
موعد مع الذات ..
وقد يحدث أن تختار لنفسك موعدا مع ذاتك …نعم مع ذاتك تحديدا …ربما محاولة منك لفهمها أكثر بعيدا عن تناسيها …ربما لمحاسبتها …أو حتى لتستوضح منها عن خارطة الطريق الذي تنشده …أو ربما لتطمئن إن كانت قد ألقت بنظرة إلى بوصلتها …ربما لتشير إليها أن رأس السهم يختلف في مدلوله عن عقبه ……ربما لتعيد على مسامعها مامعنى أن تكون يساريا او يمينيا …ما معنى أن تكون متشددا أو متطرفا أو العكس متسيبا أو زئبقيا …
متفلسفا متفذلكا جدليا بروغماتيا ….والأصعب من كل هذا …أن تكون نفسك ….
ستراوغك ذاتك باحثة عن خلاص …من خلاصها . ..
ستراوغك بمكر ودهاء …متهربة ….لتهرب
ستراوغك متحججة بالزمن …بالإنهاك …بالمحاصرة …بكل ما من شأنه أن يدعها بعيدة عن …نفسها …
ذات ونفس ….أنت وأنت …وهروب دائم عكس خط المدى .. وتناس أحمق بأننا وكيفما استدرنا بعيدا عنه فلنا البعد ذاته ومهما كان ممتدا ….فهو يحيط بنا …إهليليجيا بخط افتراضي بعالمنا اللامرئي …فلا هرووووب
سترمي بذاتك بقلب ذاتك ….تدفنها ….صمتا ….
كما أفعل الآن رامية أمامي بمكعب من سكر …كتبت على وجه كل مربع منه حرف( ص) لعبتي مع الحقيقة وصراحتي مع الوهم ( صمت) ( صراخ ) والبداية بحرف واحد ….حرف مبتور ….لمعنى لن يكتمل ..إن لم أشاء له الإكتمال ….
صه ٍ…..خلفها … صمت ….أمر بالصمت
نتناسى أن (صهٍ ) احيانا توجه حتى لمن لا صوت له ….
أعود ….إلى الذات … أستأذنها أن تذكر ….إن كنت قد سبق لي وأن اسمعتها تلك ال ( صه )
أعلم أن الكلمة قديمة ….قدم ثغاءاتنا ومأمأاتنا السابقة …وأنها كانت السباقة دائما في ساحة الصمت ..
لكن ؟ ؟ ! ….مازال علي سؤالها …سؤال هذه الذات ….عن صه هذه ….إن كان قد سبق لها الإحتكاك بها ….
ربما لن تفهمني ….ستتهرب حينها من الإجابة ….فأرمي لها بقطعة السكر ….مكعب حروف الصاد ….اغمز لها بعيني …ماذا ؟ أي سطح مربع من هذا المكعب ستختار ….أي …سطح لأي ….ص صاد ؟
كل سطح يحمل الحرف ذاته للصمت وللصراخ …
ستتهرب …أو ستختار …ما عاد مهما …فالحال كالآت
كما في الرياضيات …قد يقلب الموجب إلى سالب في جداء الموجب بالسالب ..
حزينة أنت ….أيتها الذات إن كنت قد أدركتها …..
سأفهم صراخك في صمتك أو ربما أفهم صمتك بصراخك …
مادامت الأمور سيان .
المهم ….فاتني موعدي مع ذاتي ….ومكعب السكر قد بلله المطر ..على طاولة منسية محاطة بكراسي الإنتظار .
نضال سواس