بعض من ما كانت … أيامنا تعتقت وهي طفلة …أراها كبراعم ورد رميت بقاع زجاجة عطر فارغة .. أعيد غسلها لمرات ومرات …ليغلق عليها. مازالت مركونة هناك تتعتق بصمت حزين ….فيها فرادة عجيبة ….تهرم بصمت ….دون أن تشيخ …تتنفس من عطرها ذاته …على جدران سجنها تتلوه رسائل من عبق لهاث استغاثاتها ..
وقد يحدث أن تختار لنفسك موعدا مع ذاتك …نعم مع ذاتك تحديدا …ربما محاولة منك لفهمها أكثر بعيدا عن تناسيها …ربما لمحاسبتها …أو حتى لتستوضح منها عن خارطة الطريق الذي تنشده …أو ربما لتطمئن إن كانت قد ألقت بنظرة إلى بوصلتها …ربما لتشير إليها أن رأس السهم يختلف في مدلوله عن عقبه ……ربما لتعيد على مسامعها مامعنى أن تكون يساريا او يمينيا …ما معنى أن تكون متشددا أو متطرفا أو العكس متسيبا أو زئبقيا …
لم أجد شعباً ماهراً في تشويه ماضيه ودينه وحضارته إلا كما نحن .. نتسابق على إضافة القذارات بصفاقة بلهاء …كمن يشير إلى ثوب معلق على حبال الزمن وقد أتلف نسيجه فبتنا نصرخ مشيرين إليه بأنه قذر ..نوجه الأنظار بعنف ونحن نكيل ونهوي عليه بحفنات غضب من طين ونردد قذر …قذر …قذر . نحن من نصوغ قذارة أجدنا تركيبها من عناصر من مختبرات غذينا بموادها .وتركنا لإضافات نقدمها طوعاً لتزيد من دمارنا . ..
بين هيروديا وسالومي سبعة أثواب ورقص والشعب قضية تلك سالومي فاسألوها عن وشاح بدمانا خضبته قد كان هو الهدية قالوا سبعا أو رب عشرا لا يهم بأي لون فالعيون في سكون والعقول في جنون الحنق حمق والأمر أمر أن تطيعوا بأن تجيبوا مالنا بتلك الشؤون وإن تُحدِّث عن عري ثوب في الأمةغدرا يمزق ماعاد فتقا بالكاد يرتق كم شسع بون تجول المنون والكل ترك ليغرق تسائل أمساً كم عزيزا كان فينا وما استقام لغل جهل به أوتينا النار حقدا أشعلوها فتنا في البلاد أوقدوها مزقا مزقا نثروها بالآه جورا كم أوجعونا مفاوضات معاهدات بأختام دمانا أمهروها تلك الدماء كم أهدروها والصمت صم والطبع سك بالآهات يلزمونا إن غضبنا أو سألنا لأي ذنب بل بأي حق لبالهم وابل يهيلوه علينا قانون قيصر وابتدعوه ما طمعنا بترف لسكر بل بخبز لجوع أو دواءا رب أقل وما حتى أكثر وحاسبونا وصرخوا فينا أتمأمؤون أما تهابوا العواء والعصي على الظهور تكسر
العنصر الإلهامي الأول في عالم الإبداع الفني ..من رسم ونحت .. ربما كانت الأهم على مر العصور نجد هذا بشكل خاص ربما فيما يخص عالم الميثيولوجيا في حال رسم الآلهة الأنثوية الشكل وكذلك عبر رسم الأيقونات وخصها بقدسية ثرية باللون الذهبي كرمز قداسة …والشيء ذاته من الممكن التحدث عنه نسبة إلى الأديان الأخرى فهي الآلهة الوثنية المعبودة في الديانات البوذية والهندوسية إذ كثيرا مانشاهد المقدسات المرمزة بأجساد معبرة بانحناءاتها الأنثوية المعبرة عن الخصوبة والعطاء كما أن الحضارات السامية التي الأخرى والحضارة الفرعونية لم تهمل الجانب التكريمي لهذا المخلوق المذهل فكانت الملكة والشخصية السياسية الحاكمة والآسرة .
