين تقول لنفسك أن العالم مازال به ذاك النقاء أو على الأقل بعضه وتشكر من أوجد لك تلك الإضافة لتعيد صقل ما قد خرشته الأيام بروحك … حين تفتح أبواب روحك لتستقبل ماترى فيه الخير والطيبة والمحبة فقط لأنك تعلم بأن ما من عاطفة خاصة تربط بينك وبين هذا المستثنى وما من أي مصلحة فقط أن تكون قيمة إنسانية عالية قيمة بمعناها النبيل البعيد عن أي فائدة مرجوة لأي من الطرفين سوى هذا الدعم النفسي السوي
حسنا اعلم ان ما يؤلم ليس أن تصدم بحبيب أو بأخ او بإبن قدر شعورك بالخذلان من من تعتبره المستثنى …كمثل أعلى ..ربما حين تفقد هذا الشعور تتغير نظرتك إلى كثير من الامور بحياتك …لكن …بالنتيجة هذه هي الحياة …ماكرة وتحب المفاجأات .. ربما أن تتسلح باللامبالة أفضل من التحفز …لمواجهة ذهولك …ستذهل كثيرا …ستكون لديك تلك الرحلة الطويلة بقطار الذهول ….ستفتقد كلمات قد الفت سماعها …قد تتألم وقد يكون العكس …قد ترتاح …قد تفاجؤك نفسك بأنك أمسيت بلاردود أفعال …كائن بلاستيكي …كالدمى …كالدمى …
لا بل أنت كاذب …ستكون دمية بدموع داخلية ….وكأن مجرى دمعها أعدته الحياة ليفرز بقلب العين وينسال مع الروح إلى هناك إلى الداخل …إلى حيث يحول كتركيز عال من سائل هو دمك ….
فلتتحرك تلك الدمية ….لن تغمض عينها او تفتحها إلا إن حركتها الحياة بأمر منها ولا تنسى أن عليك أن تضغط على قلبها لتصدر منها ذاك الصوت …بطاريتها هي الحدث ….. ستكون استجابة للحدث ….تلك الدمية البلاستيكية .. تلك الذات .

نضال سواس

Leave a Reply