
لم أجد شعباً ماهراً
لم أجد شعباً ماهراً في تشويه ماضيه ودينه وحضارته إلا كما نحن .. نتسابق على إضافة القذارات بصفاقة بلهاء …كمن يشير إلى ثوب معلق على حبال الزمن وقد أتلف نسيجه فبتنا نصرخ مشيرين إليه بأنه قذر ..نوجه الأنظار بعنف ونحن نكيل ونهوي عليه بحفنات غضب من طين ونردد قذر …قذر …قذر .
نحن من نصوغ قذارة أجدنا تركيبها من عناصر من مختبرات غذينا بموادها .وتركنا لإضافات نقدمها طوعاً لتزيد من دمارنا . ..
وبكل غباء نستل من بيوتنا سكاكين نشحذها بأنفسنا لنسلمها علنا للصوص دخلوا خلسة ….ربما كانوا خائفين . ..لكننا مع هذا أمسكنا بأيديهم وأنرنا لهم مداخل بيوتنا وأسرارنا …
مصممون على أن نتجرد من كل ما نملك … من عز وكرامة راضون بأن نبكي مقابل ضحكهم
راضون بأن ُنسلب …مقابل كسبهم
نبحث لهم بأيدينا عن لصاقات لأعيننا وكمامات لأفواهنا … نسلمها لهم …. بأيدينا ….لنساعدهم
نتبجح بغباءنا ….نسلمهم كل شيء … ونغادر
كجوقة لعميان قانونهم بلاهة ودستورهم جنون
صعاليك هذا الزمن ….نجيد حرق أيدينا ….ونحن نرمي مشاعل من ورق ….على بيوت أهلنا ..نرصف الطريق بالنار … لنحرق تلك الجسور …..وتصبح هويتنا
اللانتماء …. اللاإنتماء ….
هكذا …ببساطة …..سياسة التنصل ….أفادتهم
سياسة التنصل …. ستلغينا ..
لم نفهمها بعد ….وما زالت أيدينا منهمكة في إشعال المزيد من الأوراق ….حارقين بها كل شيء … لنهوي بها (علينا ).
ونحترق ..
فقط تذكروا …..حين احتساءهم لخمرة نخب انتصاراتهم
سنكون حينها ….بعيدا عن دائرة وجودهم … بل تماما …عند أطراف ماسلمناهم إياه …..بحماقاتنا ….نتجرع حسرتنا على ما دمرناه ….ربما حينها ….(قد ) ….نتأمل أصابعنا بحثاً فيهاعن بصمات لنا ….قد أحرقناها ….ونحن نشعل بماضينا وعزتنا ….وكرامتنا .
نضال سواس