ليست الحياة …وليس الآخرون …ليس الغير ….بل هو نحن فقط من نمنح لذاتنا القدرة على الفرح . … … قد يكون وهما وقد يكون استبشارا إلا أنه قطعا مانصوغه بداخلنا كحالة معاشة نحتاجها. ….لكننا لنصل إلى هذا نحتاج إلى قوة بعضا من صلابة نرتفع بها بعيدا عن هشاشتنا .. هشاشة لا نستطيع قطعا الإرتفاع بها للمضي على الصخر بساقين من قش … وما أشبه خطواتنا بسوق هزيلة من قش يتكسر …..قش هو وهم الإيمان بالآخرين .. ربما قبل أن نبدأ بأي شيء علينا إيجاد الأساس …المنطلق …نقطة البداية أو بالأحرى نقطة الإنطلاق ….الإرادة …أي من خطانا …نبدأها بقرار بالمسير …بأمر من العقل يوجه أعصابنا للمضي بحركة معينة …ليس للآخر أن يدفع أو يحرك ….لكن …..!!
حقيقة مجردة ليست مجرد جملة …صعب لهذا الكائن أن يُدرك أن يُفهم …بل لعل فهمه لذاته هو الأمر الأشد صعوبة… ربما وأنا أكتب هذه الجملة الآن تحديدا أجد مسوغا لتصرف الآخرين …فما الأقرب من الذات إلا الذات نفسها ومع هذا لا تدركها ….حين تعيد أسباب حزنك وغضبك وألمك إلى من لا يربطك بهم أي صلة حقيقية فقط صلة تأطير لكلمة (مستثنى ) المستثنى الذي تضيف إليه بريق الإيمان والثقة …نعم بريق الإيمان …حتى الإيمان بالكلمة كقيمة يمنحها ذاك البريق فتخاف أن تمسها لو حتى بغبار الشك باي سلبية قد تخفف من قيمتها ….حين تقول لنفسك أن العالم مازال به ذاك النقاء أو على الأقل بعضه وتشكر من أوجد لك تلك الإضافة لتعيد صقل ما قد خرشته الأيام بروحك … حين تفتح أبواب روحك لتستقبل ماترى فيه الخير والطيبة والمحبة فقط لأنك تعلم بأن ما من عاطفة خاصة تربط بينك وبين هذا المستثنى وما من أي مصلحة فقط أن تكون قيمة إنسانية عالية قيمة بمعناها النبيل البعيد عن أي فائدة مرجوة لأي من الطرفين سوى هذا الدعم النفسي السوي حسنا اعلم ان ما يؤلم ليس أن تصدم بحبيب أو بأخ او بإبن قدر شعورك بالخذلان من من تعتبره المستثنى …كمثل أعلى ..ربما حين تفقد هذا الشعور تتغير نظرتك إلى كثير من الامور بحياتك …لكن …بالنتيجة هذه هي الحياة …ماكرة وتحب المفاجأات .. ربما أن تتسلح باللامبالة أفضل من التحفز …لمواجهة ذهولك …ستذهل كثيرا …ستكون لديك تلك الرحلة الطويلة بقطار الذهول ….ستفتقد كلمات قد الفت سماعها …قد تتألم وقد يكون العكس …قد ترتاح …قد تفاجؤك نفسك بأنك أمسيت بلاردود أفعال …كائن بلاستيكي …كالدمى …كالدمى … لا بل أنت كاذب …ستكون دمية بدموع داخلية ….وكأن مجرى دمعها أعدته الحياة ليفرز بقلب العين وينسال مع الروح إلى هناك إلى الداخل …إلى حيث يحول كتركيز عال من سائل هو دمك …. فلتتحرك تلك الدمية ….لن تغمض عينها او تفتحها إلا إن حركتها الحياة بأمر منها ولا تنسى أن عليك أن تضغط على قلبها لتصدر منها ذاك الصوت …بطاريتها هي الحدث ….. ستكون استجابة للحدث ….تلك الدمية البلاستيكية .. تلك الذات .
من نقطة الصفر …وإلى تقطة الصفر …تبقى حالة سلبية تماما … نسج أسواق للوهم بعيدا عن تشبع الفكر بوعي الحقيقة …مراوحة بالمكان ….وتلويح بعصاوات تحمل بطاقات وهمية لكسب مخادع ..إن هو إلا مخاتلة كاذبة يراد منها التكبيل بقيود وديون إقتصادية واجبة الدفع بفوائد متصاعدة متوازية مع خط زمني يظن عبثا أنه أمر مقدور عليه. وهكذا فالسباحة بالفراغ توشي وهمنا آنيا بالبهجة يلوحون لنا بأعلام زاهية…نحسبها لتلهفنا انتصارات لمكاسبنا .. ولكن ؟ ؟؟ ماذا عن الحقيقة ؟